نبدأ مقالنا اليوم بسؤال :هل أن حب الوطن فطرة أم اكتساب ؟.. وعليه نقول: يولد الانسان وهو يمتلك الفطرة العامة التي زرعها سبحانه في خلقه ومنها الفطرة السياسية والوطنية التي تجعله يمتلك ذلك الشعور الخفي بحب الوطن ويزداد ادراكا وتحليلا بتقدم عمره بواسطة مستقبلات التعليم الديني والحياتي من خلال المعلومات التي يتلقاها من الوالدين ثم المدرسة ( ما من مولود إلا يُولد على الفطرة وأهله إما يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة ) حديث نبوي ,.فاذا تربى على حب الله والوطن سيفهم ان خيانتهما هي الشر والضرر الأكبر لنفسه ولمحيطه ودينه . الوطنية التي هي احدى معاني حب الوطن حين تنمو فانها ستجعل كفة ميزان حب الذات والقبيلة و الطائفة والمذهب من غير ان تمحيها وكذلك الانانية الشخصية أدنى من حب الصالح العام والجماعة وبتعبير اكثر ادراكا هو حب الوطن ومن فيه بدون تجزيء فتنمي حب الدفاع عنه والتضحية من أجله وبناءه وتطويره واصلاحه ولا تسعى في خرابه مهما كانت الظروف والاسباب والمؤثرات .
أن العراقيين يتربون منذ الصغر على قانون واحد أوجدوه وهو عيب وحرام ولديهم درس الوطنية يبدأ تدريسها منذ الصغر ,فلماذا شذ البعض وخان الوطن و لماذا هناك من يأمل خيرا من محتل . هل كانت تربية البيت فاسدة ,هل كان كتاب الوطنية قاصرا أم كان معلمي الوطنية فاشلين أو لم يؤدوا واجبهم بصورة صحيحة , فخيانة الوطن لا يستسيغها الا من تربى على اسلوب اعوج فالبهيمة لا تنتج الا بهيمة .
ان من كان يشعر بظلم الحاكم مثلا كان عليه أن يبحث عن البديل الاحسن لا ان يختار ما هو اسوأ من هذا الحاكم . فاذا كان هذا مسعى هذه الفئة فانك لن تجدهم في حيرة اتخاذ قرار هل اقبل بالاحتلال ام لا لانه بل شك اسوأ,هل اقاوم ام أرضخ أو أخون وطني وأكون ذيلا للمحتلين ؟ واذا كان كذلك ايضا فانه لن يأمل أو ينتظر ان يقوم المحتل بتحسين حالته ولو بعد حين بل يسع بنفسه للتغير واصلاح ذات البين والوقوف ومقاومة المحتل واذنابهم بكل قوة و بنفس اسلوبهم الاجرامي والارهابي . تعالوا نعمل ونرسخ ذلك في عقول شبابنا وربما كبارنا يحتاجون تثقيف بهذا الاتجاه أكثر من الشباب الذي فهم ما يحصل بالتجربة .وعلينا ان نقف بوجه أي مسعى او محاولة لتغيير كتب الوطنية وتدريس الولاء و حب الوطن .
18 سنة احتلال والبعض لا يزال يتأمل خيرا من محتل!شرقي او غربي أاٍلى هذه الدرجة وصل الخنوع لدينا وفقدان فطرة الدفاع عن النفس والوطن والشرف ؟.
الان فهمت اكثر لماذا بلدنا لا يزال محتلا للان ولماذا البهيمة لا تنتج الا بهيمة.!
كم سيطول احتلال العراق؟؟؟
من حقائق التاريخ ان عمر اي احتلال قصير مهما طال..
وان المحتل راحل مطرود يجرجر خيباته واسماله مهما علا شأنه وكانت قوته.
للدول ايا كانت مراحل للنشأه والنمو والقوه ومن ثم الي ضعف وارذل العمر ومن بعد الي زوال… اين الامبراطوريات والممالك عبر التاريخ ولم يعمر سوي فرعون الذي قال انا ربكم الاعلي.. وقال له ربنا اليوم ننجيك ببدنك لتكون ايه للناس وها هو السيسي بيعمل زفه للفراعنه ويحيى ذكرهم ومن احب قوما حشر معهم..
نعود الي احتلال العراق المزدوج امريكي إيراني… الاحتلال الامريكي زائل وراحل ولن يعمر طويلا لان امريكا تعيش مرحله ارذل العمر ولن تطول مرحله امريكا قبل التفكك ونشوء دول اخري كما حدث في الاتحاد السوفييتي القديم..اما الاحتلال الايراني فهو الاصعب لانه احتلال عنصري احلالي استيطاني يشبه الاحتلال الصهيوني في فلسطين… احتلال حسب مفهومهم يعيد امجاد فارس ويوسع امبراطوريتها الي المياه الدافئه علي شواطئ المتوسط عبر الهيمنه علي سوريا ولبنان بعد اكمال السيطره علي العراق…
للاحتلال الايراني اتباع وعملاء ومغرر بهم ومأجورين وميليشيات ومعممين اذلاء…
لذلك هو اشد خطوره وضرره اكبر علي المجتمع… حيث يعمل علي نشر الفساد والرذيله والمخدرات في اوساط الشباب واشغال العراقيين بالنواقص وتدمير البني التحتيه ومنع قيام اي عمليه تنميه حقيقيه والحاق الاقتصاد العراقي بايران وتدمير الثروه السمكيه وضرب زراعه النخيل وتلويث شط العرب عبر القاء مخلفات كيمياويه لمصانع ايران اضافه الي دفن مخلفات نوويه مشعه في الاراضي العراقيه..
ابعاد العراق عن محيطه العربي وقطع صلاته معه وضرب اي محاوله لاقامه صله مع الجوار العربي..
خلق احزاب وقيادات ومشاريع مواليه لايران متحوره ومتجدده مثل كورونا بشكل جديد وخطوره اكبر..
ربط العراق بمديونييه هائله تحرم العراق من استخدام ثرواته وتبقي العراقيين فقراء امد الدهر..
وهناك الكثير من تصفيات واغتيالات وتهجير واحلال ديمغرافي واستقدام شيعه من أفغانستان وباكستان واسكانهم في حزام بغداد وافراغ احياء عربيه في بغداد والسيطره علي المدن السنيه الكبري الموصل والرمادي وسامراء عبر ميليشيات وتهجير واحلال ومنع عوده المهجرين الي مدنهم ومزارعهم كما في جرف الصخر والفلوجه والمرصل وتل اعفر وسنجار وغيرها…
باختصار الاحتلال الايراني يلبس ثوب الحمل ويتغطي بعملاءه وأتباعه ويغرس انيابه في الجسد العراقي..
وبالرغم من كل ذلك وما خفي اعظم الا ان الاعيب المحتل لا تنطلي علي جزء كبير من العراقيين وما نراه في ثوره تشرين من شعارات إيران بره بره وحرق لصور خميني وخامنئي ومقرات احزاب شيعيه مواليه وطرد لاتباع ايران في النجف وكربلاء يؤكد ان الاحتلال الايراني الي زوال وسقوط مريع…
خلال ١٧ عاما لم يدق الاحتلال مسمار واحد لاعمار العراق وتم نهب مئات المليارات وتخريب العراق من بابه الي محرابه حتي بات البلد الاسوء للعيش في العالم والبلد الاكثر فسادا والاكثر فقرا وخرجت الجامعات العراقيه من اعتماد يونسكوا وعادت الاميه والجهل وبات العراق الافقر طبيا… والاكثر عددا للارذل من سياسيين ومعممين وعملاء وظهر امراء المالك والعبيد امثال الصدر والمالكي والحكيم وغيرهم من سقط المتاع..
كل ذلك يعجل من جهه في سقوط دوله الاحتلال وفشل مشروعه من جهه ويفضح نواياه من جهه اخري..
الا ان سقوطه وخروجه مدحورا يعتمد علي عوامل اخري مثل توحيد الجهد للمقاوم وتوجيهه في اتجاه موحد هو تحرير العراق واسقاط العمليه السياسيه واعاده بناء العراق علي اسس جديده..
قد تطول هذه العمليه ولا نقول غدا ..
.. نصف قرن في عمر السنيين ليس بكثير…
قد يحتاج العراق الي ٣٠ سنه اخري وبروز جيل جديد يتحرر من الخرافه والجهل ويحمل السلاح لطرد المحتل..وبناء قاعده وطنيه جديده تعيد للعراق مكانته العربيه والدوليه..
عاش العراق