شهادة كردية تأبى النسيان

مثلما كان بيان الحادي عشر من اذار عام 1970 مرحلة واعدة في مسار العلاقة بين بغداد واربيل فان شهادة السيد مسعود برزاني/ بان صدام حسين ضمانة الاكراد في أي اتفاق تبرمه مع بغداد كان ردا على التشكيك من جدية بغداد لحل القضية الكردية

ومابين بيان اذار عام 1970 وشهادة البرزاني 1991 فاصلة زمنية تبدلت فيها الأوضاع والمواقف بين المركز والأطراف في محاولة لايجاد افق يستجيب لمتطلبات المرحلة التي أعقبت العدوان على العراق عام 1991

مقالات ذات صلة

وفي خضم المتغيرات التي أعقبت العدوان الثلاثيني على العراق زار وفد من جبهة التحالف الكردي بغداد والتقى بكبار المسؤولين العراقيين لتلمس افق الحل وفتح صفحة جديدة بين بغداد واربيل عبر صيغة متطورة للحكم الذاتي تلبي مشاغل الاكراد وبعد ان طالت مدة المباحثات بين الطرفين ترددت شائعات مردها ان الاكراد قبل ان يتفقوا على افق الحل المنشود يريدون ضمانة من الأمم المتحدة ومجلس الامن لاي اتفاق مع بغداد لتفادي أي إشكالات قد تعرقل تنفيذ مفردات الاتفاق مستقبلا

وللحقيقة والتاريخ فقد قصدت السيد مسعود البرزاني في مقر اقامته في فندق الرشيد ببغداد وكنت حينها اعمل في مجلة الف العراقية وأجريت معه حوارا شاملا وركزت على مايدور من شائعات عن رغبة الوفد الكردي بضمانة دولية لاي اتفاقية قد يبرمها الاكراد مع بغداد فكان رده واضح وصريح بان صدام حسين هو ضمانة الاكراد في أي اتفاق كرد على الاشاعات التي كانت تتداولها وسائل الاعلام الغربية حول مسار العلاقة الجديدة بين بغداد واربيل

ونشرت الف باء نص الحوار مع البرزاني وابرزت تأكيده على ان صدام ضمانة الاكراد
وعندما ننظر لمسار العلاقة بين بغداد واربيل فاننا نتوقف عند الموقف الأمريكي الذي كان يرى في أي اتفاق للحل سيكون لصالح العراق ويعزز مصداقيته وموقفه من القضية الكردية وان لاتعطي لبغداد هذه الفرصة في وقت تسعى فيه لاسقاط النظام الوطني بتشديد الحصار وبالخيار العسكري وهو الامر الذي اغلق الأبواب لحل ربما كان يجنب العراق المزيد من الخسائر ويؤسس لمرحلة عنوانها الثقة والاستقرار بين بغداد واربيل

احمد صبري

a_ahmed213@yahoo.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى