دراسة رقم 3..عندما تفتقر كثير من الأحزاب إلى التنظيم والإدارة والتدريب وعدم مدارسة ومعالجة أي إشكال أو تعثر تزداد الهوّة وتستفحل المشاكل وتضمحل أحزاب وقادة ويأتي آخرون وهكذا يستمر الحال ويصعب إيجاد الحلول لتفاقم الاتهامات واللوم والطعن بنزاهة الانتخابات من أكثر الأحزاب وحتى الفائزة منها وأما المرشحين فإن فاز فيعتبر ذلك بجهوده الشخصية وكفاءته ونزاهته وحب الناخبين له وإما إن خسر فأول من يوجه له اللوم الحزب الذي دعمه أو انتسب إليه بدون قناعة أو مشروع سوى رغبة الفوز والوصول لقبة البرلمان وبعدها يطعن ويشكو من مفوضية الانتخابات ويعتبرها غير مهنية، طبعا لا نعمم ذلك على الجميع لكن تتجاوز نسبة ذلك 80% وهذا أمر قد ينهي العملية السياسية بأي لحظة وتتشتت الائتلافات المسجلة رسمياً واما غير المسجلة تنتهي قبل تسجيلها ولا نستبعد ذلك لكل حزب وقد نصل إلى فوضى لا يتصورها أحد.
ما أودُّ ذكره هو دعوة لمراجعة كل حزب وكل ائتلاف وكل مرشح خططهم وإداراتهم ومُدارسة كل الإخفاقات وأسباب التفاوت في النتائج بين من هم متقاربين بأعداد المصوتين لهم، ولكن بون شاسع بينهم في المقاعد وقد نجد من حصل بمائة ألف صوت لم يحصد سوى مقعد واحد وآخر بأقل منه حصل على 6 مقاعد وثاني بربع أصواته حصل على 3 مقاعد.
والجداول أدناه تبين تلك الحقيقة الغائبة عن معظم قادة الأحزاب ومن هم مخولون بإدارتها ولم يسمعوا إلا من حاشية تمجد أو تقدح دون معرفة مهنية معمقة بالانتخابات وفن إدارتها.
كل ما دونته أعلاه لا يعني أن الانتخابات لا تخلوا من عقبات وإشكالات وشكوك فهذا موضوع آخر نحتاج متابعته بمراقبة مهنية احترافية ليس في يوم الاقتراع فقط بل من بداية صياغة القوانين لكل المنظومة الانتخابية ومراقبة كل مراحل الانتخابات قبل وبعد واثناء الانتخابات بشكل مستمر وهذا غير موجود عند كل الأحزاب والائتلافات وليس بعضها.
نعود إلى موضوعنا وننشر أدناه جدولين الأول لستة قوائم انتخابية والجدول الثاني مفصل ل 27 قائمة انتخابية يبين بشكل واضح الفروقات بالمقاعد رغم تقارب أعداد المصوتين واختلاف شاسع بسعر كل مقعد من هذه الأحزاب والائتلافات، أتمنى من القادة ومن يثقون بهم أن لا يمروا على هذه الجداول مرور الكرام بل جعلها بمكان من الأهمية لمعالجة أي اخفاق ومضاعفة أي نجاح.
المرفقات
- جدول رقم 1 {نتائج انتخابات ل 6 قوائم انتخابية متفاوتة في النتائج بشكل كبير}
- جدول رقم 2 {جدول موسع ل 27 قائمة انتخابية فيها أعداد المصوتين والمقاعد وسعر المقعد}.
جدول رقم 1
بعض الاستنتاجات: –
- هناك مقعد سعره 8991 صوت فقط (ائتلاف حسم للإصلاح} وسعر مقعد لائتلاف آخر أكثر من 12 ضعف وهو ائتلاف النهج الوطني حيث سعر مقعدهم 107654 صوت !! بون شاسع بين سعر المقعد لهذين الائتلافين.
- مجموع أصوات كل ائتلاف مختلفة عن الاخر وهذا الاختلاف ليس بالضرورة ينتج عنه اختلاف بعدد المقاعد وسعر المقعد الواحد بنفس نسبة عدد الأصوات.
- عندما نريد أن نقيّم أفضل عمل مهني نجد أن الأول من هو أقل نسبة من الأصوات مقارنة بعدد المقاعد فمثلا حركة حسم للإصلاح كل أصواتها 26973 صوت فقط وحصدت ثلاث مقاعد بينما هناك كثير من الأحزاب والائتلافات جاءت بضعف أو ضعفين أو أكثر ولم تستطيع الحصول على مقعد واحد لسوء التخطيط والإدارة.
- يبدو أن معظم أو كل الائتلافات لم تضع خطة انتخابية وفق متغيرات رئيسية لقانون الانتخابات الجديد رقم 9 لسنة 2020م {تغيير نظام التمثيل النسبي إلى الصوت الواحد غير المتحول/ وتغيير طريقة ترسيم الدوائر الانتخابية / وتغيير المعادلة الرياضية لاحتساب المقاعد}. فأتت بنتائج مخيبة للآمال لكثير من الائتلافات والأحزاب السياسية ومن هنا بدأ الطعن والشك بالانتخابات ويلومون غيرهم ولا نجد رأي سديد للاعتراف بالخطأ ومعالجته قبل أن نطعن بالعملية الانتخابية والقائمين عليها.
جدول رقم 2 {ممكن أن نقارن ونتدارس نتائج ل 27 قائمة انتخابية}.