رغم أن أكراد العراق يعيشون في بحبوحة نوعا ما مقارنة بعرب العراق في كل أماكن تواجدهم الا انهم أيضا يعانون ويقاسون من الخلافات العنيفة المسلحة التي تجري بين قيادات الاكراد التي مكنت لهم أمريكا السيطرة على شمال العراق وسرقة ثرواته ,هؤلاء الحكام لا يختلفون بقمعهم وشراستهم ومؤامراتهم الدنيئة وسرقاتهم عن حكام المنطقة الخضراء وهم يمارسون القتل والتنكيل بخصومهم وشعبنا الكردي مغلوبا على امره لأن العوائل الكردية الحاكمة تتحرك عشائريا وتسلح نفسها و اتباعها باحدث الاسلحة فلا تقوى أي جماعة أخرى على الوقوف بوجههم وكما تتواجد ميليشيات حشدية عميلة ببقية العراق فان البيشمركة يتوزعون كقوى تؤيد أطراف الصراع الكردي الكردي . ولهذا فان المصالح المتضادة والحقد بين العوائل وانانيتهم كانت هي السبب الرئيسي في الانقلاب الاخير الذي يحدث الان في السليمانية .!
فبعد وفاة جلال طالباني اَلت الامور بعد استتباب الصراع العشائري الى لاهور الذي كان مسؤولا لجهاز مكافحة الارهاب – ولاهور هذا هو احد الابناء الستة لشيخ جنكي الذي هو الشقيق الأكبر لجلال طالباني وكان الأخير يكن له كل الأحترام ولهذا وضع ابنه الاكبر اراس مديرا وسكرتيرا له لحد وفاته ولكن زوجته هيرو وباقي اسرتها كانوا يعتبرونهم اعداء وليسوا أقرباء ولاحتى اصدقاء!.بينما جلال طالباني لم يعطي اي منصب حكومي أو حزبي لولديه بافل وقوباد وهذا القرار كان يشمل بقية اقربائه بأستثناء( شاهناز) شقيقة زوجته (هيرو) حيث كانت مسؤولة حزب الأتحاد في لندن. وتولد عداء السيدة هيرو منذ الانشقاق عن بارازاني في 1964 , أما لاهور فقد استغل موت طالباني واستلم مناصب حزبية وجهاز مكافحة الأرهاب والمخابرات( زانياري) وبات يهدد الأعضاء القدامى لانه كان بحوزته بحكم عمله الأمني افلام جنسية لأغلبهم في المقدمة / ملا بختيار( والد زوجة بافال طالباني) و شيخ جعفر قائد الكتيبة الذهبية داخل الأتحاد و نائب رئيس الأقليم في اربيل. وكون لاهور له جماهيرية واسعة من خلال جولاته و تقديم السيارات والأسلحة والمال لرؤساء العشائر والوجوه الأجتماعية. وتمكن من أبعاد الأعضاء القدامى من الحزب منهم: ملا بختيار ، عمر فتاح ، كوسرت ، اسو مامند ، قادر عزيز ، أمين بابا شيخ ، عماد أحمد ، رفعت عبدالله.. واخرون وربما لنفس الاسباب التي ذكرناها!
وبمرو الوقت أصبح يسيطر على الاجهزة الحزبية للاتحاد الوطني لذلك حصل على أكبر عدد من الاصوات في المؤتمر العام الرابع وبالنظر لقوة ابن طالباني بافل تم الاتفاق على ان يكون للحزب رئيسين اثنين هما لاهور شيخ جنكي وبافل طالباني لكن بقي لاهور هو المسيطر بالسليمانية وكان لاهور يكره مسعود البرزاني حتى انه في احدى المرات رفض دعوته التي وجهها اليه للقاء في اربيل فبدأ البرزاني يخطط للتخلص منه!فاول ما عمل هو احتواء نجلي جلال طالباني بافل وقوباد وقربهم اليه في جزء من طبخة الاطاحة بلاهور .. كان لاهور يعيش سنوات عديدة مع اسرته في ايران وبعدها استقروا في لندن وكان عمله ( عامل في احدى المطاعم) ولا أدري ما سر وظيفة المطاعم التي جلبت أمريكا معظم العاملين بهذه الوظيفة للسلطة بالعراق حتى انني فتحت مطعما خاصا بي انتظرت ان يأتي مندوب امريكي لياخذني للعراق ويسلمني منصبا وزاريا لكن لم يأتي أحد للان مما اضطرني لاغلاق المطعم!!
