كتاب (وقائع عراقية في ذاكرة شخصيات أردنية) الصادر عن دار الذاكرة للنشر والتوزيع هو الكتاب الخامس للكاتب صفوة فاهم كامل، بعد إصداراته السابقة (الأمير عبد الإله… شهيدا في العراق)، (عبد الرحمن عارف… الرئيس البار)، (عراقيون في الأردن… رؤى وانطباعات وحكايات)، (من ذاكرة الأيام والأزمان). جرى إشهاره وتوقيعه مساء يوم 29 حزيران2022 في قاعة المكتبة الوطنية الأردنية في العاصمة عمان، بحضور عدد كبير من المثقفين والشخصيات العراقية والأردنية.
بدأ الحفل بعزف السلامين الوطنيين الملكي الأردني والجمهوري العراقي، بعدها تحدث مدير الأمسية الإعلامي محمد السيد محسن، عن أهمية الكتاب ومحتواه بشكل مختصر واستهلَّ حديثه قائلاً: (إنه ليس من السهل أن تتحدث عن قضية معيّنة ولوجهات نظر عديدة ومختلفة) وأشاد بالكتاب والكاتب وأضاف (إن للذكرى طعم الأيام والشخصيات في تلك الأوقات التي حكمت بها، وتحدث أيضًا عن أهمية المكتبات الوطنية ومنها العراق إذ أن أول ما تم استهدافه في الحرب الأخيرة على العراق هي المكتبة الوطنية فهي لم تسرق، بل تم حرقها) …! ثم تفضّل عطوفة مدير عام دائرة المكتبة الوطنية الدكتور نضال العياصرة، بكلمة ترحيبية حيث قال (إن العلماء ورثة الأنبياء، والأنبياء لم يورثوا درهما ولا ديناراً بل ورثوا العلم).
كما وأطرى أجمل كلمات الترحيب بالحاضرين وقال في أهل العراق (عمرت بكم يا حاضرون الدار وتجمدت بسمائها الأقمار الخير فيكم من عهود جدودكم وصدق والإخلاص والإيثار) وذكر أن الاحتفالية جاءت بالتزامن مع الاحتفال بمئوية تأسيس الدولتين الأردنية والعراقية عام 1921 حيث منها انطلق الكاتب الخوص في البحث في مذكرات وسير اثنتي عشرة شخصية أردنية (ثلاث ملوك وأربع رؤساء وزارات وخمسة وزراء) كان لها دوراً مهماً في الحياة السياسية في الأردن إذ تعاقبت في الحكم على مدى 100 عام من تاريخه.
ثم تحدث معالي الوزير السابق والسفير الأسبق والكاتب المتمرّس والشخصية الأردنية المعروفة الأستاذ محمد داوديّة في قراءة تحليلية للكتاب، حيث قال: (إن العراقيين في الأردن قدّموا العديد من الإنجازات كل حسب اختصاصه، وان أثرهم في غاية الأهمية والإيجابية، وأنا من تيار يؤمن بوحدة بلاد الشام والعراق وهذه وحده تفرضها طبيعة الضرورة).
بعدها عاد مدير الندوة واستعرض جوانب مهمّة من الكتاب كانت غائبة عنه شخصيا وقدمها لجمهور الحاضرين على إنها غير مسبوقة وأوصى بقراءة الكتاب بتمعّن للتعرف على خفايا وأسرار عديدة من سير هؤلاء الساسة ومذكراتهم.
وفي الأخير تحدّث مؤلف الكتاب الأستاذ صفوة فاهم كامل، فرحب بالحاضرين جميعاً، وشرح الأسباب الموجبة التي دعته لإعداد هذا الكتاب وقال في مجمل ما قاله: (إن لكل كاتب أو قارئ له وجهة نظر معينة وشغف في قراءة نوع ولون معين من الكتب، فمثلا قارئ يقرأ أدب الرحالات وآخر يعشق أدب الروايات وهذا يستهويه أدب الشعر، أما المذكرات فلها خصوصيتها من حيث الأحداث والأسماء والأماكن، فجلّها من بلد الكاتب. فهاوي الشعر ممكن ان يتذوق شعرًا من بلاده ومن بلاد عربية أخرى وحتى أجنبية مترجمة وهكذا. أما المذكرات فعادة ما يقرأها ابن بلد كاتب المذكرات أكثر من غيره، لذلك جمعتُ مذكرات عدد من الشخصيات الأردنية وانتقيت منها ما ذكروه ودوّنه عن العراق وأهله وساسته تحديداً ليوجز هذه المذكرات في كتاب واحد. والمذكرات هي للملوك: عبد الله الأول والحسين بن طلال وعبد الله الثاني. ورؤساء الوزارات: مضر بدران وطاهر المصري وزيد بن شاكر وفائز الطراونة. أما الوزراء فهم: نذير رشيد واحمد الطراونة وعدنان أبو عودة وسمير مطاوع ومحمد داوديّة.
مسك الختام وقبل أن يُفتح باب المناقشة للجمهور، وتوقيع الكتاب، ألقى أمام الحاضرين الشاعر العربي رفعت قُزيح، بصوته الجهوري وحماسة الشعراء الوطنيين قصيدة عصماء بعنوان (مئوية الهاشميين) نالت استحسانهم وصفّقوا لها بحرارة، كان الشاعر قد أهدها للكاتب وحصرياً لكتابه بمناسبة تأسيس الدولتين، منها هذه الأبيات المعبّرة عن تلك:
مئةٌ من الأعوام قد سلكا طريقاً واحداً
أضحت بها الأمال نوراً شعشعا
شعبان قد سلكا طريقاً واحداً
سادَ الوئام كليهما وترعرعا
للهاشميين انحنت وتهافتت
كل المواكب كي تشارك موضعا