مليشيات الحشد الشعبي وحزب الله اللبناني متواجدة في إيران: الأسباب والدوافع

دافع “حشمت الله فلاح”، رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية والأمنية، عن وجود قوات الحشد الشعبي في إيران. وقال رداً على احتجاجات دخول مجموعات الحشد الشعبي: يخضع دخول القوات العراقية إلى أراضي إيران لقوانين البلاد وينبغي أن نرحب بالمساعدات التي تأتي من الدول المختلفة للناس، في الوقت الذي قال أحد أعضاء هذه اللجنة إنه ليس من الواضح للبرلمان ما إذا كانت السيطرة على وجود هذه القوات قد حدثت، وإذا لم يتم تقديم القضية بطريقة شفافة في تقرير الوزير، فسيتم استجوابه أمام مجلس الشورى .

من ناحية أخرى، أعلن مندوب حزب الله اللبناني في قم أن “حسن نصر الله”، الأمين العام لهذه المجموعة، دعا الشباب اللبناني وحزب الله إلى المساعدة في دعم منكوبي الفيضانات في إيران، وهناك الآن عدد كبير من الشباب اللبناني في إيران ، وذكرت تسريبات على وسائل التواصل الاجتماعي الإيراني  عن قدوم  أكثر من الف مقاتل من نخبة حزب الله اللبناني إلى إيران .

مقالات ذات صلة

واجه  وجود الحشد الشعبي والميليشيات الشيعية العراقية العديد من الاعتراضات في شبكات التواصل  وبين جماعات المعارضة في إيران، حيث اعتبروا السبب في ذلك هو قمع المواطنين الإيرانيين في حالة حدوث احتجاجات محتملة في المناطق المتضررة من الفيضانات. .

 شهدت إيران سابقاً  حدوث كوارث طبيعية في إيران، لكنها لم تكن كبيرة ولم  تُلقي بظلالها السياسية.  لكن ما الذي حدث هذه المرة وأعطي الحشد الشعبي والآن حزب الله اللبناني موضع قدم في إيران؟ .

المؤكد أن  هناك عدة أسباب تقف وراء ذلك ،  السبب الأول هو انتشار ظاهرة احتجاجات غير مسبوقة خاصة في  منطقة الأحواز  التي شهدت حالة احتجاجات صاحبه عملية قمع غير مسبوقة قامت السلطات على إثرها بفتح السدود  لقمع الاحتجاجات مع ما صاحب ذلك من كارثة انسانية غير مسبوقة بفعل السيول التي اجتاحت هذه المنطقة وغيرها ، وما لجأت إليه السلطات الإيرانية بشكل متعمد من حرمان المنطقة من تقديم المساعدة غير المناسبة ، وكذلك ما يسمى بخطط بناء السدود، وما إلى ذلك، وأعمال التطوير دون تخطيط،  السبب الثانية : خشية السلطات الإيرانية من  اندلاع حركة احتجاجات غير مسبوقة ، ما يجعل  قوات الحشد الشعبي ومليشيا حزب الله  يدها مفتوحة أكثر ومستعدة للتعامل مع الاحتجاجات المحتملة. وأما السبب الثالث ، فيتمثل  بإدراج الحرس الثوري على  قائمة الجماعات الإرهابية من قبل الحكومة الأمريكية.  ويبدو أن الحرس الثوري قد يرغب في السماح لميليشيات الحلفاء بدخول هذه القوات شبه العسكرية الحليفة  إلى أراضيه لتحقيق جملة من الأهداف يأتي في مقدمتها رفع مستوى التعاون والجاهزية لهذه القوات ، و تحت هذه الحجة  سيتم زيادة قوتها ، وتدريبها على أسلحة نوعية جديدة تمهيداً للمواجهة مع واشنطن ودول المنطقة ، ومن ثم  إعادة انتشارها في البلدان المجاورة بشكل طبيعي، بحيث يكونوا  ورقة رابحة للقوات العسكرية الإيرانية ، ويأتمرون بقرارات الحرس الثوري .

أما السبب الرابع لجلب هذه المليشيات إلى الأراضي الإيرانية ، حيث تريد إيران الآن أن  ترسل الرسائل السياسية التي يراد توجيهها  إلى العديد من الدول بأن  لديها حلفاء إقليميين قادرين على مواجهة واشنطن في أية لحظة  أخرى تريد إيران توجيهها إلى بلدان أخرى في المنطقة؟ ، لأن جلب مليشيا الحشد الشعبي وحزب الله أحد أبرز أدوات إيران هي قضية  مثيرة للشكوك في هذا التوقيت بالذات ، لأن مساعدة الدول الأخرى المنكوبة  تكون عادةً لبلد متأثر بالكوارث الطبيعية، عبر الهلال الأحمر، أو إذا لم تكن دولة مسلمة، فستكون عن طريق الصليب الأحمر وأخيراً وكالات الإغاثة. وليس  استخدام القوات شبه العسكرية على وجه التحديد.

، لأن العراق لديه بالتأكيد الهلال الأحمر، ويمكن أن تأتي نفس المساعدة من الهلال الأحمر بدلا من الحشد الشعبي ، والتي تزعم إيران أن المساعدات التي تقدمها قوات الحشد الشعبي. في الوقت الذي  تصر إيران على أن المساعدات من الحشد الشعبي وليست من الهلال الأحمر، في رأيي إنها تريد أرسال رسالة مفادها أن إيران لديها هذه الدرجة من التكامل التنظيمي مع قوات الميليشيات هذه التي يمكنها أن تحضر في أي وقت وتحشدها ضد أعدائها وخصومها .

بموازاة ذلك ما مدى واقعية مخاوف العرب الأحوازيين والمعارضة الإيرانية من جلب الحشد الشعبي ومليشيا حزب الله إلى إيران  ؟ في الواقع لازالت الذاكرة الشعبية الإيرانية تستحضر دور مليشيا حزب الله في قمع  احتجاجات الحركة الخضراء  في العام 2009 م ودورها  آنذاك  في قمع المحتجين، فوجود قوات الحشد الشعبي أو حزب الله في الأحواز العربية ، حيث شعبها الذي  يتحدث العربية،  ففي نهاية المطاف بالنظر إلى حقيقة أن المليشيات ليس لديهم جذور في هذه المناطق، فمن الأسهل بالنسبة لهم أن  لا يتحذوا أوامر  الحرس الثوري للقضاء على الحركة وقمع المتظاهرين بشكل دموي .

وفي الوقت نفسه، قام إنستغرام بحظر عدد من حسابات المستخدمين المنسوبة إلى الحرس الثوري وقوات الباسيج وبعض قادة الحرس الثوري. حيث تم تنفيذ هذا  الإجراء يوم الاثنين الماضي ، عندما تم إدراج اسم الحرس الثوري رسميًا في قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية في الولايات المتحدة.

حسابات المستخدمين الرسمية أو المنسوبة إلى “قاسم سليماني”، “محمد باقر قاليباف”، “موسى كمالي”، “محمد حسين باقري” و”عزت الله ضرغامي”، كانت من ضمن الصفحات التي شملها الحظر. وفي الوقت نفسه، تم سحب جنسية 138 مواطنًا بحرينيًا من قبل المحكمة بتهمة علاقتهم بالحرس الثوري الإيراني. جريمتهم الأخرى هي تورطهم في تأسيس جماعة إرهابية، حيث  حكمت المحكمة العامة للمدعي العام في البحرين على الأفراد بالسجن لمدة ثلاث سنوات أثناء تجريدهم جنسيتهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى