الحذر من خطر حروب الجيل الخامس⁉
ان للفروسية و الشجاعة و الاقدام على مستوى القادة والافراد حصة لا بأس بها في صنع النصر الا ان هذه الحصة تضاءلت جدا مع الاجيال الجديدة من الحروب لصالح الذكاء والذكاء الصناعي, فقد تضاءلت حصة المهارات الجسدية والروحية بشكل كبير في الاجيال الجديدة من الحروب.
يقول كارل فون كلاوسويتز: «الحرب كالحرباء» تتبدل وتتلون وفق التطور البشري وعليه فقد تطورت الحروب من الجيل الاول الى حروب الجيل الخامس:-
حروب الجيل الأول: الحرب التقليدية بين جيشين في ميدان محدد
حروب الجيل الثاني: يتميز هذا الجيل بما يُعرف بحرب العصابات أو الحرب الثورية، وتكون عادةً بين جيش نظامي تقليدي ومجموعات قليلة العدد نسبيًا تقاتل لتحقيق هدف واحد
حروب الجيل الثالث: يعرّف البعض هذا الجيل بالحروب الوقائية أو الاستباقية Preventive War
حروب الجيل الرابع: هي حرب اللا متماثلة» (Asymmetric Warfare) وهي حرب بين دول وبين مجموعات عقائدية موزعة في كل العالم وهي حرب الدولة ضد “اللا دولة”.
حروب الجيل الخامس: تعتمد على خلق تناقضات بين السلطة والمجتمع للعدو المستهدف، وذلك باستغلال الوسائل كافة،
ويقول أحد المحللين إنّ حرب الجيل الخامس يعتمد في استراتيجيته على «احتلال العقول لا الأرض، وبعد احتلال العقول يتكفّل العدو بالباقي»،
فهو يستخدم العـنـف غـيـر المـسلـح، من أجل صنع حروب داخلية تتنوع ما بين اقتصادية وسياسية واجتماعية، بهدف استنزاف العدو و وضعه في مواجهة صراعات داخلية، بالتوازي مع التهديدات الخارجية العنيفة.
يعتمد صانعوا حروب الجيل الخامس على استخدام التقنيات الحديثة، التي تشمل القوة المسلحة كالعمليات الانتحارية، ونصب الكمائن، والأعمال الإرهابية، والقوة غير المسلحة، التي يكون فيها العدو فاعلًا من دون أن يظهر بشكل مباشر.
كما تشمل هذه التقنيات الإرهاب الإلكتروني، والحرب السيبرانية، وإثارة الشعوب، وتحريكها وفق الأهداف السياسية لدول أخرى.
كما تشمل حروب الجيل الخامس هدم التعليم بدءا من المراحل الابتدائية انتهاء بالجامعات وهدم الاسرة وتدمير القدوات والقدرات وابراز التافهين ونشر البطالة.
كما يرى الخبراء أنّ إغراق المناطق المستهدفة بالمخدرات وسيطرة عصابات الجريمة المنظمة واعلاء شأنها هو أحد الأسلحة الفعالة لحروب الجيل الخامس.
كان البروفسور الأميركي ماكس مايوراينغ أول من تحدث عن هذه الحرب في محاضرة علنية وهو يختصر تعريفها بالنقاط الآتية: «هي الحرب بالإكراه، وإفشال المجتمعات وزعزعة استقرارها، ثم فرض واقع جديد يراعي مصالح الدولة الأميركية»
فحروب الجيل الخامس هي حرب عقول بالدرجة الاولى لا يمكن ادارتها بالعاطفة او بالمواقف الارتجالية والقرارات المتسرعة.
اليوم في شعوبنا ومجتمعاتنا للاسف الشديد تجري حربا من حروب الجيل الخامس تشنها الدول الكبرى والصغرى والأعداء الحقيقيون والمفترضين المباشرين وغير المباشرين ولكن البعض يريد ان يواجه حروب الجيل الخامس بعقلية الجيل الاول من الحرب فقط والذي تسيطر عليه الفزعات وردات الفعل والتخبط العشوائي والتي لم نجني باتباعها الا الهزائم والنكبات و النكسات.
حروب الجيل الخامس اليوم هي حروب مخيفة شاملة جنودها العصابات والتفاهات والمتسكعين والمكبسلين والمثليين والمتخنفسين والمزورين والسكارى وأسافل وأراذل ورويبضات القوم وتجار المخدرات والموبقات ورجال الاعلام السفسطائيون والموظف الفاسد والمرتشي, والمدرس الفاشل, الجامعات التجارية, المستشفيات اللانسانية, التجار الجشعين, الفنانين التافهين اضافة الى السلاح والمجهود العسكري المنفلت وفي مثل هذه الحروب يجب ان ندرك الصورة الكاملة لانه في احيان كثيرة يشغلنا العدو بالمعركة بالسلاح لتغطية معارك اخرى متنوعة.
حروب الجيل الخامس اليوم هي حرب عقول لن ينتصر فيها الا من استفاد من العقول لديه سواء اتفق معها في الرأي ام اختلف, ولا تفيد فيها الفزعات وردات الفعل وقد يكون الصبر الاستراتيجي والبرود التكتيكي ومراكمة القوة اهم وسائل نجاحها والانتصار على العدو فيها.
ان قرار خوض اي معركة الان لم يعد متوقفا على الواقع الميداني العسكري فقط ولكنه اصبح مربتطا بشكل اكبر على الوقائع في الميادين الاقتصادية, السياسية ، الدينية ، الإدارية ،الاجتماعية, الاخلاقية للمجتمع, فقد ينتصر الشعب في معركة عسكرية ما ولكنه يهزم في الحرب بسبب خسارته في ميادين حروب الجيل الخامس الصامتة الاخرى. وعليه الحذر قبل فوات الآوان من ان تسود الرذيله من قبل الأراذل وتسود حروب الجيل الخامس المدمره في مجتمعنا ولا ساعة لمندم .
ليس الخسف ان تلقى أسافل القوم أعاليها بل الخسف ان يسود الأراذل .
( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر )
تحياتي