” لا ينبغي إجبار أحد على الاختيار بين مبادئه ومصالحه”.

سيدة أمريكية تركب دراجة هوائية لمحت موكب ترامب يمر بالقرب منها، قامت بعمل حركة
للدلالة على إعتراضها عليه.
انتشرت الصورة بشكل واسع، وتداولها ملايين الناس، للتعبير عن شجاعة المرأة وحرية التعبير في أمريكا، كانت صورة خاطفة لكنها غيرت تاريخ المرأة تمامًا!!
جولي بريسكمان “وهو اسم المرأة” ذات الخمسين عامًا وقتها والأم لطفلين، كانت مسؤولة تسويق بإحدى شركات المقاولات الخاصة التي تتعامل مع الحكومة الفيدرالية في ولاية فرجينيا.
لم تكن تتوقع رد الفعل العنيف من إدارة شركتها، حيث تم طردها بعد أن أخبرتها الإدارة أنها قد انتهكت قوانين الشركة في عدم إلحاق أي أضرار بأعمال الشركة.
رد الفعل الشعبي كان سريعاً وعميقاً، فقد تم التضامن الواسع معها توافد العديد من المواطنين على منزلها على مدار أسابيع ليعلنوا تضامنهم معها ثم تطور الأمر لتدشين حملة تطالبها بالترشح في الإنتخابات القادمة لمدينتها والتي كانت وقتها تنتخب الجمهوريين لسنوات طويلة، تم إطلاق هاشتاج خصيصًا لها لمطالبتها بالترشح.
ففي خلال أيام تم عرض العديد من الوظائف عليها من مديري شركات كبرى متعاطفين معها، ثم تطوع العديد من المحامين والجمعيات الحقوقية لإقناعها برفع دعوى قضائية ضد شركتها السابقة التي فصلتها بدون وجه حق وبالفعل رفعتها، ثم تطوع أحد المتضامنين معها بإطلاق حملة لجمع مبلغ مالي كدعم لها.
بقية الحكاية، ترشحت جولي بريسكمان وفازت بسباق الإنتخابات حيث حصلت على مقعد في مجلس مقاطعة لوودون في ولاية فرجينيا وهزمت الجمهورية سوزان فولب التي استولت على المقعد لمدة ثماني سنوات كاملة.. قالت: لا ينبغي إجبار الأمريكيين أبدًا على الاختيار بين مبادئهم ومرتباتهم”.
: ” أريد التأكيد على أن العمل لدى شركة تتعامل مع الحكومة يجب أن يوفر لك فرصًا أكبر وليس العكس”.
هل هذا هو المجتمع الحر الذي يرفض الظلم أياً كان مصدره ؟ ..
هل هذا هو بلد القانون والمؤسسات ؟..
وهل هذا هو أهم سبب لتفوق هذا المجتمع ؟
هل نحن معنيون بقراءة هذه القصة ؟
او التفاعل معها ونشرها كثقافة إجتماعية وأعراف حضارية ؟
لقد هرمنا بإنتظار هذه اللحظة، فهل بدأ الشعب بفرض إرادته واستعادة كرامته ؟
والأهم هل أدرك الديك ان المواطن ليس حبة قمح ؟!!..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى