متى نتحرر من يقودنا …. ؟

إن العقل ، ونمط التفكير العربي عموما ، والعراقي بنحو خاص ، لا زال حبيس التفكير العشائري والطائفي والقبلي المتخلف، والذي لا ينسجم مع الحداثة ، وليس لديه القدرة على التجديد والابداع والتغيير ، لذلك فإن هذا النمط من التفكير ، الذي تأطر بمرور الزمن وأصبح يمثل عادات وتقاليد المجتمعات العربية ، ومن الصعب جدا تجاوزها ، بحيث ترسخت بعقول وأفعال وسلوكيات
الأكثرية من الجيل الجديد ، والذي نأمل منه ان يتجاوز هذه الأنماط والعقول والأفكار التي ما عادت تنسجم مع واقع الحال المتمثل بالتطور العلمي – التقني الذي وصلت اليه البشرية.
ان الابتعاد عن التفكير المنطقي والعلمي واستخدام العقل بنحو يتناغم مع التطور الذي حدث ويحدث في العالم ، سيجعلنا متخلفين ، وتكون عقولنا حبيسي العادات والتقاليد العشائرية والطائفية المتخلفة. والمنطق العشائري والطائفي هو الذي جعل من الامة العربية أمة متخلفة مقارنة مع بقية الامم، التي تجاوزت عصر الظلمات واختطت مجال العلم والمنطق طريقا لهافعند اختيار أشخاص لمناصب قيادية في الدولة ، سيكون التفكير العشائري والطائفي هو السائد في اختيار هذه الشخصيات ، والشيء نفسه ينطبق على الأحزاب السياسية ، أما في الدول المتقدمة فيتم اعتماد ، الكفائة ، وامكانات الفرد القيادية التي يتمتع بها الأشخاص ، وقدراتهم على التطور والتجديد والابداع ، والاخلاص ، ومستوى إنتاجيتهم.
ولكننا نفضل الشخص الذي ينتمي للعشيرة الفلانية أو الطائفة الفلانية ، دون النظر الى كفائته وقدراته ، ولطالما نبقى حبيسي هذه العقلية وهذا المنطق ، سوف لن ولن نتمكن على الاطلاق من بناء مجتمعا ديمقراطيا حرا ، يعتمد على الكفائة والاخلاص للبلد.
الى متى سنبقى حبيسي هذه الأفكار ..؟ الى متى ستبقى العشيرة والطائفة تتحكم بنا ..؟الى متى نبقى متخلفين والحداثة سبقتنا ٥٠٠ عام ..؟
متى سنتحرر من هذه الأفكار التي لا تمت بالعلم والمنطق بصلة .. ؟
الى متى نخسر من كوادرنا العلمية والفكرية والثقافية والمؤهلة للقيادة بسبب هذه العقليات ..؟
الى متى نعتمد على قادة ومسؤولين غير مؤهلين وندعمهم
لأسباب عشائرية وطائفية وشخصية ومزاجية..؟
متى نتحرر من قيودنا ، متى ننظر للحياة بنظرة علمية ومنطقية ..؟
متى نتجاوز ذاتنا ..؟ حتى نتمكن من اختيار قادتنا ومسؤولينا ، بعيدا عن التخلف ، بعيدا عن المحسوبية ، ونختارهم بتجرد ، خدمة للعراق والامة العربية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى