من السائد والمتفق عليه دوليا ان يحترم السفير الاجنبي المنتدب الى دولة ما مكانته الدبلوماسية ومكانة بلاده فيلتزم بتعليمات وزارة الخارجية في ذلك البلد والتي تحدد حركة ونشاطات السفراء والدبلوماسيين الاجانب المعتمدين لديها ، وعلى سبيل المثال ..اذا مااراد دبلوماسيا تجاوز حدود العاصمة بمسافة كيلو مترات معدودة عليه ان يقدم طلبا لوزارة الخارجية والتي بدورها تعلم جهاز المخابرات لغرض مراقبة حركته ونشاطه عن بعد للوقوف على الهدف من وراء تلك الجولة ضمانا لامن البلد وسيادته ..
اسوق هذه المقدمة بعد ان بدا واضحا ان اللعب الايراني في العراق اصبح على المكشوف ، بل وبأستهتار منقطع النظير ودون اية مراعاة للقوانين الدولية التي لاتجيز لدولة جارة ان تتدخل في شؤون الدول المجاورة لها او غيرها ، ومن هنا يأتي تجوال السفير الايراني في العراق دون مبالاة لأي كان مع اهانة كبيرة لكل العراقيين وبالذات الرافضين للتواجد الايراني في بلادنا .
بالامس ذهب السفير الايراني المتحكم بأمر القائمين على السلطة بالذهاب الى مدينة سامراء وترأس اجتماعا يضم مجلسها المحلي والقيادات الامنية ليشرف على وضع اللمسات الاخيرة لتحويل قضاء سامراء الى محافظة ويتصرف كأنه رئيسا للوزراء او وزيرا لداخلية العراق ، ومن بعدها يقوم بجولة تفقدية للمدينة يتجول فيها متبخترا امام انظار ابناء المدينة المستهجنين لهذه التصرفات .
وبطبيعة الحال فان الجميع يعرف ان الرغبة الايرانية القوية في جعل سامراء محافظة تضم الدجيل وبلد وبعض النواحي المرتبطة اداريا بمحافظتي بغداد وصلاح الدين ، تأتي ضمن عملية التغيير الديمغرافي الطائفي المقيت لتجعل المنطقة خاصة بطيف مذهبي واحد بدلا من ان تبقى تحتضن كل اطياف المجتمع العراقي ، وهذه بحد ذاتها جريمة ترتكب بحق العراق وابناءه ..
وغير ذلك ، يظهر سعادة السفير مرة اخرى بمشهد يثبت عدم اكتراثه بأحد حين يقوم بزيارة كلية الدفاع الوطني ، حيث تنقل لنا الكاميرا جلوسه على كرسي عميد الكلية وهو يدون ملاحظاته كما لو انه رئيس الوزراء ، بينما يقف قائد الكلية وعدد من ضباطها واخرين ايرانيين يرتدون الزي المدني بوقفة تقترب من حركة الاستعداد .. !!
لاشك ان من يقرأ هذه المشاهد لحركة السفيه وليس السفير الايراني ( ايرج مسجدي ) يشعر بالاستفزاز والارتياب مما يريد ان يصنعه هذا الرجل في بلادنا ويتساءل ..اين اذن الحكومة العراقية وماهو رد فعلها ؟؟
علينا القول ان القائمين على السلطة في بغداد قد غرقوا في وحل الدونية ولم يعد شيئا يخجلهم وان احساسهم بالعار من ذاتهم قد فقدوه تماما وهذا هو الادق ، ولا اقول انهم غاصوا في الخيانة لان من ينتمي لوطنه ويغدر بها يصبح وفقا للاعراف خائنا ، اما هولاء فليس لديهم اي انتماء للعراق لامن قريب ولامن بعيد .. ولا رجاء لاحد بهم جميعا وبدون استثناء .