كشف سياسي عراقي بارز عن وجود موقعين رئيسيين كبيرين لصناعة الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية وتجميعها في العراق.
وقال رئيس حزب الأمة العراقي مثال الآلوسي، إن “الموقعين يخضعان لإشراف فيلق القدس ومليشيات حزب الله والحشد الشعبي الإرهابية”، منتقدا صمت الحكومة العراقية عن تحركات المليشيات الإيرانية وإرهابها.
وبحسب مصادر، فقد نقلت إيران خلال الأشهر الماضية الآلاف من صواريخها وطائراتها المسيرة إلى العراق بالتعاون مع مليشيات الحشد الشعبي، خصوصا مع المليشيات الرئيسية المتمثلة بكتائب حزب الله العراق وعصائب أهل الحق وبدر والنجباء وكتائب الإمام علي والخراساني وكتائب سيد الشهداء.
وخزنت إيران هذه الصواريخ بمقار ومواقع خاضعة لسيطرة هذه المليشيات والقوات الأمنية العراقية وفي مباني المصانع المتوقفة عن العمل داخل المدن العراقية.
وافتتحت العديد من المصانع لتجميع الصواريخ وصناعتها في المدن العراقية مع إنشاء مصنعين رئيسيين في العراق لصناعة وتجميع هذه الصواريخ.
وأكد الآلوسي أن هناك موقعين رئيسيين لصناعة وتجميع الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية، ويشهدان عمليات تصنيع مكثفة؛ الأول يقع في منطقة جرف الصخر “٦٠ كيلومترا جنوب غرب بغداد”.
وأضاف أن “الثاني هو مطار النجف في محافظة النجف جنوب العراق، الذي يحتضن موقعا لصناعة وتجميع الصواريخ، وتُنقل قطع غيار الصواريخ الإيرانية إلى هذا المطار وتُجمع فيه مباشرة”.
ولفت رئيس حزب الأمة العراقي إلى أن “الهدف الإيراني من تجميع وصناعة الصواريخ في العراق هو إيهام العالم بأن هذه الصواريخ ليست لها كي لا تتحمل مسؤولية الهجمات التي تنفذ بهذه الصواريخ”.
وتابع: “تعتمد مليشيات الحشد الشعبي على مهندسي التصنيع العسكري العراقيين القدامى الذين تم اغتيال عدد كبير منهم لإخافتهم وإجبار الباقين على العمل معها لتستفيد من خبراتهم”.
وأشار إلى أن “مليشيا الحرس الثوري أخذت من هؤلاء أسرار الصواريخ العراقية وطورتها بالتعاون مع الآخرين”.
وتعتمد مليشيا الحرس الثوري على ما يستحوذ عليه الحشد الشعبي من أموال داخل العراق، تحصل عليها من ميزانية الدولة، وصفقات الفساد الكبيرة وتزييف العملات والتهريب وتجارة المخدرات والبشر وتهريب النفط والسيطرة على المنافذ الحدودية والأرصفة البحرية وعمليات غسل الأموال.
وانتقد الآلوسي ضعف وصمت الحكومة العراقية عن انتهاكات المليشيات وتجاوزاتها.
وتساءل “لماذا لم تسأل الحكومة العراقية عن أسباب إدراج وزارة الخزانة الأمريكية أشخاصا عراقيين مثل أبومهدي المهندس وشبل الزيدي وغيرهما من قادة المليشيات على قوائم الإرهاب والعقوبات الدولية بتهم صناعة الصواريخ وغسل الأموال وتهريب قطع غيار الطائرات المسيرة التي تستخدمها المليشيات التابعة لإيران في هجماتها وانتهاكات حقوق الإنسان؟ وما الأدلة التي تدين هؤلاء؟ لماذا لم تسأل الحكومة قادة هذه المليشيات عن مصدر هذه الأموال التي تستخدمها لتمويل صناعة الصواريخ والطائرات المسيرة؟”.
وأكد أن “تجاهل الحكومة العراقية هذه الاتهامات الدولية الموجهة لهؤلاء الأشخاص بمثابة تغطية على الحرس الثوري الإيراني والصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية في العراق، لذلك هي طرف وشريك في هذه الهجمات التي تشنها مليشيا الحشد الشعبي بهذه الصواريخ والطائرات في أي مكان”.
وأشار إلى أن الأمور في العراق بدأت تختلط بسبب الضعف الحكومي وتداخل سلطة المليشيات التي أصبحت أقوى من الدولة.
وتمكنت مليشيا الحشد الشعبي والأحزاب الموالية لإيران في العراق خلال السنوات الماضية من إنشاء شركات عدة لصناعة الطائرات المسيرة وصرف مبالغ طائلة من ميزانية الدولة على تطوير الصناعات الحربية وتشكيل قوة جوية بإشراف مباشر من قائد فيلق القدس الإرهابي قاسم سليماني وبالتنسيق مع مليشيا حزب الله اللبناني.