عودة سفير الامارات الى طهران : وجهة نظر ايرانية

تناولت بعض وسائل الإعلام الايرانية موضوع إعادة الإمارات سفيرها إلى طهران مؤخراً، معتبرة أنّ هذه الخطوة تُعدُّ تتويجاً لما يقرب من أربع سنوات من المحادثات المستمرة والجادة ، والتي تمت بشكل معلن وسري على مستويات عدة بين الطرفين، حيث شملت التباحث حول مسائل منها الامني والسياسي والاقتصادي ، والتي تكللت بفضل خمس محادثات هاتفية بين وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان ونظيره الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد بتوجيه مباشر من قيادة البلدين.
بدأت هذه المحادثات الرفيعة المستوى في أوائل عام 2019، قبل انطلاق المحادثات بين إيران والإدارة الأميركية بقيادة الرئيس جو بايدن، مشيرة إلى أنّ الإمارات هي التي بادرت بالاتصال بالإيرانيين ، وتوافق الطرفان على موضوعات الحوار.
ووفق الهدف الأساسي المأمول من هذه المحادثات منذ البداية وحتى الآن كانت هناك عدة محاولات لتهدئة التوترات بين البلدين وتقليل دور تاثير المتغيرات الإقليمية بشكل عام، لاسيما موضوع التطبيع الاماراتي مع اسرائيل ، حيث تم ايصال المخاوف والهواجس الايرانية ، مشفوعا بمعلومات تبرر ذلك ، والتي جرى تواصلها عبر مستشار الامن القومي الاماراتي الشيخ طحنون بن زايد ، وهو أمر منفصل تماماً عن مسار المحادثات النووية.
لفتت الصحافة الايرانية إلى أنه في حين قررت جميع الدول الخليجية العربية تقريباً عام 2016 قطع علاقاتها مع طهران، قامت الإمارات بتخفيض وجودها الدبلوماسي هناك ولم تقطع العلاقات تماماً، ولم تناصب العداء العلني لايران ، وهو امر يحسب لها خلافا للمملكة العربية السعودية ، ودولة البحرين .
تعتقد طهران انها ماضية في اختبار نوايا الامارات ، وستراقب سلوكها عن كثب، خاصة ما يتعلق بخطوات التقارب العسكري والاستخباري بين ابوظبي وتل ابيب ، وتأمل بأن توقف الامارات من جعل اراضيها ساحة للتامر عليها ، وان توقف تحركاتها الامنية المشبوهة ، وتعيد النظر في التطبيع مع اسرائيل والحد من تدخلاتها السلبية وغير البناءة في اليمن، وتُنهي احتلالها لاربعة جزر يمنية .
بموازاة ذلك وصفت بعض وسائل الاعلام الايرانية العلاقات الإيرانية – الإماراتية بأنها واعدة و متنوّعة وقابلة للتطوير في مختلف المجالات ، مشيرة إلى أنً التجارة البينية بين البلدين لطالما كانت أقوى جزء من هذه العلاقات، حيث يعود تاريخها إلى أكثر من قرن من الزمان، املة أن تؤدي استعادة العلاقات الدبلوماسية بين طهران وابوظبي ، فضلاً عن عوامل أخرى، كإحياء الاتفاق النووي بين ايران ومجموعة خمسة +واحد ، ونجاح الحوار الدائر بين عواصم دول الخليج وطهران-لاسيما مع المملكة العربية السعودية ومصر – إلى زيادة حجم التجارة المتبادلة لأكثر من ٢٥ مليار دولار سنوياً، وفتح المجال والافاق المستقبلية للنهوض بهذه العلاقات على مختلف المستويات الاستراتيجية.

مقالات ذات صلة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى