لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين

حديث للرسول محمد (ص) ، هو عبارة عن درس عميق للمؤمنين ، حتى يتعضوا
ولا يقعوا في الغفلة وتكرار الخطأ ، وبه يحث الرسول الكريم على التيقظ واستعمال الفطنة ، وفِي هذا الحديث الشريف يوجه المؤمنون أن يكونوا حذرين وحازمين حتى لا تأخذهم الغفلة وينخدعون مرة بعد مرة ، والمقصود بهذا الحديث ( المؤمن الكامل ) الذي يمتلك المعرفة والتجربة على غوامض الأمور حتى صار يحذر مما سيقع ( ويحسب لها الف حساب ) وليس ( كالمؤمن المغفل)
عديم التجربة والمعرفة فقد يلدغ من جحر اكثر من مرة .. كأن ينخدع المؤمن
بقول كاذب أو عهد من منافق بعدما جربه بالكذب والخيانة والنكث بالعهد ..
إذن لقد وجه النبي محمد ( ص) المؤمنون في هذا الحديث الشريف بالحذر وأخذ الحيطة ممن تم تجربته
اكثر من مرة في المكر والخديعة والكذب
والمراوغة ، فلا يحسّن أن يغفل ويقع مرة اخرى ويلدغ اكثر من مرة ..
فالإنسان قد يخدع وهذا أمر طبيعي ولكن
أن لايأخذ حذره مرة اخرى فهذا منتهى
السذاجة ولا تليق بالمؤمن …
أن هذا التوجيه النبوي الثري وعميق المعنى ، علينا أن نأخذه على محمل الجد
نحن العراقيون ، وخاصة في ظل حكومات الاحتلال العميلة والتي مارست كل انواع التظليل والكذب والخداع والمراوغة والخيانة ، من اجل البقاء في السلطة ..
وما لعبة الانتخابات إلا واحدة من أكاذيبهم ودجلهم وخداعهم ، والتي تم كشفها من قبل العراقيين جميعا ، والواجب يتطلب منا أن نكون يقظين وواعين وفطنين ، وأن لا ننخدع بالاعيبهم ومكرهم .. فإن الكاظمي وحكومته يمارسون شتى انواع الخدع والاكاذيب
من أجل التهيأة الى الانتخابات المبكرة
والتي تم تأجيلها لمرتين ولأسباب معروفة للجميع ، انتخابات على مقاسهم فقط
وستتكررنفس الوجوه المشبوهة !!
ومن الاعيبهم المكشوفة ، فقد قررت المفوضية العليا ( المستقلة ) للانتخابات
بإلغاء الانتخابات في الخارج ولأسباب
كما ذكرت المفوضية ( فنية ومالية وصحية وقانونية ) وحرمت بذلك اكثر من ستة ملايين عراقي يعيشون في الخارج قسرا ، وهم يعلمون تماما أن هؤلاء جميعهم يساندون ثوار تشرين ( وهم يمثلون الطبقة الوسطى والأكثر فاعلية للمجتمع العراقي ، من علماء وأطباء ومهندسين واساتذة جامعات وشعراء وأدباء الخ )
فضلا عن وجود اكثر من أربعة ملايين عراقي مهجرين في داخل العراق والذين دمرت مدنهم من قبل ( الحشد الشعبي وداعش ) بالكامل وهم يعيشون في الخيام وفِي أسوء الأحوال ..
فعن اي انتخابات تتكلمون ..؟؟
علينا أن نعلم أن لا وجود للديمقراطية دون حرية ، لا وجود للديمقراطية في ظل حكومات نصبها المحتل الامريكي الإيراني على حكم العراق ، ولا ديمقراطية بوجود سلاح منفلت بيد المليشيات الموالية لإيران وعصابات مشبوه وقذرة تتحكم بمصير العراق ، ولا وجود للديمقراطية بوجود احزاب فاسدة وبرلمان فاسد تحركه ايران كما تريد …
عن أي انتخابات تتحدثون !! وتقولون انها ستكون بإشراف الامم المتحدة ، والتي لعبت دورا خبيثا اتجاه العراق وشعبه وبالأخص ممثلتهم في العراق سيئة السمعة و استفادتها المادية من خلال استغلال نفوذها . هذا وكما هو معروف أن المرجعية في النجف سبق لها أن حددت ثلاثة شروط لإجراء الانتخابات وتحت شعار ( المجرب لايجرب) ، لا انتخابات بوجود سلاح منفلت ، ولا انتخابات بوجود
مال سياسي فاسد ، ولا انتخابات بوجود تدخل خارجي !!!
وأذا أخذنا كل ذلك بنظر الاعتبار ، فلم يكن أمامنا سوى مقاطعة الانتخابات بشكل كامل، حتى لا نكون من المغفلين
ومؤمنين ساذجين ، وأن لا ننخدع بزيارة البابا ، وبعض الشخصيات العربية والاجنبية وعلى سبيل المثال ( المكالمة الافتراضية مع الملك سلمان ) كل هذه الحركات تصب لمصلحة الكاظمي وتهيئة الساحة له.
لقد لدغنا اكثر من مرة وخدعنا اكثر من مرة في الدورات السابقة.
واليوم وبعد كل ذلك ، الذي سيذهب للمشاركة في هذه الانتخابات المهزلة ، فهو مغفل أو احمق أو غبي أو هو موالي الى ايران ، وسيكون خائن لبلده العراق العظيم .. وهو ليس بعراقي على الاطلاق ،
فلتكن هذه الانتخابات إذا أجريت حاسمة لتحديد ولاء كل شخص عراقي لإيران أم الى العراق.
فعلى شباب العراق الواعي ، ثوار تشرين الأبطال وجميع العراقيين الشرفاء والقوى الوطنية العراقية ، أن يعملوا ومن هذا اليوم على توعية الشعب العراقي بمقاطعة الانتخابات جملة وتفصيلا ، لانها ستؤدي الى تدوير نفس الوجوه الموجودين في العملية السياسية، وعلينا أن لانثق بأي شخص من داخل العملية السياسية ، لأنهم جميعا عملاء مأجورين للاجنبي ، وجاءوا على ظهر الدبابات الامريكية ، واليوم يأتمرون بحكام طهران فلا طريق أمامنا سوى التوحد ، والاستمرار بثورتنا السلمية ، مظاهرات واعتصامات حتى تنهار العملية السياسية برمتها دون رجعة ، وان نتذكر حديث الرسول محمد (ص) ، لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين ، وما النصر إلا من عند الله …

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى