صحيفة إيرانية توجه رسالة للرئيس الأميركي وتقول: السيد ترامب! الإيرانيون يرفعون راية الحسين” ويعتبرونك” يزيد” هذا الزمان”

باتت إيران مشغولة اليوم  بكيفية  جعل  أميركا تتراجع عن بعض عقوباتها المفروضة على طهران، باعتبار هذا الموضوع   أمر مصيري ووجودي بالنسبة لإيران ، ألا وهو إيجاد حل  لمعضلة بيع النفط الإيراني والحصول على عائداته، خاصة أن  إستراتيجية طهران الحالية قائمة على الضغط على الدول الأوروبية في الاتفاق النووي (ألمانيا، فرنسا، بريطانيا) لتحقيق هذا المطلب أولا., وقبل كل شيء.  
الصحافة الإيرانية ونقلاً عن مسئولين إيرانيين ، يرون  في نظرتهم لتطور الموقف الأميركي والحديث الدائر عن احتمال منح إعفاءات جديدة لشراء نفط إيران، ومرونة واشنطن الأخيرة التي تحدث عنها مساعد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في تعليقه على نتائج قمة السبع  التي عقدت في فرنسا مؤخراً  .
بعض ساسة إيران يعتقدون  أن الأميركيين قد مارسوا أقصى  الضغوط من خلال إستراتيجية الخنق الاقتصادي التي لم تصل إلى النتيجة المأمولة  ،  لذا قررت واشنطن التراجع  بهدف الحد من الخسائر، خاصة مع  قرب  الاستحقاق الانتخابي الرئاسي في الولايات المتحدة،  وفترة البطة العرجاء التي يسميها الأمريكيون ،وهو ما يدفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب للتوصل لاتفاق ظاهري مع طهران. وبوساطة أوروبية لحفظ ماء الوجه ، واستخدامها كورقة ضغط أمام الشعب الأميركي يضاف إلى سلسلة انجازاته ، خاصة بعد فشل الحوار مع كوريا الشمالية .
يدرك ساسة إيران أن المساعي الأوروبية بضوء أخضر أميركي  لا تعني بالضرورة تراجع أميركا  عن استراتيجيها ، وهذا ما ينبغي أن  يفهمه روحاني وفريقه الدبلوماسي ، فإشارات منح إعفاءات جديدة لم تردع الخزانة الأميركية عن فرض عقوبات جديدة طالت  الناقلة الإيرانية “أدريان دريا” التي كانت محتجزة في جبل طارق بتهمة حمل النفط لسوريا ، والتي لا زالت مطاردة لغاية كتابة هذه السطور، ولم يردعها عن استهداف أذرع إيران ومليشياتها في المنطقة  .
لا بد من التأكيد هنا على  أن الوساطة الفرنسية ، وفتح  خط ائتمان بقيمة 15ملیار دولار، يهدف لتحقيق مطلب أميركي برعاية أوروبية ، ألا وهو فتح مفاوضات جديدة حول النووي والصاروخي ودور إيران من خلال مداخل الأزمات الإقليمية ، وهذا معناه نهاية حلم الثورة الإيرانية ، ووأد مجالها الحيوي الممتد من العراق إلى سوريا ولبنان وفلسطين واليمن .

بموازاة ذلك انشغل وزير الخارجية  جواد ظريف على  أن العقوبات الأميركية التي فرضتها واشنطن عليه، فذكر الوزير أن أميركا لم تستطع إسكات صوته، معتبرا أن العقوبات ضده تدل على الكراهية الأميركية للدبلوماسية الإيرانية، ، مستغربا  الحملة التي نظمها  الجناح المحافظ باتهامه بمجاراة أميركا التي فرضت عليه العقوبات، وأشار إلى تنسيق كافة صناع القرار في إيران قبيل تحرك السياسة الخارجية، بل وأكد على علاقته الوثيقة بقائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني والتي تعود لسنوات مضت، إذ تعاونا معا في أفغانستان وخلال الغزو الأميركي للعراق، معتبرا أن المقاومة والدبلوماسية مكملان لبعضهما البعض .ضمن كل هذه المعطيات لازالت ماكينة الإعلام المحافظ منشغلة بإطلاق التهديدات وتتوعد روحاني وظريف وكل من تسول له نفسه التفاوض مع أميركا ، وتنشر الفتاوى التي تعتبر ترمب يزيد هذا العصر ، وبالتالي لا مصالحة معه باعتبار ذلك  “كفر بواح ” و خروج عن شريعة إيران.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى