كنت موظفا بعنوان كاتب في المديرية العامة لصندوق التقاعد بوزارة المالية منتصف ستينيات القرن الماضي.
وقفت أمام نافذة المكتب الذي كنت أعمل فيه مع إثنين من زملائي يوم 6/ 6/ 1966 فسألت زميلا (ترى أين سنكون يوم 7/ 7 /1977 ويوم 8 /8 /1988 ويوم 9/9 / 1999 ويوم 1 / 1 /2001 ) وهكذا؟
لم يجبني أحد ولكنهما اعتبراها فكرة جميلة للتأمل لا أكثر.
ومضت السنون سراعا فوجدت نفسي مستشارا صحفيا في السفارة العراقية في الرباط في 7 / 7 /1977 تعمدت في ذلك اليوم أن أقف مع زوجتي على شاطئ الأطلسي مع غروب الشمس حيث ترسم الشمس لغروبها لوحة ساحرة وتذكرت حديثي السابق.
أما ما بعدها من سنوات العمر فقضيتها مع رفاق اشداء اعجزوا الصبر في صبرهم في سراديب الأسر في إيران الشر والعدوان حتى كانون الثاني عام 2002.
لعنة الله على ظلم إيران التوسع والعدوان.
عندما أسمع بطقوس الفرح و احتفالات النصر في يوم الأيام يوم النصر العظيم في 8 /8 /1988 أشعر بألق العراقيين وشموخهم، ولكن غصة تقف في حلقي لأنني لم أحضرها أنا ورفاقي في الأسر.
وها أنا اتقلب في غربتي المتصلة منذ عام 2007 حتى اليوم.
سؤالي متى يستطيع المسافر الأبدي العودة إلى وطنه ومتى يعود الطير الغريب إلى عشه؟ ربما وضعت آمالي كلها في 11 /11 /2011 ولكن ذلك اليوم مر كما أراد له الله فقد كنت أؤدي مناسك الحج والعمرة في الديار المقدسة ولكنني لم أعد إلى العراق ولم أر بغداد إلا في القنوات الفضائية كئيبة حزينة تنزف دما وشوقا لأبنائها تبادلهم الحب حبا، فقلت لأنتظر يوم 22 /2 /2022 إن كان في العمر بقية.
ليس ذلك ضربا من خيال مريض ولكنه تعلق قلب عاشق بأي أمل ولو كان سرابا.
لا أجمل من مرابع الصبا والشباب يشدني إليها حنين جارف لا تفسره العلوم الحديثة ابدا.
فما أجمل أن يعيش المرء حلما.

1٬498
بين واقع أليم وحزين، وذكريات حلوة ومرّة يصعب على المرء نسج خيال متصل بين هذه الحالات، فلا يبقى منها إلا العبر والحكم وإن غداً لناظره قريب بإذن الله ويبقى العراق شامخاً بأبناءه البرّر وأرضه المعطاء وسماءه الصافية … سلمَ قلمكم وحفظكم الله ورعاكم … ⚘⚘