عدم الوضوح .. أمر مدبر

إن القوى الخفية أو ما يسمى بالسلطة العالمية الخفية ، التي تهيمن على رأس المال والإعلام وعلى جميع وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة .. ومن خلال ما تمتلكه من قوة كبيرة مكنتها من السيطرة على جميع المؤسسات الدولية وتتحكم بها وفق مصالحها ، وتحقيق اهدافها في الهيمنة على العالم ، كمجلس الامن الدولي ، والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية وغيرها من المؤسسات الدولية الاخرى ..
فضلا عن امتلاكها للعديد من الشركات المتعددة الجنسيات والتي تمثل أذرعها الاقتصادية لها في جميع أنحاء العالم ..
اعتمدت القوى الخفية ومنذ زمن على استخدام خطط واساليب عمل ممنهجة
ومدبرة مسبقا على الكذب والتضليل والتمويه وتشويه الحقائق من أجل التأثير على الرأي العام العالمي ، وجعله العوبة بيديها تحركه كما تشاء ومتى تشاء ، من خلال السيطرة عليه عبر وسائل الاعلام المسموعة منها والمرئية والمقروءة وشبكات الإنترنيت التي بدأت تغزوا كل بيت في العالم .. ومن خلال الهيمنة الشبه مطلقة على تلك الوسائل تمكنت القوى الخفية من التأثير على الرأي العام العالمي واستطاعت هذه القوى الغاشمة من خلط الأوراق على الجميع ، وشوهت الحقائق بحيث اصبح من الصعب فرز ما هو حق وما هو باطل ، ما هو مزيف وما هو حقيقي ، حتى وصل الامر بِنَا من الصعب تمييز اللون الأبيض من اللون الأسود ، هذا اذا علمنا ان مستوى الوعي الجمعي في العالم متفاوت بحكم عوامل عديدة سياسية واجتماعية واقتصادية
مما وفر المناخ والأرضية الخصبة لتمرير
اكاذيب وتلفيقات هذه القوى على العالم …
وما جاء في بروتوكولات حكماء صهيون ، يؤكد ما ذهبنا اليه ، حيث يقول الدكتور أوسكار ليفي احد مؤسسي الحركة الصهيونية ( نحن اليهود لسنا شيئا إلا مفسدي العالم ، ومدمريه ، ومحركي الفتن فيه وجلاديه ) ..
إذن هم هكذا يقولون وأمريكا تنفذ ما يريدون .. إذن هُم مفسدوا العالم وجلاديه ويزرعون الفتن بين الناس والشعوب والامم ، وحتى بين الأحزاب الثورية والوطنية من أجل اضعافها والانقضاض عليها من خلال زج عملائها بين صفوفها ، وهم ايضا يذبحون كما يشاؤون ويخربون اقتصاديات البلدان ويدمرون الحضارات وينتهكون الأعراض
ويقتلون الأطفال والنساء والشيوخ ويحتلون البلدان بأسم الديمقراطية وحقوق الانسان ..
إن أي متتبع للأحداث السياسية في العالم وعلى وجه الخصوص على ما يجري وجرى على الساحة العربية منذ احتلال عربستان وفلسطين وصولا الى غزو العراق واحتلاله وتسليمه الى ايران وهيمنة ايران على كل من لبنان واليمن وليبيا وسوريا وتدخلها السافر على بقية الأقطار العربية ..سيجد جملة من التناقضات العجيبة في المواقف السياسية الدولية وسيجد العديد من التشابكات والتداخلات بين مواقف الدول العظمى والكبرى ، وحتى مواقف الأنظمة العربية نفسها ،بحيث اصبح المواطن العربي وبالاخص المواطن العراقي الذي يعيش حالة من البؤس والجوع والفقر والضياع وعدم وضوح الصورة ، بسبب ما خلفه الغزو الامريكي ومن ثم الاحتلال الفارسي البغيض والخبيث ، بحيث اصبح الجميع لا يدركون ما ذا يجري في المنطقة وماذا يجري في العراق .. هذه الضبابية وعدم وضوح الصورة التي وضع بها المواطن العربي والعراقي على وجه الخصوص ، هو كما قلنا ، أمر مدبر ومرسوم بدقة ، حتى يبقى الشعب العربي
في متاهة من أمره ، ولا يتمكن من توحيد صفوفه بأتجاه تحرير الاوطان العربية ، وحتى لا نتمكن من تحديد العدو الحقيقي الذي يجب علينا محاربته وتوحيد قوانا ضده بدلا من التطبيع معه ..
كما أن توفير المناخ المناسب لتمرير أهداف القوى الخفية ( الصهيونية العالمية ) أصبح أمرا ضروريا ، وذلك من خلال أشاعة التخلف وتجهيل المجتمع وزيادة الفقر والمرض ، وهذا الموضوع أوكل الى نظام الملالي في طهران والى احزاب الاسلام السياسي المتخلفة والعميلة ، وهم أدوات طيعة للقوى الخفية ، وهم يمارسون الكذب والتضليل والتمويه وتشويه الحقائق بحيث أصبحت جزء أساس من عقيدتهم ومنهجهم السياسي ، وهم بذلك يسيؤون الى الدين الاسلامي والى آلِ البيت وصحابة الرسول الأعظم ، وهم يعملون على إشاعة الخرافات والشعوذة والتخلف والفساد بكل اشكاله ..
وتم بالفعل استهداف البنى التحتية الاجتماعية للعراق ولبنان وسوريا واليمن وليبيا ، وبعض الأقطار العربية ، حيث تم استهداف التعليم والصحة وقطاع الخدمات والمهمة منها كالكهرباء والماء والصرف الصحي وغيرها ..
إن هذا المخطط الجهنمي الذي تقوده القوى الخفية يستهدف بالدرجة الأساس الامة العربية ، من أجل تقسيمها وتفتيت قوتها الاقتصادية والعسكرية والسياسية ، والعمل على طمس هويتها واستغلال ثرواتها واستغلال موقعها الجيوسياسي المهم ، والعمل بكل الوسائل على إيقاف تطورها والحد من امكاناتها المادية والبشرية ، والتي لو تركت لتأخذ دورها الحقيقي لخدمة الانسانية ، وتوحد قواها
لتمكنت من تغيير مجرى التأريخ كله ..
إن المسوغات التي ساقتها القوى الخفية وأدواتها امريكا وإيران ومن معهما لاحتلال العراق وغزوه عام ٢٠٠٣ ما هي إلا كذبة كبرى إفتعلتها الصهيونية العالمية وأمريكا وروجت لها عبر وسائل الاعلام
المختلفة ، الا وهي امتلاك العراق أسلحة دمار شامل ويشكل خطرا على الامن العالمي ، ولكن بعد ان انكشفت أكاذيبهم
راحوا يبررون غزوهم للعراق بمسوغات اخرى كالمقابر الجماعية واحداث حلبجة
وغيرها من الاكاذيب كحقوق الانسان والديمقراطية ..
هذا هو ديدنهم ، الكذب والتشويه والتضليل والتمويه ، وكلها أساليب لا اخلاقية ، مستهدفين العراق العظيم والامة العربية ..
إذن من يوهم من ومن يكذب على من ومن يضلل من ؟؟؟
والجواب هو ، ان امريكا والصهيونية العالمية ومن يسير بفلكهما من انتهازيين وحكام متآمرين وجبناء متخاذلين وخونة
مأجورين ، لا يخدعون الا أنفسهم ، والإمعان في الكذب في النهاية يصدقه صاحبه فقط ويبقى معزولا عن الآخرين ، لان الشعوب لا توهم وان الشعوب الحية بالذات لا يستطيع كائن من كان ان يجعلها
تصدق الاكاذيب ، فأصحاب الحضارات
لا تخدع على الاطلاق ومهما حاولوا الإمعان في سياساتهم الرعناء ومهما استخدموا من أساليب لتغطية أكاذيبهم فسوف لن يتمكنوا من حجب نور الشمس

تعليق واحد

  1. مقال يستحق القراءة لانه يفضح المدعين بالديمقراطيه والاحزاب الدينيه السياسيه ،لكن يجب عدم تغيب العقل في مواجهة الأعداء والتصدي لهم حتى ولو بأضعف الأساليب …نعم صعب لكن عدم التوقف ويجعل الله القوة في أضعف خلقه. وشكرا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى