صحيفة: إيران بدأت باستخدام اسلوب جديد لإسكات منتقديها في العراق

ذكر تقرير صحفي، الجمعة، أن “إيران بدأت باستخدام اسلوب جديد لإسكات منتقديها في العراق، وذلك ضمن محاولاتها للتدخل في شؤون الحكومة العراقية الجديدة”.

وجاء في التقرير الذي نشرته صحيفة “ديلي تلغراف” البريطانية اليوم 30 تشرين الثاني 2018 إن طهران تستخدم فرق اغتيالات لإسكات منتقديها في العراق، مشيرا إلى أن تلك الفرق نشرت بأوامر من قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني؛ في محاولة لإرهاب خصوم إيران في العراق، حسب تعبير الصحيفة.

مقالات ذات صلة

ونقل التقرير عن مسؤولين أمنيين بريطانيين يقدمون الدعم والتدريب العسكري للقوات المسلحة العراقية قولهم إن هذه الفرق نشرت بعد نتائج الانتخابات العامة في العراق في أيار الماضي، وذلك بعد فشل طهران في فرض نفودها على تشكيل الحكومة العراقية الجديدة؛ نتيجة لفشل المرشحين الذين دعمتهم في الفوز بالأصوات الكافية لتشكيل الحكومة.

وأضاف التقرير أن آخر وأبرز الضحايا لهذه الفرق حتى الآن، كان الحليف المقرب لرئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، عادل شاكر التميمي، الذي اغتالته قوة القدس في أيلول الماضي، لافتا إلى أن التميمي، البالغ من العمر 46 عاما، هو سياسي شيعي يحمل جنسية مزدوجة عراقية وكندية.

 ويصف التقرير، التميمي بأنه كان يشارك في محاولات بغداد للمصالحة بين السنة والشيعة في العراق، بالإضافة إلى أنه عمل مبعوثا، وإن لم يكن يحمل درجة رسمية رفيعة، في مجال استعادة وتحسين العلاقات مع دول الجوار، مثل الأردن والسعودية.

 ويلفت التقرير إلى أن “فرق الاغتيالات الإيرانية” استهدفت معارضين من داخل الطيف السياسي في العراق، بحسب المصادر الأمنية ذاتها، ومن بينهم شوقي الحداد، المقرب من الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، الذي كان يتلقى دعم طهران، لكنه في الفترة الأخيرة دعم أجندة وطنية، مشيرة إلى أن الحداد قتل في تموز الماضي، في أعقاب اتهامه إيران بالتدخل لتزوير الانتخابات العراقية.

 ويتحدث التقرير أيضا عن محاولة اغتيال فاشلة في آب الماضي لراضي الطائي، المستشار لآية الله علي السيستاني، المرجع الشيعي البارز في العراق، إثر دعوة الراضي للحد من النفوذ الإيراني في الحكومة الجديدة.

 وينقل التقرير عن مسؤول أمني بريطاني رفيع، قوله إن “إيران كثفت حملتها لإرهاب الحكومة العراقية باستخدام فرق الاغتيال لإسكات منتقدي طهران… وتلك محاولة وقحة لإحباط الجهود التي تبذلها الحكومة العراقية الجديدة لإنهاء التدخل الإيراني في العراق”.

 وتفيد الصحيفة بأن إيران تهدف لتوسيع تأثيرها على الشيعة في العالم العربي، وكان شيعة العراق هدفا لها منذ وقت طويل، حيث تهدف إيران لإنشاء هلال شيعي يربط المجتمعات الشيعية، وهو مشروع طموح لخلق قوس تأثير يمتد من طهران حتى البحر المتوسط، لافتة إلى أن فشل المرشحين المؤيدين لإيران في تشكيل الحكومة بعد انتخابات أيار، أدى إلى تولي البراغماتي عادل عبد المهدي، بمهمة الحد من التأثير الإيراني في العراق.

ويورد التقرير نقلا عن رئيس الجيش البريطاني الجنرال مارك كارليتون سميث، قوله إنه يعتقد أن التأثير الإيراني واحد من أكبر التهديدات التي تواجه العالم اليوم.

ويبين التقرير أنه بالإضافة إلى إرسال إيران فرق اغتيال إلى العراق، فإن فيلق القدس يقوم بتوطيد مواقعه داخل البلد، مشيرا إلى أن إيران تقوم عبر الفصائل العسكرية التي أنشأتها، مثل كتائب حزب الله، بتهريب الأسلحة لاستخدامها ضد الأهداف الأمريكية والغربية.

 وتختم “ديلي تلغراف” تقريرها بالإشارة إلى أن الفصائل التي تمولها إيران اتهمت باستهداف القنصلية الأمريكية في البصرة، وذلك في أيلول الماضي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى