عندما يلوح ضياء في نهاية النفق ..

بعد مخاض عسير، ولدت وزارة السيد مصطفى الكاظمي، الذي أصبح رئيس الوزراء السادس في عراق مابعد الغزو الامريكي البريطاني على العراق،  في ظرف لايتمنى فيه السياسي ان يكون كما يقال في رأس المدفع! إذ عليه ان يستعد ليس فقط لتحمل كل هذا الارث المثقل بالفساد والمظالم والتخلف والتبعية… بل وعليه أن ينجح!! بينما البيئة غير مؤاتية للنجاح بل على العكس تتشابك فيها جملة تحديات ليس من السهولة التعاطي معها فضلاً عن التغلب عليها. 
في مثل هذه الظروف لابد ان نلتمس من علم الادارة النصيحة والمشورة، والتي تختصرها الحكمة البالغة “إعقلها وتوكل”، إذ بعد النوايا الصادقة، لابد من تقدير موقف حصيف، وموازنة دقيقة بين الإمكانيات والأهداف المطلوب تحقيقها، وتحديد الروافع والعمل على استثمارها وتمييزها عن الكوابح والعمل على التصدي لها وتقليل آثارها، ولابد من برمجة الأهداف المطلوب تنفيذها، في إطار افضلية الأهم على المهم، والعمل في إطار خارطة طريق عقلانية تبرمج فيها الأهداف وفق جداول زمنية مع تحديد الجهات التنفيذية والموارد اللازمة لها، والبداية من السهل الميسور ومنه الى الاصعب فالأصعب… ويتراكم النجاح شيئا فشيئاً في إطار برنامج الحكومة المعلن. 
الكاظمي، إبن النظام وليس إبن الأحزاب الحاكمة، لهذا ستحاول هذه الأحزاب ان تخطف منه أي نجاح بينما تحمله شخصياً وزر كل فشل، هذه الأحزاب مستعدة ان تخرج للعالم غداً بخطاب أخرق مدعية… “الم نقل نحن صوتنا لوزارة الكاظمي مضطرين وحالنا كحال المضطر لأكل الميتة!! ” هكذا سيقولون وبكل صلافة، ولا غرابة، لهذا ما على الكاظمي وهو يسبح في بحر مليئ بالحيتان وبسمك القرش إلا أن يؤسس لمكان يليق به وسط الجمهور… من أجل أن يلتف حوله الجمهور دعماً وتأييداً ومؤازرة لكل نجاح يتحقق، والجمهور هنا هو الحراك الشعبي في ساحة التحرير والحبوبي والكوت وبابل والبصرة والكوفة بل كل شعب العراق بكافة اطيافه وتلاوينه… جمهور دفع ثمن قضيته بالدم، متمثلة بكوكبة من مئات الشهداء وآلاف الجرحى ينتظر التغيير ولن يتخلى عنه. النوايا الطيبة التي عبر عنها الكاظمي لاتكفي اذ لابد من عمل برامجي دؤوب، إرادة صلبة، والتفاف شعبي داعم، مرتكزات عمل يمكن ان تترجم النوايا في نهاية المطاف الى إصلاحات حقيقة على ارض الواقع، بدايات الكاظمي كانت مؤشرات تدعو للتفاؤل وقد تقود للتغيير المنتظر، لهذا علينا الانتظار والمراقبة والتصويب ، ولا نلجأ للاحكام المسبقة اذ لاطائل من وراءها، والمهم ان يأتي الخير، حتى لو جاء متأخراً، فهو أفضل من أن لايأتي. والأمور تقاس بمآلاتها ونتائجها وليس بمقدماتها، نتريث في الحكم لكن نشجع على الإصلاح والتغيير. 

مقالات ذات صلة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى