من مفاتيح الجنة .. الى مفاتيح السلطة !

يفترض ان اقول ( ايرانيون بجنسية عراقية ) وذلك جدا صحيح ، ولكني اريد ان اقول الان ( عراقيون بهوية ايرانية ) .. ومااريد الوصول اليه هو حتى تكون عراقيا محترما من قبل السلطة ولكي تحصل على حقوقك وحقوق اخرى اضافية مجانية ، ولكي تكون انت وممتلكاتك محميا بأحسن شكل عليك ان تحمل في عقلك هوية ايرانية بالتصرف والسلوك .. اي بمعنى ان يكون لديك ولاء  “لبلادنا ايران” ونظامها ..!

وبطبيعة الحال فان هذا المنطق مرفوض من قبلك بالمطلق ، ولكن السطة في المنطقة الخضراء وماحولها تريد ذلك ، وهذا ماتلقفه الكثيرون من الطبقة السياسية وهو ماعملوا عليه حتى صاروا ايرانيون اكثر من الايرانيين انفسهم ..

مقالات ذات صلة
هادي العامري – زعيم تحالف البناء

وهناك تساؤل مهم للغاية نصيغه بالشكل التالي .. لو نظرنا مثلا الى هادي العامري وابو مهدي المهندس وغيرهم من الذين عاشوا وترعرعوا في الحضن الايراني فيمكن ان نعتبر موالاتهم وحماسهم غير الاعتيادي لايران امرا بديهيا وطبيعيا .. ولكن ماذا عن اولئك الذين التحقوا بركب السلطة ولاعلاقة لهم بايران من قبل واصبحوا الان يقدسون تلك البلاد ويقبلون اقدام نظامها  ؟

ـ واذا ما امنا بأن بيت الله الحرام هو في مكة فلماذا الحج الى طهران ؟

ـ ولماذا كل هؤلاء ـ واقصد السياسيين الجدد ـ يقومون بزيارة السفير الايراني قبل تنصيبهم برئاسة الجمهورية او رئاسة البرلمان قبيل واثناء الانتخابات وبعدها ايضا ؟

من المؤكد ان الامر واضح ولايحتاج الى كثير من الشرح والاطالة ، فمفاتيح ابواب المكاتب الوزارية والوظائف المهمة والرئيسية موجودة في طهران وليست في بغداد ، ومن يريد ان يحصل على مفتاح حظه لابد له من الحج الى هناك ، او ان يتسكع ذليلا امام السفارة الايرانية في كرادة مريم حتى تفتح ابوابها لتسهل له عملية سفره الميمون الى خارج الحدود الورقية ..

ـ ولكن ماذا عن عباد الله العراقيين العاديين ابناء البلد المسلوبة حقوقهم والمغتصبة مشروعيتهم ، هل عليهم هم ايضا ان يفعلوا نفس الشيء ؟

حرق القنصلية الايرانية – تظاهرات البصرة 2018

ـ ومانتائج موقفهم الرافض بالولاء لايران واي صيغة من صيغ التبعية  ؟

ـ هل تبقى حقوقهم مهدورة ويزدادون كل يوم ظلما وقهرا ؟

ـ واذا كان الامر كذلك ، فكيف هو مع يتحدى الطغيان ويكسر القيود فينزع صور الالهة من الشوارع ويحرقها ، او يخترق اسوار قنصليتهم ويحرقها مثلما جرى في ثورة البصرة التاريخية  العظيمة ؟

بلا شك ان الموت سيطارده ، لكن احرار العراق فعلوها ولم يرتضوا الخنوع والاستسلام ، وسيفعلوها مرة اخرى واخرى لان الظلم كلما ازدادت مساحته وعمقه يكون رد الفعل عليه اعنف واقوى ..

وان غدا لناظره قريب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى