كذابون وقتلة

ا. د. محمد طاقة

تعيش البشرية وسط حزمة كبيرة من الأكاذيب. اكبرها الديمقراطية وحقوق الإنسان. التي تبنتها المنظومة الرأسمالية كشعار براق يستهوي شعوب العالم ولكن في الحقيقة هو سلاح ذو حدين يستخدم معك وضدك. كما فعلت امريكا مع العراق وصدرت لنا الديموقراطية وباسمها دمرت البلد وسرقته وقتلت الآلاف وشردت الملايين والى يومنا هذا.
فقدت الديمقراطية المستوردة شعار حقوق الإنسان، والتي انتهكت، بنحو غير مسبوق.
سوقوا جملة من الأكاذيب والادعاءات من اجل احتلال العراق زاعمين أنهم جاءوا محررين وليسوا محتلين.
من يكذب على من ومن يوهم ويخدع ويضلل: الولايات المتحدة الأمريكية، أم قوى خفية تقف وراءها.
الولايات المتحدة الأمريكية هي اخطر أدوات الكذب والخداع والتضليل والقتل والتدمير. مستغلة مؤسساتها الإعلامية والمعلوماتية ووسائل الاتصال المتنوعة كافة، فضلا عما تمتلكه من رأسمال هائل يوظف، هو الآخر، لهذه المهمة الجهنمية، التي هي السيطرة على العالم وسلب إرادة الشعوب والأمم من اجل الهيمنة عليها ووضعها في خدمة حفنة من الرأسماليين، الذين يمتلكون القوة ويهيمنون على تلك المؤسسات، وأهمها الهيمنة على القرار السياسي والاقتصادي والإعلامي لأمريكا.
ان الحركة الصهيونية تلعب دوراً أساساً في صياغة القرارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية لأمريكا. وهي، الان، تتحكم بمقادير العالم كله. وتفرض على العالم نمط حياته لتحقيق مصالحها الضيقة والأنانية مستخدمة المبدأ الميكافيلي: الغاية تبرر الوسيلة في جميع نشاطاتها واليات عملها ولا تبالي على الإطلاق بما تلحقه تلك السياسات من آثار جسيمة على النفس البشرية وما يقع عليها من ظلم واضطهاد وقتل وتدمير وسرقة وغيرها من آثار اقتصادية وسياسية واجتماعية مستخدمة بذلك المتاح من وسائل مالية وإعلامية ومعلوماتية وعسكرية.
ومن خلال السيطرة شبه المطلقة على الوسائل الإعلامية تمكنت الصهيونية العالمية من التأثير على الرأي العام العالمي من خلال استخدام أساليب متنوعة من الكذب والخداع والتضليل وطمس الحقائق.
واستطاعت هذه القوى الغاشمة من خلط الأوراق على الجميع وشوهت الحقائق وخلطت الأوراق والألوان بحيث أصبح من الصعب
فرز ما هو حق وما هو باطل ما هو مزيف وما هو حقيقي حتى ليصعب علينا التمييز بين اللون الأبيض واللون الأسود. مستغلة حالة التخلف ومستوى الوعي المتفاوت بين الأمم والشعوب مما وفر لها الأرضية لتمرير الأكاذيب
وتضليل العالم.
ان من اهم ما جاء في بروتوكولات حكماء صهيون يؤكد ما ذهبنا اليه، إذ يقول الدكتور أوسكار ليفي:
نحن اليهود لسنا شيئا إلا مفسدي العالم ومدمريه ومحركي الفتن فيه وجلاديه. هكذا يقولون وأمريكا تنفذ ما يقولون.
إذن، هم مفسدو العالم وجلاد وهم من يزرع الفتن بين الناس والشعوب والأمم، وهم من يقتل، كما يشاء ويخرب اقتصاديات البلدان ويدمر حضاراتها وينتهك الأعراض ويقتل الأطفال والنساء والشيوخ ويحتل البلدان باسم الديموقراطية وحقوق الإنسان، وهم يفعلون ذلك كله تحقيقا لمصالحهم وما يخدم مشروعهم الكوني المتمثل بالعولمة الاقتصادية والهيمنة على مقدرات العالم.
لقد كذبوا على الإنسانية وضللوا الحقائق وطمسوها عن الأسباب الحقيقية للحربين العالميتين الأولى والثانية، التي راح ضحيتها اكثر من ٩٠ مليون إنسان وأكثر من ١٣٠ مليون جريح ومعوق وأكثر من ٣٦٠ مليون عاطل عن العمل عدا الآثار النفسية والاجتماعية، التي تعاني منها البشرية إلى يومنا هذا.
لقد قضوا على الهنود الحمر، الذين هم السكان الأصليون لأمريكا ومارسوا التمييز العنصري مع مواطنيهم السود. واستخدموا السلاح النووي ضد هيروشيما ونكازاكي، في مجزرة بشعة راح ضحيتها آلاف البشر، ووقفوا ضد حركات التحرر في العالم لأنها تخالفهم في الرأي وتقف ضد مصالحهم. وقتلوا قادة هذه الحركات والدول، كما فعلوا مع الثائر جيفارا ومع كاسترو في كوبا وسلفادور اليندي في شيلي وَعَبَد الناصر في مصر وأخيرا مع الشهيد البطل صدام حسين في العراق،
مشوهين سمعة هؤلاء القادة على وفق منهجية معدة بإحكام.. هي فلسفة غوبلز في الإعلام، التي مفادها: اكذب..اكذب.. اكذب. حتى يصدقك الناس.
وهكذا فعلوا في معالجة جائحة كورونا فأخفوا الحقائق وتبادلوا الاتهامات مع الصين، وإلى الآن، لا يعرف العالم، على وجه الدقة، ماذا يجري من حوله وما هي حقيقة هذا الفايروس. وضاعت الحقيقة على العالم.. ضاعت بين القوى المتصارعة: الصين ومحورها وأمريكا ومحورها. وهكذا فعلوا ببلدي العراق ونظام حكمه الوطني حين غزوا بلاد الرافدين ودمروا وسرقوا كل شيء فيه وتعاونوا مع إيران وبعض العملاء من اجل ذلك وفتشوا كل زاوية في العراق عسي ان يجدوا أسلحة الدمار الشامل وجردوا الشعب من الأسلحة حتى أصبح أعزل لا يستطيع الدفاع عن نفسه وتعاونوا مع إيران في خلق ما يسمى ب داعش وهي من صناعتهم معا لكي يحجموا المقاومة العراقية البطلة، التي أذاقتهم السم الزعاف بضرباتها القوية المؤثرة، التي جعلتهم يهربون من العراق ويسلمون البلاد المحتلة إلى حليفتهم إيران.. حليفتهم بالكذب والدجل والشعوذة، وهم يزعمون، الآن،
أن ايران عدوتهم، وإيران تدعي أن أمريكا هي عدوتهم وتصفها بأنها الشيطان الأكبر. مازالوا يكذبون ويكذبون، والهدف هو التآمر على العراق والأمة العربية بالخفاء..
لقد فرضوا الحصار على إيران في العلن، وتركوها، في السر، تعبق بالاقتصاد العراقي وتسرق مليارات الدولارات، وأطلقت يد إيران، كذلك، في لبنان واليمن وسوريا من خلال أذرعها ومليشياتها، ذلك كله يتم تحت مرأى أمريكا ومسمعها.
أمريكا تعلم ان إيران ومليشياتها يقتلون المتظاهرين والثوار شباب العراق وشباب لبنان وهي ساكتة على ذلك كله.. أين هم، إذن، من حقوق الإنسان والديمقراطية.
هم كذابون وقتلة ومشاركون في هذه الجرائم جميعها. إنهم منبع الكذب في العالم.
الجميع يذكر المسوغات، التي ساقتها امريكا لاحتلال العراق وغزوه في العام ٢٠٠٣ وكانت تلك كذبة كبرى افتعلتها امريكا والصهيونية العالمية وروجت لها عبر وسائل الاعلام المختلفة زاعمة أن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل وأنه يهدد الأمن العالمي ويشكل اكبر خطر عليه. وبعد ان انكشفت أكاذيبهم راحوا يسوغون غزوهم بمسوغات ما انزل الله بها من سلطان،.كالمقابر الجماعية واحداث حلبجة وغيرها من الأكاذيب كحقوق الإنسان والديمقراطية وتحرير العراق من الدكتاتورية وغيرها من الأكاذيب.
هكذا، إذن، هم كذابون وقتلة ولا يهمهم سوى المال.. المال.. المال. وبأي ثمن. حتى لو كلّف ذلك قتل الملايين من البشر.

تعليق واحد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى