طهران تطلق صفارة البدء للحوار مع واشنطن ، ماذا بعد ؟

قال وزير الخارجية الإيرانية في لقاء صحفي مع شبكة “فوكس نيوز” إن الولايات المتحدة ليست بصدد خوض حرب مع إيران، لكن حلفائها يتوقون إلى ذلك، وأضاف  بأن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية لا يسعى لخوض حرب مع إيران، لأنه يريد الوفاء بالتزاماته الانتخابية التي وعد من خلالها ، وأنه لن يجر أمريكا إلى حرب أخرى.

بموازاة ذلك قال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية أن إيران لم تقدم أي طلب للتفاوض مع الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية، وأكد على أنه لم يكن هناك أي حوار مع السعودية باستثناء الحوار المتعلق بترتيبات الحج، علما أن هذا المسار لا علاقة له بالمسار السياسي. ووصف “موسوي” السعودية بأنها دولة مهمة في المنطقة، لكنها سلكت في السنوات الأخيرة مسلكا غير إيجابي وغير بناء وتشوبه الأخطاء.

مقالات ذات صلة

 للربط بين كل ما يجري ، وبين  سفر  “ظريف” إلى الولايات المتحدة هذه المرة ، فهو بلا شك يختلف اختلافا كلياً عن سفراته الماضية. وكان هناك تسريبات في الاعلام الإيراني في الأيام القليلة الماضية عن نية “ظريف” إجراء محادثات ما مع الأمريكين بشكل مباشر وعاجل ، في محاولة من جانب  “ظريف” لقيادة جهود دبلوماسية نشطة للوصول إلى تسوية مع واشنطن ،  في الوقت الذي تصدح  الأصوات بالتهديد والوعيد ، و بحالة انفعالية إعلامية غير عادية،  خلافا لشعاراتها التي تؤكد عليها من حين إلى آخر، إن هذا السفر الذي يقوم به “ظريف” من الواضح أنه يقوم به بأمر مباشر من المرشد خامنئي ،  وهناك معلومات تتحدث عن أن الحوار مع واشنطن سيكون حول  السجناء مزدوجي الجنسية ، خاصة الأميركيين من أصول إيرانية ، والتي تحاول طهران توظيف هذه الورقة للتفاوض والابتزاز ،  والأهم من ذلك  ظريف حوار الذي تم مع شبكة “فوكس نيوز”. وذهب في حواره أنه أفشى تفصيلات حواره مع “جون كيري” في أبريل من العام 2015م بخصوص اليمن، مما يؤكد على أن إيران لديها الجاهزية كي تبحث مثل هذه الموضوعات ، والتفاوض مع واشنطن في سبيل تحقيق مصالحها .

ظريف بات لديه تعليمات واضحة  من أجل التفاوض ، ولا أحد يساوره الشك في ذلك ، خاصة مع التسريبات المتتالية التي تتحدث عن استنزاف قدرات إيران من العملات الصعبة ، وتزامن ذلك مع احتمالية وصول صادرات النفط ا؟لإيرانية إلى أقل من ربع مليون برميل في الوقت الذي وصلت فيه إلى 7ز2 مليون برميل سابقاً مستشار رئيس الجمهورية الإيراني  “حسام آشنا” أكد معلومة تدشين التفاوض الإيراني الأميركي ، و قال إن هذا المسعى الدبلوماسي   الذي يقوده ظريف  في الواقع هو لإتمام حجة الجمهورية الإسلامية الإيرانية مع أمريكا والدول العربية،  وبناء على هذا فقد  قبلت  أن يكون هذا التوجه الدبلوماسي الإيراني مؤشرا على جاهزية إيران لإجراء حوار مع الغرب مباشرة ، وهي أمر مهم  للغاية، خوفاً من المواجهة  العسكرية.

من المؤكد أن اختيار  وزير الخارجية الإيراني “ظريف” باختيار شبكة “فوكس نيوز” لاجراء حوار معها له مغزاه ودلالاته ؛ فالجميع يعرف أنها الشبكة المفضلة لدى “ترامب”، وإيران تريد من خلالها توجيه مجموعة من الرسائل لواشنطن والغرب وللرياض ولأبوظبي ؟فالمخاطب بالأساس ليست  شبكة “فوكس نيوز” فقط بل هو  “ترامب” وإدارته و مؤيديه،  وكما يعلم الجميع فإن شبكة  “فوكس نيوز” ليست الشبكة المفضلة لـ”ترامب” فحسب، بل لها دور في أمريكا مثل الدور الذي تقوم به مؤسسة “كيهان” الصحفية في إيران المحسوبة على المرشد والحرس الثوري والجناح المتشدد. بهذا المعنى فإن لـ”كيهان” مخاطبين خاصين لا يمكن مخاطبتهم إلا من خلال صحيفة “كيهان”، ولشبكة “فوكس نيوز” مثل هذه الخاصية.

المؤكد أن إيران باتت على وشك الانهيار ، وأن هناك قرار إستراتيجي بفتح الحوار مع واشنطن والتعجيل بهذه الخطوة قبل فوات الأوان ، وإلا فإن ولي الفقيه ونظامه راحل قسراً هذه المرة ، ولكن ليس  بفعل حرب خارجية ، بل بانهيار داخلي مدوي على غرار التجربة السوفيتية . وللحديث بقية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى