علينا أولا أن نتعرف على الأشخاص الذين اقترحوا هذا التعديل، وحينذاك سنرى أنهم من سقطة القوم ومن المنبوذين في المجتمع وأصلهم مشكوك فيه، فلا هم عراقيون ولا هم إيرانيون، بل هم مجموعة من الذين يمكننا أن نطلق عليهم وصفا مصريا ينطبق عليهم تماما وهو أنهم (صائعون ضائعون) ، فالصائع هو الذي لا ماضي له، والضائع هو الذي لا مستقبل له، وهؤلاء يحاولون أن يصنعوا لهم مكانة اجتماعية من رمل ويبنوها فوق مكبات القمامة، ولكن هل يمكن أن يمر مقترحهم هذا؟
في ظل عملية سياسية بالموصفات التي صممتها أمريكا للعراق بما يؤمن خطة التخادم المتبادل مع إيران، والتي ضمنت للتحالف الشيعي الحاكم، مع سنة العملية السياسية التي تتحرك بميكانيكية شائهة تريد أن تجني من ورائها المال السحت والوجاهة الجوفاء، وتيار كردي يقاتل بلا ضراوة لتحقيق طموحاته مستغلا غياب الدولة العراقية وغياب أبناء العراق الحريصين على مصيره ومستقبله، من الممكن أن يمر هذا القانون من دون أدنى رد فعل رافض حتى ولو على استحياء، فالبنادق مصوبة نحو الصدور والرؤوس والعيون، فالقلوب بلغت الحناجر وزاغت الأبصار، سيمر القانون وبأغلبية ساحقة تضاف إلى سجل (الديمقراطية العراقية) التي يحق لها أن تدرّس في جامعات العالم وتأخذ بها البرلمانات في كل دول العالم، وسيصبح القانون أمرا واقعا كما مر قانون الحشد الشيعي ليؤطر جرائم المليشيات قتلا وتهجيرا في مناطق السنّة.
ومع ذلك فإن هذا القانون قانون لاقانوني ولا أخلاقي وخالٍ من أية قيمة وطنية وخلفية تاريخية، ولا وجود لمثله حتى في أكثر البلدان احتراما لحقوق الإنسان، فالدول التي تمنح جنسيتها لرعايا دول أخرى تحرص على انتقائهم من نخب عالية التكوين، من أجل اجتذاب العقول المبدعة والخبرات النادرة والكفاءات العليا، أما من غير المتاحة لديها أو التي تمتلك منها القليل، أما في عراق الاحتلال الفارسي البغيض والذي صار ساحة لشرعة الغاب يأكل فيها القوي الضعيف، فالهدف لا هذا ولا ذاك بل هو جلب أبناء أمهات الحكام الذين تسلطوا على رقاب العراقيين نتيجة مؤامرة دولية هدفها تدمير هذا البلد واقتلاعه من جذوره التاريخية وتاريخه العربي المجيد وتهجين الاعراق فيه على نحو تختلط الأصول وتضيع الأنساب مما لا وجود له في مجتمع آخر يعتز بروح المواطنة ويحترم حقوق الوطن.
إن الهدف من طرح هذا المشروع الإيراني الهوى الشيعي التخطيط هو أن مليشيا الحقد الطائفي تسعى مما وضع تحت سلطتها من سلاح وصلاحية وأموال وبسرعة وقبل أن يستيقظ الناطور من غفوته ويضرب ضربته النجلاء ويهوي بسيفه على هامات هذه المخلوقات التي مسخها الله في الدنيا وجعل منها القردة والخنازير، وتطبق مشروعها الحقود ذي الأهداف البعيدة التي لا تقتصر على المجتمع العراقي بل هي خطة في طور التجريب لنقلها إلى الوطن العربي كله وبالتدريج وحيثما تمكنت إيران من مد أذرع اخطبوطها.
المليشيات الشيعية المليئة بأحقاد المظلومية المزعومة من القرون الماضية، ومعها الطبقة الحاكمة الفاسدة حتى قمة رأسها، وكل أطراف العملية السياسية من الشيعة والسنّة والأكراد على حد سواء شركاء في الجريمة الجديدة التي تسيطر عليها عقول عفنة تآكلت من فساد ضميرها وفسادها المالي والإداري والأخلاقي، كل هؤلاء يريدون من هذا القانون، الإجهاز على ما تبقى من النسيج الاجتماعي العراقي إن بقي فيه شيء متماسك حقا، فهم في عجلة من امرهم ويريدون جلب كل معاق في عقله وبدنه وأخلاقه وقيمه، ومنحرف ومتعاطٍ للمخدرات والأمراض النفسية والبدنية والمتسولين والرواديد، ولقد ساهم سقطة البشر في هذا المشروع اللا مشروع من أجل تغيير كامل للتركيبة السكانية للعراق.
نعم كل هذآ يحصل من أجل ترجيح كفة المكون الشيعي في العراق على المكونات الأخرى، لأنهم يعلمون علم اليقين أن كل ما بذلوه من جهود حتى الآن لم تستطع ترجح كفتهم ولن ترجحها ابدأ مهما كادوا كيدهم وقتلوا وهجّروا ومهما اغروا ضعاف النفوس من السنّة ومن عبدة الدولار والمناصب والصفقات السياسية والمالية للتحول من مذهب إلى آخر.
فالله سبحانه وتعالى هو خاذل هؤلاء المكيدين وهو الذي سيرد كيدهم إلى نحرهم مهما كان تحت أيديهم من سلطة ومال ومهما امتلكوا من إعداد في مليشياتهم التي ستهزم وتولي الدبر في أول مواجهة والتاريخ حافل بالدروس ومهما وجدوا من إسناد خارجي سواء من إيران أو أية قوة دولية أخرى فهم خائفون من العزل على الرغم من أنهم في باطلهم مدججون بكل الأسلحة الحديثة فصرخة طفل ضد مشروعهم كفيلة بهزيمتهم التي ستكون أبدية بإذن الله ونصره.
645