ذكر مصدر سياسي، الاثنين، ان الحكومة العراقية والبرلمان يواجهان عدم وضوح النهج الأميركي تجاه تنظيم داعش، وذلك بعد تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بشأن قرب الإعلان على داعش نهائيا، وتهديده بإطلاق سراح عناصر داعش الأجانب.
ونقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن سياسي عراقي، طلب عدم الكشف عن اسمه، اليوم، 18 شباط 2019، إن “اختلاف الأولويات بين رئيسي الحكومة السابق حيدر العبادي (مواجهة تداعيات مرحلة ما بعد تنظيم داعش) والحالي عادل عبد المهدي، (مواجهة تحديات المستقبل الاقتصادية) جعل أمر التعامل مع الوجود الأميركي في العراق غير محسوم إلى حد كبير، سواء لجهة عديد القوات الأميركية أو كيفية معالجة ملفها”.
وأضاف أن ” المشكلة الأخرى التي يواجهها العراق برلمانا وحكومة، هي عدم وضوح النهج الأميركي حيال داعش، ففي الوقت الذي أعلن فيه العراق النصر العسكري على هذا التنظيم أواخر عام 2017، نجد أن ترمب يعلن الآن نهاية داعش من جهة ويهدد بإطلاق سراح الدواعش الأوروبيين من جهة أخرى، بينما الساحة المثالية لهؤلاء سوف تكون العراق نظرا لكون الحدود بين سوريا والعراق لم تمسك حتى الآن بصورة محكمة”.
من جانبه أكد النائب السابق حاكم الزاملي، أن ” تنظيم داعش في العراق انتهى عسكريا فقط، بينما لا تزال هناك مضافات له في مناطق مختلفة من البلاد، لا سيما في أطراف كركوك والموصل والجزيرة الغربية للأنبار”، مبينا ان إعلان نهاية داعش في سوريا ونهاية الإرهاب في العالم مسألة “مبالغ فيها” كثيرا.
فيما أفاد عضو البرلمان السابق والقيادي في تحالف “الإصلاح والإعمار” حيدر الملا، ان “اختلاف أولويات ترمب وتوجيه البوصلة باتجاه آخر وهو إيران تحديدا، هو الذي بات يمثل تحديا جديدا ينبغي التعامل معه، حيث إن ترمب يريد تحقيق إجماع دولي من أجل تقويض النفوذ الإيراني”.
وأشارت الصحيفة إلى ان “هناك مخاوف لدى القادة العراقيين من عودة داعش، خصوصا بعد تهديد ترمب بإطلاق المعتقلين من الدواعش الأجانب إذا لم تستعيدهم دولهم، وبينما تسعى بغداد إلى تجنب الاحتكاك مع مواقف ترمب فيما يتصل بداعش خصوصا مع ازدياد المعارضة للوجود الأميركي في العراق من قبل بعض الأوساط السياسية والبرلمانية، فإن الجهات الأمنية العراقية تلاحق خلايا داعش في مناطق كثيرة من البلاد”.
جدير بالذكر ان قائد القيادة المركزية الذي يشرف على القوات الأميركية في الشرق الأوسط، الجنرال جوزيف فوتيل، وصل أمس الأحد إلى العراق، في زيارة تهدف لإجراء محادثات مع مسؤولين عراقيين من المتوقع أن تركز على ضمان ألا يعود تنظيم داعش للظهور مجددا بعد سحب القوات الأميركية من سوريا.