أثار التحقيق الصحفي الذي نشر في الموقع الالكتروني لتلفزيون وراديو دويتشة فللة الالماني الحكومي يوم الجمعة 12 -5 -2017 والذي اعدته الصحفية الالمانية شارلوتة هاوسفيدل الكثير من التساؤلات عن اسباب تحول الاف الفرس من الايرانيين والافغان من طالبي اللجوء في المانيا من الاسلام الى المسيحية ويشير التحقيق الى ان القس غوتفريد مارتنس قام بتعميد 1200 لأجيء لوحده حيث بدا بلاجئين اثنين من ايران عام 2008 في الدائرة الكنسية التي يعمل بها في برلين ومنذ ذلك الوقت كسب القس مارتنس شهرة كبيرة وصار القداس باللغتين الالمانية والفارسية ونتيجة لتكاثر عدد المسيحيين الجدد من الايرانيين والافغان فقد اضطر للبحث عن كنسية جديدة اخرى لكي يستوعب الاعداد المتزايدة وقد تم اعداد دروس تحضيرية للتعميد تضم 250 مشارك في بعض الاحيان في حين كان عدد المشتركين في الدورات التحضيرية سابقا 30 شخص فقط ويقول القس مارتنس ان كافة الاشخاص الذين عمدهم هم لاجئون يتحدثون الفارسية وبلهجات مختلفة وقد وصل الامر بالكنيسة الى رفض طلبات تعميد 300 شخص فارسي من الافغان والايرانيين حيث أنهم يقضون ثلاثة اشهر في مزاولة الدروس التحضيرية والتعليمية وبعد ذلك يخضعون لاختبار يشرحون فيه شخصيا الاسباب التي دفعتهم الى التحول عن دينهم وبعد ذلك يتم تعميدهم والحصول على وثيقة تعميد بعد ثلاثة اشهر وقد بلغ عدد المتعمدين من الفرس في كنسية برلين فقط ثلاثة عشر الف خلال سنة 2016 فقط , اما الكنيسة الفارسية الالمانية في مدينة هامبورغ فان القس ألبرت بابيان يقول بانه ولكثرة المسيحيين الجدد من الفرس فأنه يضطر في بعض الاحيان الى تعميد جماهيري مفتوح لثمانين لاجئ في حديقة عامة في الهواء الطلق ويقول القس مارتنس أن ذلك التعميد مصحوب بمخاطر لان الاشخاص الذين يتحولون الى المسيحية انهم يواجهون الكثير من المخاطر في بلدانهم الاصلية في ايران او افغانستان لو رجعوا الى بلدانهم الاصلية ويكونون عرضة للتهديد والاضطهاد الديني وفي بعض الاحيان يواجهون عقوبة الاعدام وفي بعض الاحيان يتعرض المقيمين في المانيا والذين تحولون عن دينهم الى اعتداءات مثلما حصل في السنوات الاخيرة الى تعرض خمسة اشخاص لاعتداءات وقد يلجأ البعض لحضور قداس الكنيسة بالخفاء ويخفون صليب التعميد عن الاخرين وتلك الاعتداءات ليست جديدة ويقف ورائها مسلمون متطرفون من بلدان مختلفة وقد يتحول سوء تفاهم بسيط مع متحول دينيا الى مشاجرة عنيفة بسرعة كبيرة , يقول مصدر في الكنيسة الالمانية ان هناك زيادة هائلة في اعداد التعميد بين اللاجئين الفرس من الافغان والايرانيين من نحو سبعة عشر الف سنة 2014 الى 178,408 عام 2015 ويصل عددهم الى اضعاف تلك الارقام خلال سنة 2016 . ويقول القس مارتنس يحاول اللاجئين من الافغان والايرانيين الحصول على اللجوء ويعتقدون بان تغيير دينهم من الاسلام الى المسيحية سوف يزيد من فرص حصولهم على اللجوء في المانيا وذلك عندما يقومون بتغيير دينهم فانهم سوف يصبحون مهددين بالموت إذا ما رجعوا الى بلدانهم الاصلية ولكن في بعض الاحيان فان ذلك التحول يقلل من فرص قبولهم كلاجئين. وهذا يثبت بان التحول الى المسيحية ليس له أي علاقة بفرص الحصول على لجوء داخل المانيا وان المتحولين دينيا يقومون بذلك عن قناعة تامة وايمان راسخ.
لماذا يتحول اللاجئين الفرس من الافغان والايرانيين من الاسلام الى المسيحية؟
ان المصيبة التي اصابت الشعب الافغاني من بداية الاحتلال السوفييتي لأفغانستان والتدخل الامريكي في اخراج السوفييت من افغانستان والى هذا اليوم لهي مصيبة كبيرة قد تستمر للمئة سنة القادمة وادخلت الشعب الافغاني في نفق مظلم قد يحتاج الى سنوات للخروج منه والمعروف ان الشعب الافغاني يتكون من عدة مجموعات عرقية هي البشتون وهم 62% والطاجيك وهم 25% والهزار ( الفرس ) 10% والاوزبك وهم 7,5% والتركمان 2% والبلوش 2% أضافة الى اقليات اخرى تعيش في أفغانستان من دول الجوار منذ ازمنة بعيدة والملاحظ ان نسبة عالية من اللاجئين الافغان هم من قومية الهزار التي تتكلم الفارسية و هم مسلمون على المذهب الشيعي الأنثى عشري والمعروف ان قومية الهزار يستوطنون على الحدود الايرانية ويغلب الاعتقاد بان لجوئهم جاء تأثرا بالإيرانيين الذين يعانون من نظام حكم الملالي في طهران والفرس الافغان يختلقون قصص غير واقعية عن سبب لجوئهم الى اوروبا تروي تلك القصص حكايات غير حقيقية على انهم يتعرضون الى الاضطهاد في بلدهم وان حياتهم مهددة بالخطر في ظل وجود حركة طالبان وتنظيم القاعدة علما بان قومية الهزار وعلى الرغم من انها تمثل 10% من حيث العدد الا ان تلك الاقلية تحظى بمكانة كبير في حكم البلاد وتنظيم القاعدة بعيد جدا عنها وعلى الحدود الباكستانية وان مناطقهم أمنة وهو يلقون دعما هائلا من قبل دول حلف شمال الاطلسي الذي يحكم افغانستان من وراء الستار لذلك فانهم يغيرون دينهم الى المسيحية للحصول على حجة حقيقية تعطيهم الحماية كلاجئين لانهم متأكدون من ان اسباب اللجوء التي ادعوها واهية وغير حقيقية. وحالة الفرس الافغان مشابهة لحالة الشيعة في العراق والاكراد الذين يتوافدون بكميات كبيرة على اوروبا طلبا للجوء السياسي في حين كان من المفترض ان الاثنين هم من يحكم العراق وان مناطقهم امنة فالأكراد اقليمهم مستقل عن العراق منذ 1991 لغاية الان فاين الديمقراطية؟ وأين ثروات كردستان ولماذا توافق أوروبا على استقبالهم كلاجئين في نفس الوقت أوروبا تعتبر إقليم كردستان نموذج للديمقراطية وتقدم للإقليم المليارات منذ استقلاله الجزئي عن العراق عام 1991؟ ولماذا الاكراد مشردين حالهم حال إخوانهم الشيعة؟ والشيعة الذين يحكمون العراق منذ 2003 لماذا يهاجرون الى أوروبا بهذه الاعداد الهائلة؟ ان الواقع يقول ان كل الشعب العراقي بكل قوماته واديانه سواء في كردستان او في بقية مناطق العراق يتعرض للاضطهاد وسرقة ثرواته والمستفيد الوحيد في حكم العراق هي إيران وعدد محدود من وكلائها الذين يستوطنون المنطقة الخضراء. ومما تقدم يتبين ان الأنظمة الدينية كنظام طالبان في أفغانستان والنظام الإيراني والنظام العراقي هي التي أوصلت شعوبها الى حالة الارتداد عن الإسلام بتطرفها وانحرافها عن مبادئ الإسلام وبسبب الحروب التي خاضتها فايران التي ينتمي اليها اغلب اللاجئين تحتل العراق وسوريا وتحرض على الحرب في اليمن وتدفع ثروات ايران البلد المحاصر المنهك أصلا الى مشاريع حروب لا يستفاد منها الشعب الإيراني وقد خلق ذلك النظام فلسفة استعمارية جديدة هي الاستعمار تحت الغطاء الديني.
الموضوع الخطير في اللاجئين الفرس القادمين من إيران فلماذا يطلبون اللجوء وهم الذين يحكمون البلاد بقبضة من حديد ويضطهدون الاقليات العرقية الاخرى من الاتراك الأذربيين والعرب والبلوش والاكراد؟
من خلال دراسة الاوضاع السياسية القائمة في ايران يتبين بان ليس هناك قومية بعينها تحكم ايران وليس هناك مذهب معين يحكم ايران والحاكم الفعلي هو مجموعة متجانسة فكريا قد خلقت لنفسها فلسفة جديدة وغريبة عن الدين الاسلامي بشكل عام وغريبة عن المذهب الجعفري بشكل خاص وذلك منذ وصول الخميني للحكم بدعم غربي كامل كبديل عن الشاه الذي خرج عن سيطرة الغرب وحاول ان يستقل بنفسه وتلك الفلسفة هي فلسفة الولي الفقيه ولكي تعطي تلك العصابة لنفسها الحق في حكم البلاد بالأسلوب الذي يتماشى مع مصالحها وبدون أي اعتراض قانوني وذلك لان الولي الفقيه وحسب تلك الفلسفة الغبية هو فوق القانون ومعصوم عن الخطأ ونتيجة لتلك الفلسفة فان الشعب الايراني بكافة قوماته رافض لنظام ولاية الفقيه وخصوصا الفرس لان القائمين على تلك الفلسفة من الفرس الذين سلبتهم الزمرة الحاكمة ارثهم الحضاري والثقافي وحولتهم الى قطعان من الماشية تحكمهم باسم الدين ولذلك فأننا نلاحظ الايراني الفارسي ونتيجة لإدخال بلده في حروب وصراعات ومغامرات متعددة منذ وصول نظام الملالي للحكم الى يومنا هذا فانه غاضب على نظام الحكم وقد فقد ايمانه بالدين الاسلامي الذي يعتقد هو ان ذلك الدين هو السبب والمبرر الاكبر لجميع الكوارث التي حلت بإيران والشارع الإيراني اليوم يشبه الإسلام بالاستعمار وهذا رد الفعل الطبيعي من الناحية النفسية لذلك نرى اللاجئين الايرانيين يخرجون من الاسلام ويدخلون الى المسيحية بأعداد هائلة ليس ايمانا بالمسيحية لكن ايمانهم بان الإسلام قد أنعدم نتيجة لما لمسوه من كوارث تمت في ايران باسم الاسلام والذي مارسه نظام الملالي في ايران واستغلال الدين كأداة لاضطهاد واستغلال وسرقة ثروات الشعب الايراني ويتوقع خبراء دوليون انهيار المجتمع الإيراني بكافة قيمه الروحية والمادية والاجتماعية خلال العشرة سنوات القادمة الاخرى وذلك من خلال موجه ارتداد واسعة سوف تجتاح المجتمع الإيراني وخصوصا مع تطور وسائل الاتصال الالكترونية والمعلومات المختلفة التي تصل الى الشعب الإيراني واختلاط الشعب الايراني مع شعوب الدول الاخرى واتجاه الايرانيين الى المقارنة بين اوضاعهم الاقتصادية والمادية المزرية مقارنة مع ثرواتهم الهائلة و لتكشف المزيد من اكاذيب النظام الحاكم . وقد لوحظ ان اختلاط الايرانيين المسلمين مع غيرهم من المسلمين في دول الجوار أخذ يفند الفلسفة التي يقوم عليها النظام الايراني وهي فلسفة ( الولي الفقيه ) وقد اكتشفوا ان ليس هناك