لعبة الشهداء ورفض الحلول في الانتفاضة العراقية !

( حقيقة يجب أن تقال, هي أن المفكر الثوري حين يحلل ويخطط فيكتب فلا يجب أن يكشف عن كل نواياه في مقال واحد لسبب بسيط ,هو ,اذا ما كشف كل شيء حتى يفهم الكل فان ما يكتب ويخطط له سيفقد الحبكة ونوع الخطة اذا كان غرضها خلق اسفين معين بين فئات معينة أم تشجيع أو توريط فئة الى اخر الأسباب, و رغم ان البعض ينتقد من خلال منظوره الضيق كتاباتي فإنني أطمئِن البعض من أنني أرجوا من خلالها تحقيق غايات أسمى من الأنانية ومن الفهم المجزأ , ولأني لا أسعى لأي منصب سياسي أو يربت على كتفي أحد! فإنني أكتب لنقل لوجه الله وللوطن! .)

لتحقيق أي منفعة مطلوبة , (هل – ) يتم اختيار السلوك الإنساني على أساس توقع النتائج بعقلنة مدروسة تضع أمامها كل الظروف والمؤثرات , مقدار الخسائر والأرباح لتحقيق السعادة المنشودة والتي تمثل نهاية المنفعة للجماعات والشعوب , بحيث يكون معيار السعادة هو الصالح العام والذي على ضوئه يتم تحديد الصواب والخطأ بعيدا عن الأنانية الأخلاقية فيتوجب هنا أن يكون الاعتبار هو مصلحة الجميع بالتساوي قدر الإمكان ..لماذا قام أولئك العرب الفقراء زمن النبي الأمين (ص) بإنقاذ البشرية وشعروا انهم جاؤوا من اجل ذلك ولم تبهرهم لا الحضارة الفارسية ولا البيزنطينية ولم يشعروا بمركب النقص نتيجة تلك الفوارق ,السبب هو أن تلكما الحضارتين لم تبهرهما لانهم امنوا بقضيتهم وان الإسلام هو منقذ للبشرية وهم حملة الإسلام لذلك كانوا يعلنون انهم جاؤوا من اجل إنقاذ البشرية, وهذه هي الصفات المرجوة لدى المنتفضين في جمهورية ساحة التحرير ( التي نطلب من الأمم المتحدة الاعتراف بها اذا ما تم إنشائها وإيقاف تعاملها مع حكومات الاحتلالين الفارسي والأمريكي ) أي عدم الانبهار بما هم فعلوه و ما فعلته (البروبكاندا ) التي صاحبت انتفاضتهم والشعور بانهم سعداء يحومون فيما صنعوه و لا يعبرون هذه المرحلة , بل أنهم جاؤوا من أجل إسعاد الشعب كل الشعب ولذلك سقط الشهداء والجرحى وهذا رد على بعض المتعالين ممن تتعلق برؤوسهم الأنانية التي جعلتهم لا يصلون إلى كينونة المنتفضين الشباب وهم يصفون هذه الثورة بثورة جياع أو ثورة غير المثقفين من خريجي الابتدائية! رغم أنهم يعلمون تباين المستويات الدراسية العليا لدى قيادة الانتفاضة وهذا التباين هو الذي خلق فسيفساء تحديد شمولية الحل وعليه فلم يقتصر الأمر على تحقيق مطالب ومنافع شخصية بل بدأ الجميع يشعر انهم جاؤوا لإنقاذ البشر كل البشر في العراق على اختلاف مستوياتهم الدراسية ولتكون انتفاضتهم منبعا يستزاد منه عربيا وعالميا, ولكن هكذا هم الطابور الخامس أو المحبطين والمرجفين والمتعالين أحاديي العقول المغرورين!.

 ضمن هذه المواصفات تم اتخاذ قرار إيقاف المظاهرات في المرحلة الأولى ووفقا للواقعية النقدية نتوقع ان لا تحيد القرارات الجديدة عن ماهية المسببات التي لمسناها بدقة والتي تصف حقيقة ما حصل بين الطرفين العميل و الوطني  وصولا لتصور عقلاني يفسر تلك الحقيقة بناءً على ما أدركه العقل و منطلقا لتحديد الاشياء التي لا نحسها لانها غير حقيقية أو لم تحدث الى الان !, ولذلك بنينا كتاباتنا على شيء احسن من لا شيء من دون التحيز أو التعصب لجهة أو أعتماد رأي واحد في تفكير منغلق بل جعلناه ضمن مفهوم ثقافي للذات .فلو فرضنا إن الإيقاف الأول كان صائبا فإننا ممكن أن نحصل على استقراء  تام للمرحلة القادمة نستدل منه على خطواتنا اللاحقة, لدينا اذن اعتقاد قادنا إلى إيمان أن كل ما يأتي من المعممين وزبانيتهم عملاء ايران هو سيء بالتجربة التي لا تقبل الإعادة أو الإنكار لذلك نرفض وجودهم الدائم بيننا لكن لا بأس ليكون بعضهم مؤقتا معبرنا للساحل الآخر الأكثر بهجة _ في مقالي السابق عرضنا مقترح رفضه كثير أردنا أن يقارن .. وهو تشجيع العملاء على إعادة نصف أملاكهم أو ما سيعلنونه إلى خزينة الدولة ومغادرة العراق من غير سؤال فنكون قد أعدنا مليارات بسهولة و حكما غنيا بموارده التي ستعين الحكومة على الإبداع وبين أن نستلم حكومة مفككة فقيرة ستسعى إن استطاعت رفع دعاوي إعادة الأموال المنهوبة !( موت يحمار لمن يجيك الربيع )..

الآن يتوجب إيجاد العقلانية في هذا الإيمان الذي تحدثنا عنه أي أن ننشط التحليل الفلسفي لطبيعة المعرفة التي كونها هذا الإيمان بمدى ارتباطه بحقيقة الأمور, لو فعلنا ذلك فإننا سنصل إلى نتيجة أن جريمة استمرار أو بقاء لعبة القتل والاستشهاد مستمرة إلى ما لا نهاية هي جريمة سيكون مسؤولا عنها الطرفان: الخائن والوطني, المجرم لأنه قام بها والبريء لأنه سمح بها !!.في عام 1976 صعقنا حين علمنا أن الراحل ياسر عرفات كان قد قال نريد شهيدا عراقياً وهدفه كان لتوظيف هذه الشهادة لتحقيق هدف إعلان انه معنا الآن عراقيون يقاتلون في لبنان!. منذ ذلك وانا ضد لعبة الاستشهاد المقيتة هذه التي تحدث الآن وابغضها فلا تلوموني لأني أحاول الحفاظ على حياة الشباب.!

    (أم – ) نعيش بدوامة رفض الحلول وكثرة الآراء التي تتفق وتشجع على استمرارية لعبة الشهداء والجرحى ونقدم الأفلام واللقطات التي يمكن أن تباع في الغرب لغرابتها ولدرجة الإجرام والجديد الذي فيها من أجل توظيف النتائج التي توصل البعض للإدراك دون العقلنة , رغم أنها فاشلة بامتياز , إن كان يعتقد أنها ستؤثر على المجتمع الدولي ليدرك أكثر من الهامش أو حكومة العملاء ليعقلوا حجم الجريمة فيأتون لكم ليقولوا خلاص بارك الله فيكم أديتم ما عليكم خذوا الحكم فتغرقون في وحل الحيرة وعدم ادراك خطوات الحكم ! فتنقلب مرة أخرى الجماهير . فان الأخلاقيات هنا لن تقدم قواعد  يمكن استخدامها لتحديد سلوكيات وأولويات و قيم اجتماعية تعين العقل على تفسير حقيقة البناء المطلوب ( إنشاء حكومة قادرة على عبور اصعب مرحلة وهي الأولى ,الأساس هو أصعب ما في البناء ).

في الفلسفة الافلاطونية للواقع يقول أن الروح كانت تعيش في عالم مثالي من الأبدية! ونحن في انتفاضتنا اذا وافقتم أن اسميها هكذا, نرجوا أن نسعى لجعل هذه الروح قمة في الريادة القصوى لتحقيق شعب إسلامي مثقف متكامل محمي يمتلك من كل شيء في الوجود.

فما ستختارون ؟.. الكرة بملعبكم الان! باي باي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى