تمر علينا اليوم 19/3/2003 ذكرى بدء العدوان
سألني أحد الاصدقاء بعد الاحتلال بسنتين متى يتحرر العراق؟ قلت له عندما يتشكل الوعي الجمعي العراقي يتحرر العراق.. وكان جوابي هذا مبنياً على حقائق واقعية منها أثر العامل الاقتصادي ودوره في تعجيل تشكيل الوعي وأثر السيطرة على وسائل الاعلام واستغلالها من قبل قوات الاحتلال ودورها في تأخير وتهميش الوعي الوطني وإعاقة نموه وتشكيله، وبالأخص بعد خروج القوات الأميركية واستخواذ ايران على مقدرات الأمور في العراق لتكملة تدميره وإضعافه وسرقة ثرواته، مستغلة بذلك الجانب المذهبي والديني لخداع عموم الشعب واستغلال تمسكهم الأعمى بالمذاهب وبمرجعايتهم الدينية والمذهبية والتي سجنت عقولهم منذ زمن طويل ورسخت هذا الجانب بحيث يسهل عليهم قيادتهم وتنفيذ أوامرهم بشكل أعمى.
ومن أخطر تلك الوسائل الاعلامية، منها المسموعة والمرئية والمقروءة، وشبكات الانترنت التي بدأت تغزوا كل بيت في العراق، ومن خلال الهيمنة شبه المطلقة على تلك الوسائل، تمكنت ايران وعملائها من التأثير على الاغلبية من الشعب وبالأخص شعبنا في جنوب العراق، وذلك من خلال استخدام اساليب متنوعة من الكذب والخداع والتضليل، وتمكنت من خلط الاوراق على الجميع وشوهت الحقائق وخلطت الالوان بحيث اصبح من الصعب فرز ما هو حق وما هو باطل، وما هو مزيف وما هو حقيقي، حتى وصل الامر بنا من الصعب التمييز بين اللون الابيض من اللون الاسود.
هذا اذا علمنا ان الوعي الجمعي في العراق متفاوت بحكم عوامل عديدة، مما وفر الارضية الخصبة لتمرير الكثير من الاكاذيب وطمس الحقائق على الاكثرية من الشعب.
ومن أجل تحقيق ذلك تم تجنيد اكثر من (50) صحيفة ومجلة اسبوعية ويومية و(63) محطة تلفزيون فضائية ومحلية و(29) محطة اذاعية محلية و(4) شبكات اتصال عراقية واقليمية.
وجميعها وجهت امكانياتها الى بث السموم والكذب وتضليل الشعب وشيطنة النظام الوطني وانجازاته العظيمة وكل هذه الاجهزة تبث ليل نهار من أجل تعميق الطائفية والأثنية وشق المجتمع وتحطيم النسيج العقائدي والاجتماعي للشعب العراقي.
واليوم وبعد مرور اكثر من ستة عشر عاماً وبرغم كل هذه الأبواق المدعومة من أمريكا وايران، والتي كلفتهم المليارات من الدولارات. واذا بشباب العراق يفاجئهم بثورة شعبية عارمة تطالب بإرجاع الوطن الى أهله مطالبة بطرد كل المحتلين وأعوانهم، هذه الثورة تدلل بما لا يقبل الشك من زيادة الوعي وبشكل يجعلنا متفائلين بالمستقبل ومتفائلين بالتغيير الجذري وتحرير العراق من هؤلاء العملاء الخونة والسراق.
أيها الثوار والاعلاميون والمثققفون والعلماء والأدباء وبالاخص الذين يعملون في وسائل الاعلام عليكم جميعا دورا مهما وخطيرا لمواجهة وسائل الاعلام الايرانية والتابعة لعملائها في العراق، والتي تبث السموم والكذب وتشويه الحقائق، ومواجهتها بقول الحقيقة والابتعاء عن الاسلوب الغير مباشر وعدم الوضوح عند الحديث عن الوضع في العراق. وذلك كون الكثير من أبناء شعبنا لا يستوعب الى ما تذهبون اليه.
قولوا الحقيقة بشكل مباشر وكما هي حتى يتلمسها الشعب العراقي ويدركها بشكل أكبر، والعمل على استخدام المفاهيم الصحيحة والواقعية، قولوا ان العراق محتل وان الحكومات هي حكومات احتلال وكل ما صدر عنها باطل وغير شرعي، قولوا لا يوجد ديمقراطية في العراق وأن الانتخابات مزورة وكل الذين في السلطة العميلة هم جواسيس وعملاء يخدمون ايران.. قولوا ان ايران تسيطر على الاقتصاد العراقي وتنهب ثروات العراق وان الميزان التجاري وصل الى 20 مليار دولار لصالح ايران، وضحوا للشعب ان الطرف الثالث الذين يزعمونه في مواجهة الثوار وقتلهم في ساحات الاعتصام هم أنفسهم المتنفذين في السلطة وهم ايران وميليشياتها في العراق.
عدم استخدام مصطلح دول الجوار، علينا تشخيص الدول التي تتدخل فعلا وبالاسم لتسليط الضوء ليعرف الشعب من الذي يحكم العراق، سلطوا الضوء على العملاء والمتآمرين والخونة.
علينا جميعا واجب وطني مقدس من أجل الثورة والثوار ان نعزز ونزيد من الوعي الجمعي والحفاظ عليه وذلك من خلال تجنيد طاقاتنا كلها لكشف الحقائق وكشف ماضي وحاضر هؤلاء المتسلطين على الشعب، هؤلاء السراق والمجرمين والذين استباحوا كل المحرمات، حتى يعي الشعب اكثر وأكثر عن ما يجري في العراق، وكيف يتم التآمر على بلدنا ونهبه وتدميره واضعافه مستغلين التخلف ومستغلين الدين والمذاهب واطاعة الناس البسطاء لمرجعايتهم وينفذون أوامرهم بشكل أعمى.
وبناء على ما تقدم نؤكد على دوركم جميعا وبالأخص الاعلاميون والمثقفون والأدباء والشعراء، لتوضيح الصورة وكشف زيف هؤلاء المعممين المتخلفين التابعين الى ايران ودورهم الخطير في زيادة التخلف والأمية، هذا هو الدور المطلوب من الجميع لأنه عندما يكتمل الوعي الجمعي العراقي سوف يتوحد الشعب ويتحرر العراق.
وثورة حتى النصر
تعليق واحد