انسان معصوم من الخطأ وحتى نبي أمة الاسلام محمد (ص) قد أخطأ مرات عديدة وانزل الله قرانه عليه ليصحح له ذلك الخطأ في عدة مواضع على سبيل المثال سورة عبس عندما قال تعالى – عبس وتولى اذ جائه الاعمى الى اخر الآية الكريمة , فكيف لرجل في القرن الواحد والعشرين ان يكون معصوما من ارتكاب الاخطاء اذا كان صاحب الرسالة النبي والرسول قد اخطأ وانزل الله عليه قران يلومه ويصحح ما أخطأ به ؟
ممكن ان فكره تاليه الولي الفقيه تنطلي على الجهلة والفقراء الايرانيين لكنها لا تنطلي على ملايين الايرانيين الاخرين الذين أصبحوا على تواصل مع العالم المتحضر وحتى يقوم نظام الملالي بإيصال فكرة ان الولي الفقيه هو ممثل الاله وهو غير معصوم من الخطأ فان ذلك النظام بدا وخلال السنوات الاخيرة بترويج فكره الائمة المعصومين بشكل واسع واخذت ابواقه في داخل وخارج ايران تروج لتلك الفكرة الغريبة عن المذهب الجعفري , فكيف ان يكون هؤلاء الأئمة الأنثى عشر معصومين من الخطأ في الوقت الذي جدهم النبي محمد (ص) هو انسان عادي يأكل ويشرب وينام ويصحو ويحيا ويموت وانه غير معصوم من الخطأ وان الله تعالى قد صحح خطائه وانزل قران كريما بذلك ؟ ونحن في القرن الحادي والعشرين فكيف لنا تصديق فكرة العصمة من الخطأ في الوقت الذي رفضها الاسلام قبل 1438 عاما ؟
ان سياسة التجهيل التي يتبعها نظام الملالي في ايران وتحويل الدين الاسلامي الى مجموعة طقوس حزينة للبكاء على ال البيت والتسلي بعزف نغمة المظلومية على ال البيت في حين ان حوادث الصراع بين ال البيت وبين معارضيهم من الامويين والعباسيين قد مضت عليها دهور عديدة وانقرض طرفي الصراع ان تلك الممارسات قد حولت نظام الحكم في ايران الى نظام يعيش في الماضي في ظل حضارة بشرية متطورة وهذا ما جعل ذلك النظام اضحوكة لكافة المسلمين , فلو شاهدنا محطات التلفزة الايرانية او صنيعتها العراقية لوجدنا الموضوع الرئيسي فيها هو اللطم والبكاء والحزن على ال البيت والتحريض الغبي للمسلمين بعضهم على بعض وربط ذلك بقصص ذلك الصراع مع اختراع مجموعة لا باس بها من القصص التحريضية الطائفية في الوقت الذي قد انقرض اطراف الصراع كما اسلفت سابقا .فكيف للإنسان ان يربط نفسه بالتاريخ القديم ويحاكي ذلك التاريخ وهو يعيش في واقع مختلف كليا وزمن قد تغير الاف الخطوات
ان مستقبل الشعب الايراني وقوى وحركات التحرر فيه تدرك جيدا ان الزمن كفيل بتغيير ذلك النظام الجاهل وان كل لحظة من العلم والتنوير الذي يصل اليه الشعب الايراني ستقضي على ركن من اركان الجهل الذي يتكئ عليه نظام الملالي الجاهل.
هل سال نظام الملالي نفسه عن سبب ارتداد أكثر من ربع مليون ايراني في اوروبا عن الاسلام وتحولهم الى المسيحية؟