حكومات الاحتلال لن تدرك أهمية
رعاية القطاع الصحي للبلد ، ولن تدرك أن مؤشر التعليم والصحة والدخل ، من مؤشرات ، التي تعتمد لقياس التنمية البشرية ، التي تعتمدها منظمة البرنامج الانمائي للأمم المتحدة لقياس التنمية البشرية ، وتحدد مستوى تطور البلدان ، وكلما تم الاهتمام بالقطاع الصحي فأن ذلك سيؤثر على أرتفاع متوسط عمر الانسان ، وزيادة أنتاجية العمل ، ولن تدرك أهمية الانسان ودوره كوسيلة وهدف لأي خطة تنموية.
إن واقع الحال في العراق ، ومنذ سنة ٢٠٠٣ ولحد الان ، أهمل القطاع الصحي للبلد بنحو خطير جدا ، بالاضافة الى التدمير الكبير الذي أصاب البنى التحتية الطبية ، خلال الغزو الامريكي ، وتدمير الكثير من المستشفيات ، والاجهزة الطبية ، التي فيها. وما خلفته قوات الاحتلال من تدمير ، شبه كامل ، للقطاع الصحي ، زادت حكومات الاحتلال الطين بلة بأهمالها هذا القطاع وجعلته متخلفا لا يواكب التطور الذي حصل في العالم.
والمليشيات الإيرانية هي الاخرى ، لعبت دورا حقيرا في ملاحقة أطباء العراق ، وتم أغتيال عديد كبير من الأطباء المعروفين عالميا بأمكاناتهم العلمية ، واعتدت على البقية بحيث هاجر العراق آلاف من الكوادر الطبية العراقية. وأصبح البلد خاليا منها.
إن الوضع الصحي المأساوي ، الذي يعيشه الشعب العراقي بسبب انهيار المنظومة الصحية في العراق وبالأخص عند تسلم جماعة الصدر ، المتخلفين عقليا وعلميا ، وزارة الصحة وتفشي الفساد المالي والاداري فيها مما زاد في الطين بلة.وظهر للعيان بعد تفشي فايروس كورونا ، عدم تمكن المنظومة الصحية من أستيعاب المصابين،
مما زاد من عديد الوفيات ، الذي بلغ بالالاف ، ولم تعلنها وسائل الاعلام.
يقول الدكتور علاء العلوان وزير الصحة السابق إن واقع القطاع الصحي في العراق تدنى مستواها
الى درجة خطيرة جدا وللأسباب الآتية :
- تدمير الكثير من المستشفيات والمراكز الصحية.
- أغتيال عديد من الأطباء مما أدى الى هجرة الأكثرية منهم الى خارج العراق. بسبب الوضع الأمني ، وعزوف الأكثرية عن العمل.
- رفع مجانية العلاج في المؤسسات الحكومية الذي كان معمول به قبل ٢٠٠٣
- أصبح لكل ١٠٠ الف مواطن سرير واحد.
- إنتشار أكثر من ٣٩ مرضا في البلاد
- شيوع الفساد المالي والاداري
- التلوث الذي حدث في البيئة.
هذا اذا علمنا أن مخصصات القطاع الصحي في الميزانية العامة للدولة ، يعطينا تماما مدى أهتمام الدولة بهذا القطاع المهم والحيوي. ففي العراق بلغ واحد بالمئة من الناتج المحل الاجمالي ، وهي تخصيصات هزيلة جدا مقارنة بالأردن ٣،٦ بالمئة ولبنان ٣،٨ بالمئة وإيران ٤،١ بالمئة. وبلغ عديد المراكز الصحية ٢٧٦٥ مركزا صحيا وهذا يشكل ٧،٢ مركز صحي لكل ١٠٠ الف نسمة ، والعراق يحتاج بالاضافة الى ذلك الى ٣٠٠ الف مركز صحي. أما عديد المستشفيات فبلغ ٢٨١ مستشفى وهذا يعني ٠،٧ مستشفى لكل ١٠٠ الف نسمة ، وهي نسبة قليلة جدا ، فضلا عن النقص الكبير جدا بالأدوية المنقذة للحياة. وإنعدام بقية الخدمات كالكهرباء والماء الصالح للشرب والصرف الصحي ، وبقية الخدمات الضرورية للحياة.
الأدهى من ذلك ان خريجي كليات الطب في العراق ، التي كانت تخرج أفضل الأطباء للعراق وللوطن العربي ، أصبحت تخرج أميين لا يعرفون قياس ضغط المريض ، ولا زرقه إبرة ، بسبب تدخل المليشيات في القبول فيها
والمحسوبيات والمنسوبيات وترشيحات احزاب السلطة الى هذه الكليات بعض النظر عن كفاءاتهم.أن هذا الوضع المخيف الذي يعاني منه شعب العراقي ، جعل متوسط عمر الانسان يتراجع بصفة كبيرة جدا. كما أن البطالة في العراق أرتفعت الى أكثر من ٥٠ بالمئة ، وأنخفض دخل الفرد ، مما أدى الى زيادة درجة الفقر في العراق حيث وصلت الى أكثر من ٦٠ بالمئة من الشعب العراقي لن يتعدى دخله ٣ دولارات في اليوم الواحد.
أن ثورة تشرين الشبابية المباركة دفعت الشباب الى مواجهة رصاص الغدر والخيانة من المليشيات الإيرانية ، ووصل عديد جرحاهم الى أكثر من ٢٥ الف جريح ، ولم تتوفر الإسعافات الكافية لمعالجتهم ، مما اضطروا الاعتماد على إمكاناتهم الذاتية من أطباء وطبيبات وممرضين وممرضات ، أسهموا بمعالجة هؤلاء الأبطال ، الذين يدافعون عن بلدهم وتحريره من هؤلاء السراق المحتالين العملاء والخونة.
نحن أمام كارثة صحية حقيقية ، أدت الى زيادة عديد الوفيات ، بسبب غدر المليشيات ، وكورونا ، وتدهور المنظومة الصحية للبلد.