مفهوم الدولة واللادولة وهيبة الدولة

1• نعتقد وبعيداً عن التجاذبات السياسية أن مفهوم الدولة بمعناه العميق والواضح يتمثل بالأستقلال والسيادة المطلقة للدولة على جميع أراضيها ومياهها وسمائها وبالتالي الأستقلال على جميع قراراتها السيادية والتي تمس شرائح ومكونات المجتمع بأكمله .
2• أن هيبة الدولة يجب أن تكون مستقلة على جميع الصعد والجوانب سواء منها السياسية والأمنية والأقتصادية وغيرها . وأن لا تذهب هيبة الدولة الى النهب والسلب حتى أن النهب قد تجاوز الى النهب الدولي تحت لافتة قروض البنك الدولي حيث كبلت الأجيال القادمة بديون طويلة تطوق عنق الشعب الى سنوات ضوئية قادمة!؟ .
3• هيبة الدولة ياسادة يجب ان تتعامل مع مكونات الشعب بالتساوي وبمكيال ومعيار واحد وبدون أقصاء وتهميش في مؤسسات الدولة خلافاً للدستور الذي ينص على أن المواطنين متساوون بالحقوق والواجبات وعلى أساس أن هيبة الدولة من هيبة الشعب وهيبة الشعب من هيبة الدولة وكلاً يكمل الآخر .
4• هناك من يعتقد أن غياب هيبة الدولة ينحسر فقط في المظاهر المسلحة المنفلتة التي تقوم بها بعض القوى المسلحة غير المرخصة وغير المنضبطة بين الحين والآخر وهذا ينضوي في التحدي الواضح للدولة ومؤسساتها العسكرية والأمنية والقضائية بحيث جعل الدولة توصف باللادولة .
5• في الحقيقة أن تلك المظاهر والأستعراضات المسلحة غير المرخصة ما هي إلى وجه واحد من وجوه فقدان الهيبة والسيادة في الدولة بل أن هيبة الدولة المستباحة والمفقودة لها أوجه أخرى غير المظاهر المسلحة . وهذه الأوجه الأخرى قد شاركت بها مؤسسات وأحزاب وكتل سياسية ومسؤولين في الحكومة ومؤسسات الدولة .

6• عندما تشترك الحكومة مع الكتل والأحزاب السياسية في الفساد الأداري والمالي وفي سرقة مال الشعب من خلال الصفقات المريبة التي يصرح بها الوزراء والوكلاء والمدراء والخفراء والرجال والنساء والصحافة والأعلام مع شركات الفساد وغيرها فهي قد ساهمت بغياب الدولة وهيبة الدولة . وحين يطالب القادة السياسيين من الحكومة في عدم ملاحقة أبنائهم وذويهم المتهمين بالفساد المالي والتهم الأخرى من المثول أمام القضاء ولجنة مكافحة الفساد فبذلك هؤلاء القادة السياسيين قد ساهموا في غياب الدولة وهيبة الدولة .
وحين يكون لبعض الأحزاب لجان أقتصادية في مؤسسات الدولة وتمارس الأبتزاز وسرقة المال العام وعقد الصفقات والفساد في الوزارات والمؤسسات فهذه اللجان هي الأخرى قد ساهمت بغياب هيبة الدولة . وعندما تتجاوز الأجهزة الحكومية على المواطنين بشتى الوسائل والحجج وتزج بهم في السجون والمعتقلات بتهم مفبركة وكيدية تصل الى قضايا جنائية كيدية مخلة بالشرف كتهم الأنتماء الى تنظميات وعصابات ارهابية كل ذلك لغرض الأبتزاز او أحقاد أو قمع او مساومات وتصفية حسابات والتنكيل بالمواطن وكرامة المواطنين على مستوى الأفراد والأسر والعوائل الكريمة التي صانها الدستور النافذ !؟ .
لذلك اليوم تغص الحاسبات والمكاتب في أجهزة الحكومة ومؤسسات الدولة بتهم ومعلومات كيدية ما أنزل الله بها من سلطان يندى لها جبين الأنسانية وكل مواطن وأنسان بريء وشريف فهذه يا سادة أساليب قمعية لأرهاب المواطنين كما وأن البلاد تحت الاحتلال العسكري وحيث ذكر في القران الحكيم ( قالت إن الملوك إذا دخلوا قريةً أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون ) لذلك ينبغي على الحكومة ومؤسساتها بدلاً من ذلك الذهاب الى المحافظة على أمن المواطن وكرامته واستقراره من الجماعات والعصابات الأرهابية التي تسرح وتمرح على أرض البلاد الواسعة . لاسيماوأن لا وجود للدولة بدون شعب وبدون هيبة الشعب لا هيبه للدولة . وعليه كيف نريد ونطلب من الدول أن تحترم ابناء بلدنا المقيمين فيها والمسافرين اليها وهم في بلدهم الأم غير محترمين وغير مهابين !؟ .
7• عندما تقوم مؤسسات الدولة بغلق القضايا الجنائية بحق المتهمين والمدانين من كبار المسؤولين في الدولة وعندما تقوم نفس المؤسسات بتنفيذ الأحكام على المواطنين المستضعفين فهذا هو الكيل بمكيالين حتى وصل الأمر الى أصدار حكم بحق طفل قاصر سرق طير حمام وطفل اخر سرق باكيت محارم ورقية ( كلنكس ) فبذلك هذه المؤسسات قد ساهمت باللادولة وهيبة الدولة . وعندما تقوم الحكومات المتعاقبة بغض النظر عن الحسابات الختامية للموازنات العامة للدولة فقد ساهمت بغياب مليارات الدولارات خاصةً أموال المشاريع غير المنفذة والمتلكأة فهي قد ساهمت بغياب الدولة وهيبة الدولة .وعندما الحكومة تغض النظر عن مصير أموال فرق سعر برميل النفط المسجل في قانون الموازنة عما هو سعر برميل النفط الحقيقي في الأسعار العالمية اليومية وغياب الشفافية في ذلك فقد ساهمت الحكومة بغياب هيبة الدولة .
8• نقول لجميع هؤلاء المتباكين عن ضياع وفقدان هيبة الدولة أن من أضاع هيبة الدولة هي أحزابكم وكتلكم السياسية وحكوماتكم المتعاقبة . وكفى أن تقتلوا القتيل وتمشوا في جنازته .
والوطنية ايها السادة لا تتجزأ والحياء قطره وليس جره فأن لم تستحوا ففعلوا ما شئتم وأن الأمم والدول بأخلاقها أن ذهبت أخلاقهم ذهبوا وحيث وصف الله تعالى رسوله الكريم ( وإنك لعلى
خلق عظيم) لقد بلغ السيل الزبى أعيدوا حساباتكم وتجاوزوا سلبياتكم وأعيدوا للشعب حقوقه وكرامته وعزته وأمنه وأستقراره داخل بلده وأعيدوا النظر بالتهم وأوامر القبض والمعلومات الكيدية واعملوا على أصدار عفواً عاماً عن الأبرياء وتبييض السجون والمعتقلات والزنزانات من المظلومين والأبرياء وكشف الستار عن المغيبين والمخطوفين والمغدورين وتسمية الطرف الثالث الذي ارتكب الكثير من الجرائم وتعويض المواطنين المتضررين من كل أشكال الأرهاب وغيرها على مساحة الوطن عندها يكون ويصبح لا مكان للأرهاب في البلاد بكل أشكاله وألوانه وأجنداته ويعيش الجميع متساوون في الحقوق والواجبات أخوةً عرباً وكرداً وتركمان وأقليات وأخوان سنة وشيعة وهذا البلد ما نبيعه وبذلك يكون البلد وطن الجميع وحماية أمنه وسيادته مسؤولية الجميع والله يحب التوابين ويحب المتوكلين ( وإن ربك لبالمرصاد) وإلى الله ترجع الأمور .
صدق الله العلي العظيم

مقالات ذات صلة

اللواء الركن فيصل الدليمي

رئيس منظمة عين للتوثيق والعدالة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى