بالقرب من شريط حدودي على طول 800 كيلومتر، تتشكل اكبر بقعة لانتاج وتصدير المخدرات في العالم.. هنا الحدود الإيرانية الشرقية المجاورة لأفغانستان.
تمر المخدرات من أفغانستان بسهولة لتجد طريقها في الاسواق الايرانية وبسعر زهيد، لتشكل معادلة مربحة لتجار المخدرات، لكنها تنقلب على المجتمع الإيراني الذي تسجل الارقام تزايدا باعداد المتعاطين من الرجال والنساء، من جهة، وتزايد عدد حالات الطلاق نتيجة الادمان من جهة اخرى.
ويقول العميد اسكندر مؤمني رئيس جهاز مكافحة المخدرات في ايران، ان ما مجموعه 200 بليون تومن- اكثر من 10 مليار دولار- تشكل مصاريف شراء وانتاج وتجارة الى الخارج اضافة الى تعاطي وعلاج المدمنين للمخدرات سنويا، أي يزيد عن 11.7% من الميزانية السنوية للجمهورية الايرانية.
ويصل عدد مدمني المخدرات ومتعاطيها إلى نحو 3 ملايين شخص في إيران، وفق الإحصائيات الحكومية، غير أنه من المتوقع أن يكون الرقم ضعف الرقم الحالي، خاصة أن ظاهرة الإدمان في ارتفاع مستمر في المجتمع الإيراني، رغم محاولات النظام معالجة المدمنين.
تحاول السلطات الإيرانية تكثيف عملياتها على الحدود، والقيام بمداهمات على التجار والمهربين وتشدد في العقوبات ومنها ما يصل إلى الإعدام، وفق كمية المخدرات التي يعثر عليها بحوزة المتهم.
ويزيد حميد ساكي مدير العلاقات الدولية للمخدرات في ايران ان 75% من حجم ما يضبط بكل العالم لمواد الترياق تكون في ايران، و30% لمواد الهيروين المورفين في هذا البلد ايضا.
ويقول عبدالرضا رحماني فضلي وزير الداخلية، “تم ضبط السنة الماضية فقط 1200 طن من انواع المخدرات، بينهما 830 طنا من مادة الترياك وحدها. بحسب ارنا.
من جانبه يقول سعيد صفاتيان، مدير معهد الإدمان في ايران، ان اقتصاد المخدرات يشكل العمود الفقري لعمليات غسيل الأموال، هو ما يقرب من 80 تريليون تومن من غسل الأموال المخدرات الايرانية وهو مايعادل موازنات وزارة عدة.
وتنتشر مراكز معالجة المدمنين في كل أرجاء البلاد، وهي في معظمها مراكز غير حكومية، لكن العلاج يتطلب حلا من الجذور. وهو ما أشار إليه عضو لجنة الصحة في البرلمان الإيراني عابد فتاحي والذي أشار إلى أن من أقلعوا عن التعاطي وانضموا إلى برامج إعادة التأهيل نجح 10 في المائة منهم فقط من المرة الأولى، في الإقلاع بشكل نهائي عن المخدرات، فيما أن المتبقين عادوا للتعاطي مرة أخرى. ما يعني أن المشكلة يصعب التعاطي معها، ولا سيما مع تفشيها في المجتمع.
وقبل فترة اعترف مسؤول إيراني أن بلاده تستهلك سنوياً 500 طن من المخدرات، فقد أكد نائب رئيس دائرة مكافحة المخدرات في إيران، علي رضا جزيني، أن إيران أحد الممرات الأساسية لانتقال المخدرات إلى بقية بلدان العالم، حيث أنها جارة لأفغانستان التي تعد أكبر بلد لزراعة المخدرات وإنتاجها في العالم، في حين تتصدر إيران عملية التهريب مستفيدة أيضاً من موقعها الاستراتيجي وسط قارات العالم؛ لتنشيط عمليات التهريب بين العصابات الدولية في تجارة المخدرات.
يشار إلى أن تعاطي المخدرات وتناول المشروبات الكحولية محظوران في إيران، إلا أن الأرقام الرسمية تشير إلى وفاة نحو ثلاثة آلاف شخص سنويا جراء تعاطي المخدرات وبعضها يتحدثها عن وفاة 9 اشخاص يوميا.
والإدمان بات المسبب الرئيس للطلاق في إيران، وفق مركز الإحصاء الرسمي، الذي يؤكد أن 55 في المائة من حالات الطلاق تعود إلى إدمان الزوج على تعاطي المواد المخدرة. وبمعادلة رياضية بسيطة، فلو كان لدى كل مدمن متزوج طفلان فهذا يعني مليون وأربعمائة ألف طفل يكبرون في ظروف غير ملائمة لأب مدمن، ما ينتج جيلا مشوها في العادة.
وأورد مركز مكافحة المخدرات أيضا أن 21 في المائة من المدمنين حصلوا على شهادات جامعية، ما يعني أن المشكلة الاجتماعية تهدد جيلا بأكمله، من المفترض أنه جيل متعلم ينتظر منه أن يساهم في بناء بلاده.
ووفقا لتقارير مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات، تأتي إيران في المرتبة الثانية عالميا من حيث استهلاك المخدرات (15 في المئة) بعد قارة أوروبا بجميع دولها ( 19 في المئة).
وحسب تقديرات حديثة للأمم المتحدة، فإن عدد متعاطي المخدرات حول العالم يقدر بنحو 250 مليون شخص.
وسبق ان اشارت صحيفة آرمان الإصلاحية الى ان النساء الإيرانيات أصبحن يشكلن 10% من مدمني إيران، وهو ما اكدته وزارة الصحة الإيرانية برقم قريبة إذ توجد امرأة واحدة أمام 7 رجال مدمنين، وهو رقم مرشح للزيادة.
ووفقا لتصريح المسؤولين أن 50% من السيدات يقبعون فى السجون بسبب إدمان المخدرات.
وقالت نائبة الرئيس حسين روحاني لشؤون المرأة والأسرة شهيندخت مولاوردي، أن عدد النساء المدمنات على المخدرات في تزايد وتضاعف مقارنة بالعام الماضي.
وأضافت في اليوم العالمى لمكافحة المخدرات مؤخرا، إن الإدمان ينمو بين النساء بشكل متسارع أكثر من الرجال في إيران، مشيرة إلى خطورة إدمان الحوامل على الجنين.
وكشفت الدراسات أن 83.6% من النساء المدمنات على المخدرات كن في السابق يدخن السجائر والشيشة”.
وكشفت شهيندخت عن انتشار الإدمان بين الطلاب فى المدارس، قائلة: “إن 9% من الأولاد و11% من الفتيات يتعاطون أدوية تحتوى على مواد مخدرة.
وقالت إن التحقيقات أشارت إلى أن 50% من النساء المدمنة تبدأ في تعاط يالمخدرات في سن المراهقة أي من الـ 15 وحتى 19.