نعود للاهور وحاله كحال جميع المعدومين ماديا بالعراق من الذين تم تسليمهم السلطة فاحدث ذلك لوثة عقلية بدماغهم وطغت عليهم الشخصية النرجسية فاصبحوا يجمعون المال ويخزنونه دون معرفة اين سيصرفونه فاصبح يملك مليارات الدولارات . ولاهور هذا لا يختلف عن العملاء الخضر في بغداد حيث سيطر على المنافذ البرية وجمع منها اموال طائلة وكان مثقفا يجيد اللغات الكردية والفارسية والتركية والأنكليزية بطلاقة وشىء من العربية. ومن اخطائه القاتلة هو زيادة الكارهين له لكن الجميع كان يخشاه بسبب ما يمسك عليهم ويهددهم به ومنهم شيخ جعفر شيخ مصطفى عضو المكتب السياسي للاتحاد ونائب رئيس الاقليم وامر القوة الذهبية الذي اغتنم الوقت المناسب في الأسبوع الماضي فاقتحمت قواته وبقيادة نجلي جلال طالباني مسكن لاهور واخبروه ان يبقى في البيت كون هناك اجراءات حزبية سيتم اتخاذها بحقه!! وكان معهم كتاب موقع من رئيس الأقليم( نجيرفان برزاني) لعزله من المناصب الأمنية!.وقد علمنا انه في النية توجيه الاتهامات الخطيرة التالية للاهور وهي :
أولا: علاقاته مع حزب العمال الكوردستاني/ بي كي كي – ثانيا: تهريب المخدرات و المواد الممنوعة – ثاثا: جرائم قتل و اعتقال بحق المواطنين -ثالثا/: تهريب البترول -رابعا: لديه شركات وهمية مع مجموعة من المحسوبين علية و يحصلون على ملايين الدولارات يوميا. – خامسا: اتهامه بالتسبب في تدني سمعة الحزب.
على الجانب الاخر فان لاهور هذا رغم ثقافته فانه حسب ما يتهم به فانه مجرما وقاتلا لا يهمه ان يقتل العشرات بدقائق و كما يبدوا فانه التزم أمر الاقامة الجبرية لكنه لا يزال مستمرا بالأجتماعات مع عشرات المقربين منه في داره ومنذ يومين بدأت جماعته التهجم على قرار عزله وعلى نجلي طالباني وعائلة مسعود من خلال وسائل التواصل .. فهل سنرى صراعا عسكريا كبيرا على شاكلة افلام هوليوود أم ستنهي طلقة قناص حياة لاهور وتقول له شو جابك لضيعتنا ؟! وفي المقابل قامت قوات البيشمركة بمداهمة بيت احد شركاء لاهور وهو شاب بالثلاثين ووجد بحوزته نقدا مبلغا يزيد عن 45 مليون دولار تم مصادرتها .
يبقى ان نعرف ان لاهور هو ابن شيخ جنكي ( وشيخ جنكي قد توفى بشهر شباط عام 2016 وهو أخا لجلال طالباني!) فهل سينتصر لاهور واعوانه أم يتم القضاء عليهم .. ولا أجد تفسيرا منطقيالتصرفات لاهور الغير اكتراثية) حيث رغم انه نقل عنه أن (خميس خنجر ) قد اخبره ان اردوغان قد اخبره في اجتماع معه قبل اسابيع بأن ايام لاهور ونهايته قد اصبحت قريبة وبالمناسبة فان الرئيس التركي كان يمقت لاهور ويعتبره العدو رقم واحد لتركيا في العراق بسبب علاقته مع ال (بي كي كي) فهل يخفي لنا مفاجئة أم سينتهي امره و يصبح نجل جلال طالباني( بافل) رئيسا للحزب ويكون له نائبين احدهم ( شالاو كوسرت رسول علي) المرشح الاقوى واخر من الحزبيين القدماء؟.
من مفارقات حكام الاكراد أن اراس شقيق لاهور الاكبر يعمل مع برهم صالح حاليا كمستشار والجدير بالذكر هنا فان هذا ليس من مصلحة برهم صالح ولايمكن اعادة انتخابه رئيسا للمنطقة الخضراء مجددا!!, العراق كله يجلس على فوهة بركان من شماله الى جنوبه ونختم مقالنا ونقول ان ما يجري في شمالنا الحبيب عبارة عن تصفية حسابات بين الأسر الحاكمة ولا علاقة لهم بالمواطن الكردي وهمومه . ولا حول ولا قوة الا بالله.