1• تزاحمت التحليلات المختلفة بعد قرار الولايات المتحدة الامريكية بالانسحاب من أفغانستان بعد احتلال دام أكثر من عشرين عاماً ذاق خلالها وقبلها الشعب الأفغاني صنوف العذاب والتشرد والقتل والاعتقال وأصبح الشعب الأفغاني من هو متعاون مع المحتل الامريكي ومن هو منخرط في صفوف حركة طالبان والتي تشكلت عقب الأحتلال السوفيتي لأفغانستان ومنهم من بقى على الحياد .
2•هناك البعض من المحللين ذهبوا الى أن الأنسحاب الأمريكي من أفغانستان جاء بعد أن لم يجد الجيش الأمريكي ضالته بعد هذه السنوات العشرين العجاف ولم يحقق ما جاء من اجله لذا آثر الانسحاب من أفغانستان مكتفياً بصناعة جيش أفغاني قادر على مواجهة حركة طالبان او غيرها حيث كان قوامة يزيد على (300000) ثلاث مئة الف مقاتل بعد عشرين عاماً من التدريب ولكن بالأخير ترك أسلحته وهرب بعد أقلاع أول طائرة تحمل جنود أمريكان وهذا يذكرنا بنفس الجيش العراقي الذي دربه الجيش الامريكي بعد الأحتلال والذي ترك أسلحته وهرب أمام أول مجموعات صغيرة من عجلات البيكب التي تحمل اشخاص من داعش الأرهابي التي دخلت من غرب المحافظات العراقيه الغربية خلال عام 2014.
3• يتوهم كثيراً من يعتقد أن الجيش الأمريكي لم يكمل مهمته في أفغانستان والدليل ان الانسحاب الامريكي من أفغانستان هو ليس وليد هذا الشهر او قبله بل هو نتيجه لمفاوضات ومباحثات ماراثونية طويلة منذ أكثر من سنة ونصف تمخض عنها توقيع اتفاقية متكاملة في جميع فصولها وآلياتها وخططها منذ يوم 29 شباط عام 2020 في دولة قطر راعية اتفاقية الانسحاب وبحضور أطراف دولية وعليه أصبح الانسحاب الامريكي انسحاباً مدبراً حسب توقيتات جدول الانسحاب وليس انسحاباً سريعاً كما يردد البعض .
3• وبذلك اليوم أنهت الولايات المتحدة حقبة من الزمن المريرة والمظلمة بعد ان أرست دعائم حركة طالبان ورسمت طريق واضح لها بقيادة البلاد نحو معركة (خشنة ) جداً مع الصين وايران وهي معركة اقتصادية بحته لأن المشروع الأمريكي في أفغانستان اليوم يقوم على مهمة وهدف مقاطعة طريق التجارة الدولي وافشال مشروع الحزام والطريق الصيني الاستراتيجي والذي يمر من خلال أفغانستان وايران ذهاباً الى اوربا .
4• اليوم اميركا ادركت ان حروبها الخارجية خاصة في أفغانستان والعراق قد كلفتها خسائر مادية وبشرية هائلة لذلك قررت اميركا ان تحارب بالإنابة واستخدام ما يسمى بأسلوب حروب الجيل الرابع الذي سبق وان أشرنا اليها في مقالات سابقه على هذا الموقع . وعليه اليوم اميركا أكملت خطتها في أفغانستان بإنشاء( غدة )ضخمة متمثله بحركة طالبان الشرسة والمتمرسة لعرقلة طريق التجارة الحيوي مشروع الحزام والطريق القادم من الصين والمار من أفغانستان الى ايران ثم الوصول الى اوربا ومنطقة الخليج ويربط اسيا بأوروبا وبنفس الوقت يربط اسيا بافريقيا عن طريق قناة السويس حيث انه طريق بري وبحري وذلك من خلال احداث مشاكل واشعال منطقة أواسط اسيا بحرب عصابات وأستنزاف او حروب واقتتال حيث ان اغلب العوامل هناك تساعد على ذلك وبالتالي قد تتحول المنطقة الى صراع بين دول وجهات مختلفه وسيكون العامل الأقتصادي والديني والطائفي والقومي الاعب الأساسي في اثارة الأقتتال والحروب المحتملة في هذه المنطقة المهمه في العالم .
5• وللتوضيح اكثر ان أفغانستان تشترك بحدود صغيرة مع الصين تحديداً في مقاطعة ( شينجيانغ) والتي يقطنها أغلبية مسلمة على المذهب السني ويطلق عليهم أسم الإيغور ومن أصول طاجاكية وهذه الطائفه المسلمه مضطهده من قبل الحكومه الصينية الوثنيه بأشد أنواع الأضطهاد ويتجاوز عددهم (13) مليون نسمه منهم مليون شخص معتقل في زنزانات الحكومه الصينية ولهذا السبب هناك احتمال ان يحصل تعاون من قبل حركة طالبان مع طائفة الإيغور المسلمه لأحداث حراك مسلح في هذا الأقليم لنيل حقوقهم وبنفس الوقت احداث مشاكل وإزعاجات واستنزاف موارد الحكومه الصينية وثم عرقلة مشروع الحزام والطريق الاستراتيجي العالمي التي تبني عليه الصين الآمال والأحلام في ثورتها الأقتصاديه العالميه القادمة والتي من خلال هذه الثورة الاقتصاديه احتمال ان تتربع الصين على كرسي العالم اقتصادياً وبالتالي سيؤثر ذلك على الاقتصاد الأمريكي ويضعف من مكانة اميركا على مستوى العالم لذلك ولهذا السبب الرئيسي الذي جعل اميركا توقع اتفاقية الانسحاب من أفغانستان وتفسح المجال لحركة طالبان ان تشعل المنطقة بحروب واقتتال له بدايه وليس له نهاية .
6• وبالتالي تأكد ان خير من يمثل هذه ( الجلطة الأقتصادية ) للصين ويلعب هذا الدور لأجهاض الأتفاقية الصينية الإيرانية وعرقلة مشروع الحزام والطريق الصيني الستراتيجي هي حركة طالبان ومسلمي الإيغور في اقليم (شينجيانغ ) الصيني .
وبالتالي التقت المصالح الامريكيه وحركة طالبان بأيجاد عدو مشترك لهما في آن واحد هما الصين ذات النفوذ الاقتصادي وايران ولاية الفقيه التوسعية والتي تصنفها حركة طالبان بالدولة الكافرة .
أذن الإجندة الامريكية اكتملت والصفقة باتت ملامحها بوضوح حيث القادم المحتمل هو الحراك الأفغاني الطالباني بأتجاة الحدود الايرانيه من جهة والحدود الصينية من جهة اخرى .
7• تحت هكذا احتمالات وتهديدات ومخاطر لا نستبعد دخول عسكري صيني الى أفغانستان لحماية المصالح الصينية في حال تم قطع الشريان الحيوي للأقتصاد الصيني او في حالة حصول وحدوث حراك ومشاكل من قبل مسلمي الإيغور في اقليم (شينجيانغ) الصيني .
[ 8• من جانب اخر هناك احتمال كبير ان تتدخل روسيا كذلك في أواسط اسيا اذا تضررت مصالحها ونفوذها وقواعدها العسكرية في الدولة المستقلة مثل طاجاكستان وأخواتها مع العرض ان غالبية سكان هذه الدول المستقلة من المسلمين السنة وعليه المنطقة مهيأة لاحتراب والتهاب وأقتتال والأيام القادمة حبلى بالمفاجئات والتداعيات .
ومن جانب اخر فأن ايران هي الأخرى سوف لن تسكت عن حقها في بناء أقتصادها وحمايته وكذلك حماية حدودها وأمنها الداخلي من اي نشاط او حراك او عمل تخريبي وايران تدرك وتعي تماماً المخاطر القادمة وخيوط اللعبة الأمريكية الجديدة والتي من خلالها تحاول اميركا استنزاف الجهد الأقتصادي الإيراني الذي هو أصلاً يعاني من مشاكل كبيرة في ظل الحصار والعقوبات الشديدة عليها .وعلينا ان لا ننسى الدور التركي الذي يمكن ان يعطى لها او تلعبه هي الأخرى في اسيا الوسطى لأسباب سياسية وتاريخية ودينيه ومذهبه وأقتصاديه
كل هذه السيناريوات المحتملة تصب في صالح الولايات المتحدة الامريكية والدول المتحالفة معها ولكن كما أشرنا فأن الصين وروسيا وايران سوف لن يبقوا مكتوفي
الأيدي لا سيما لديهم أوراق ضغط ونفوذ كثيرة ومهمه خاصةً في منطقة الشرق الأوسط الحيويه للجانب الأمريكي وحلفائها خاصةً مثل العراق وسوريا واليمن ولبنان ودول الخليج عامةً .
وأن غداً لناظره قريب .
وإلى الله ترجع الأمور .
965