قبل اكثر من عام ونصف عادت طالبان تحكم افغانستان باكملها مع استقرار وأمن وسيادة للدولة الافغانية عجز الروس والامريكان وحلفائهم من الافغانيين الذين حكموا البلاد اثناء الاحتلالين ان يحققوا مثله. طبعاً طالبان لديها ايدولوجية منبثقة وبشكل غير صحيح نوعاً ما عن الشريعة الاسلامية وتطبيقها، الشريعة المستندة على اساس العدل اولاً واخيراً والتي طبقت قبل اكثر من الف واربعمائة عام، ولكن طالبان لديهم الان دولة وحكومة وقوة عسكرية وامن موحد، دولة تعترف بميثاق الامم المتحدة وليس مارقة او دولة فيطي. والمعلومات القادمة من هناك ان طالبان الجدد تعلموا الكثير من دروسهم السابقة وانهم اليوم يمارسون حكومة لها ضوابطها والتزاماتها امام مواطنيها والمجتمع الدولي ولهم علاقة جيدة نسبياً مع الغرب.
الولايات المتحدة الامريكية احتلت الدولتين افغانستان ٢٠٠١ وخرجت في ٢٠٢١ واحتلت العراق ٢٠٠٣ وستخرج في ٢٠٢٣، عشرين سنة لكلاً منهما، أعادة طالبان الجديد( البعيد كل البعد عن القاعدة او اخواتها) في افغانستان، والان وبعد عشرين سنة يبدوا ان عودة البعث “بحلته” الجديدة سيعود أيضاً. طالبان رجع ونظامه نسبياً اكثر ديمقراطياً وليبرالياً وانفتاحاً عن السابق، والبعث أيضاً سيعود وبكل قوة بنظام داخلي جديد مؤمن بالنظام الديمقراطي وانتقال السلطة من خلال الانتخابات ويعمل ويشارك كجزء من العملية السياسية الحالية.
أمريكا تعرف أن إعادة الاعتبارات القانونية الكاملة لحزب البعث ودعوته للمشاركة بالانتخابات الشفافة القادمة المدعومة دولياً، معناه انتصار ساحق له شعبياً ومعناه أيضاً التربع على أعلى سلطة بالبلاد، رئاسة الوزراء واعلان حكومته التي ستكون اكثر ديمقراطيةً من الان واكثر انفتاحاً واكثر تنظيمًا واحتراماً للقانون العراقي والدولي. يعرف الامريكان جيداً ان البعث سيعيد مؤسسات الدولة والسيادة العراقية والقانون بفترة وجيزة وباحترافية عالية.
بدءت المعاهد الامريكية المهمة والمنتشرة في واشنطن تبحث هذا الموضوع وبجدية عالية توضح للمحلل الامريكي وليس للمحلل العراقي (العتاك الذي قدم لامريكا في السنيين الاخيرة وحصل على جنسيتها ورجع للعراق يسرق، وبمال فساده رجع لواشنطن ليقابل ويتبرع للمشرعين الامريكان واخذ الصور معهم اعتقاداً منه ومن ارسله ان ابتسامتهم له معناه رضاهم على ما يقوله على نظامهم المتهاوي في بغداد)، ان امريكا تريد اعادة تجربة افغانستان مع البعث وباكثر تنظيماً من تجربة افغانستان وبالطريقة والشروط التي ذكرنها اعلاه. حتى ان هناك شخصيات كثيرة قد تم طرح اسمائها ومنهم العسكريين والمدنيين اصحاب الكفائات والخبرة والتجربة.
نصيحتي للبعث ان يفكر كثيراً بما يجري في واشنطن وينفتح للآراء اعلاه ويتحرك بشكل جدي نحو التوحيد بين صفوفه داخلياً وبين شطريه المهمين من خلال مؤتمر موحد جامع تطرح به افكار الحداثة والتغير نحو ديمقراطية الحزب داخلياً وضمن النظام السياسي في العراق.
يجب ان يكون هناك ممثلين للبعث لهم الصلاحيات الكاملة لاتخاذ وتوقيع الاتفاقات مع الجانب الامريكي والغربي واستعدادهم ليكونوا جزء من المجتمع السياسي الدولي ويتحركوا نحو الوحدة الاقتصادية بين الدول العربية بدل من الوحدة الاندماجية التي تعني ضمنياً بمفهوم الغرب أنها الحرب والاعتداء على الاخرين وعليهم على اساس انهم عرب وهذا ما لا تسمح به الظروف الحالية مطلقاً. توكلوا على الله وعودوا من خلال النظام السياسي الحالي وشكلوا حكومة انقاذ وبناء لاعادة العراق القوي الناجح، ومن الله التوفيق.
وفاة او مقتل المرحوم سعد كمبش رئيس الوقف السني السابق في العراق والذي شابته كثير من اللغط والقصص التي على ما يبدوا ان معضمها غير صحيحة وغايتها التطميس على حقيقة ان هناك قضايا ارادوا اخفائها وعدم نشرها اليوم على اقل تقدير. اولاً الله يرحم السيد كمبش ويغفر له، وان قتله او مماته بهذا الشكل لا يمكن ان يقبل لاي انسان مهما كانت ذنوبه. قلنا في مقالنا في الاسبوع الماضي ان هناك اكثر من ١٫٥ مليون رجل امن وشرطي ومليشياوي ومخبر وجاسوس وابن كلب يقبض راتب محترم من الدولة وعلى ما يبدوا ان دورهم هؤلاء ليس لخدمة الشعب بل لقتله. هناك المفروض معلومات على تواجده وبعد التأكد يتم المباغتة وبشكل متحضر وأدمي ليقبضوا عليه ويسلم للتحقيق والمحاكمة ليأخذ جزائه رغم انه ليس هناك عراقي واحد يفتهم ليش ارادوا اعتقاله ولكن الجميع يردد وبشكل ببغائي انه حرامي وسرق ٤٠٠ مليون دولار ( مبلغ ضخم لا يمكن سرقته مطلقاً ولا يمكن تصديقة الا من حشاش, بالاضافة ان هذا الاتهام سياسي وليس من محكمة فلماذا يعاد ترديده من ما لا علاقة له بهم وحتى اذا كان صح فهذا غير جديد بعراق اليوم وخاصة بالامس تم اطلاق سراح اصحاب صفقة القرن نور زهير وعلي غلام ٢٫٥ مليار دولار ). المهم وليس دفاعاً عن المرحوم كمبش ولكن حقيقة انه “ضاع بالرجلين” بين السوداني ووزير داخليته وبين الحلبوسي، صراع على من هو الاقوى ومنوا يكدر يمشي كلامه.
كان على وزير الداخلية العسكري الكبير المرتب والشبعان ( لا بدراوي ولا عصائبي ولا صدري _ عسكري عراقي من المدرسة القديمة والدهر والزمن حادة الى هذا المنصب الغني جداً)، كان عليه ان لا يلتفت للصراعات السياسية ويتبع ضوابط وقوانين وزارته ويخلص من صراع رئيس الوزراء والحلبوسي.
اما الحلبوسي ورغم علمي ان الكل( جماعته في الغربية والأطاريين وحتى السوداني) يريدون اسقاطه واعرف أيضاً ان السبب الرئيسي كونه صغير العمر واصبح في منصب يحتاج عمر والده ( صحيح الخبرة والحكمة والحلم يأتون مع العمر) ولكنه وبعد انهائه الدورة الاولى عرف كيف يتعامل أحسن مع وحوش وعملاء وكلاب ولد كلب معه في السلطة، وعلى اهالي منطقة الغربية الوقوف الى جانبه ولا تضعفوه الى حين ايجاد البديل الاقوى منه وهذا من صالحكم. أعني بذلك وليس دفاعاً عن الحلبوسي لأنه لا المالكي ولا السوداني ولا زيدان احسن منه لا بل اسوء منه، فارحموا لعلكم ترحمون.
الحراك العراقي والقوى الوطنية عموماً تنتظر تحرك القوات الدولية الموعودة وبقيادة الجيش الامريكي لتنظيف جذور ايران الملالي من معتقلات ومصانع صواريخ واسلحة ومليشيات قذرة من كل الاراضي العراقية في الايام القادمة، وينتظر حكومة الانقاذ الوطنية التي ستزيح وتنظف ما موجود من فساد وجاسوسية وعمالة وانحطاط وظلم في العراق وتذكروا دائماً اذا ما تحركتم في الاتجاه الصحيح فأن الله دائماً معكم.
الحراك العراقي