قمة طهران وانذار اردوغان

اختتمت مساء الامس في العاصمة الإيرانية طهران أعمال القمة الثلاثية لرؤساء إيران وروسيا وتركيا، لمناقشة مسار أستانا بشأن سوريا، بالإضافة إلى عدد من القضايا الشائكة ، على رأسها الازمة السورية و تطورات الملف النووي الإيراني وحرب روسيا على أوكرانيا، اضافة الى ملف اخرى يأتي في مقدمتها احتمااية شن عملية عسكرية تركية في شمال سوريا .
سبق انعقاد القمة الثلاثية بين رئيسي وبوتين وأردوغان، لقاءات ثنائية بين الرؤساء جرى الحديث فيها عن عدد من الملفات الثنائية والإقليمية والدولية صاحبه توجيه رسائل واضحة للاتراك.
ترى وسائل الاعلام المحافظة والمحسوب جزءا منها على الحرس الثوري الايراني؛أن هذه القمة ، وعلى العكس من زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن للمنطقة والتي استهدفت تصعيد الأجواء الإقليمية وزيادة التوتر ،ومحاولة رفع معنويات إسرائيل ضد جيرانها، فإن انعقاد هذه القمة في طهران تأتي في إطاراجتماعات أستانة الخاصة بالأزمة السورية والتي حضرها الرئيس التركي أردوغان أيضًا، وهي اجتماعات تهدف لرفع التنسيق الإقليمي والدولي لإعادة الأمن والاستقرار لسوريا والمنطقة، الى جانب ان هذه القمة شملت أيضًا إجراء مباحثات مع إيران لرفع مستوى التعاون والتنسيق الاقتصادي والتجاري والعسكري المشترك، منوهًة أن مثل هذا التنسيق يحظى بأهمية خاصة جدًا في ظل الظروف والأجواء الإقليمية والدولية الراهنة مع تصعيد إسرائيل لتهديداتها ضد بلدان المنطقة ومحاولات الولايات المتحدة إيجاد تكتلات إقليمية، ومحاولة التأثير الاقتصادي الخطير الذي سببته الحرب الاوكرانية وتداعياتها على الاقتصاد العالمي،مدعية أن من نتائج هذه المواجهة هو أن دولا مثل روسيا والصين أصبحت مقتنعة بمنطق إيران في الصمود أمام أحادية الولايات المتحدة الأميركية والغرب، ومعتبرة ان ايران باتت تقود حاليا لواء التيار العالمي للمقاومة، وتقود دولا مثل الصين وروسيا والهند، موضحة أن تيار المقاومة بات يتجاوز نطاقه الجغرافي التقليدي، وأصبح يضم تحت عباءته، وفي ضوء هذا اللتعريف الجيوستراتيجي للمصطلح، فإن دولا مثل الصين والهند وروسيا والعراق ولبنان وسوريا، ومجموعة دول أعضاء بريكس، ودول أميركا اللاتينية، والدول الأفريقية، وحتى دولا في القارة الأوروبية نفسها، حسب التحليل الايراني .
الامور لم تقف عند هذا الحدد ، بل ركزت بعض وسائل الاعلام المحافظة على استغلال المرشد خامنئي لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لتوجيه تحذير وانذار مباشر للاتراك من تبعات القيام بعملية عسكرية في الشمال السوري، معتبرة أن حديث المرشد للرئيس التركي كانت ذات ” إنذار مباشر “، بعيدا عن المجاملات الدبلوماسية.
معتبرة أن خامنئي ذكر بشكل واضح و صريح أن بعض سياسات تركيا في المنطقة تضر بالأمن والاستقرار في المنطقة، ملمحا ان ايران لن تقف مكتوفة الايدي ازاء هذه التصرفات ،ومنتقدا في الوقت نفسه محاولات تركيا التقارب مع إسرائيل باعتبارها شريكا إقليميا ودوليا، معتبرا ذلك خطأ استراتيجيا من جانب أنقرة، التي عليها الانتباه الى سياساتها، والى خطواتها القادمة .
على المقلب الاخر عرضت بعض وسائل الاعلام الايرانية الاصلاحية رأيا مغايرا ،حيث اعتبرت إن قوة موقف إيران في المفاوضات النووية ستتراجع بعد زيارة بوتين، وسيصبح موضوع المفاوضات النووية موضوعا هامشيا، وستقلل الزيارة كذلك من الآمال في إحياء الاتفاق النووي، مؤكدة أن روسيا لا تريد أن تكون لإيران علاقات مع الغرب، كما رأت أن هدف طهران من هذه الاجتماعات هو الخروج من العزلة والضغوط التي تركتها زيارة بايدن للمنطقة على طهران، مضيفة أن اجتماع الدول الراعية لمسار أستانة في طهران هو استعراض لقوة إيران في العلاقات الدولية.

مقالات ذات صلة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى