من يقرر مصير التواجد العسكري الأمريكي في العراق

انشغل الرأي العام العراقي بمستقبل ومصيرالتواجد العسكري الأمريكي بالعراق ليعود من جديد الى الواجهة يالتزامن مع حراك نيابي لتشريع قانون ينهي هذا الوجود
وياتي هذا الانشغال مع تفاقم الازمة السياسية ويزيدها تعقيدا خصوصا تباين مواقف القوى السياسية بشأن الوجود الأمريكي وسط تزايد ضغوط ممثلي الحشد الشعبي في البرلمان لانهاءه

وبالتوازي مع الحراك العراقي بشأن الوجود الأمريكي يواصل اركان الإدارة الامريكية في مقدمتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترمب التأكيد على بقاء القوات الامريكية بالبلاد طالما اقتضت الحاجة للمساعدة من اجل تحقيق الاستقرار في المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة تنظيم داعش وأيضا مراقبة ايران ونشاطها في المنطقة

مقالات ذات صلة

وعلى الرغم من أن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما أمر بانسحاب معظم القوات الأمريكية نهاية عام 2011، لكنهم عادوا مرة أخرى إلى العراق بذريعة محاربة تنظيم /داعش/على شكل تحالف دولي تقوده أمريكا ضد التنظيم.

و أهم الذرائع التي تتذرع بها الولايات المتحدة لوجودها العسكري في العراق، والتي تم على أساسها إبرام الاتفاق الأمني مع بغداد، تتلخص في ثلاثة محاور هي: أولاً، التهديد الذي تشكله الجماعات الإرهابية. ثانياً، تدريب القوات العراقية. ثالثاً، حتى لا يؤدي فراغ الوجود الأمريكي في الساحة العراقية إلى استئناف الأزمات الطائفية في العراق
ويسود الاعتقاد على نطاق واسع ان تصاعد الدعوات لانهاء الوجود الأمريكي في العراق هو بسبب الضغط الإيراني على حلفائها بالبرلمان والحكومة وارتباطه بالصراع الأمريكي الإيراني
وهو الامر الذي حذرت منه قوى سياسية من تحول العراق الى ساحة صراع امريكي إيراني
وما اثار تصاعد الدعوات لانهاء الوجود الأمريكي بالعراق هو تصاعد الخلاف بين واشنطن وطهران تزامن مع تجوال قوات أمريكية بوضع قتالي في الانبار والفلوجة ووسط بغداد وامام مقرات مسلحي الحشد الشعبي المتواجدين في تلك الأماكن
ومايشير الى تصميم الإدارة الامريكية على بقاء قواتها في العراق هو الاتفاقية الأمنية المبرمة مع بغداد التي اتاحت بانشاء عدة قواعد عسكرية في سنجار، وأخرى في منطقتي أتروش والحرير، إضافة إلى قاعدتين في حلبجة بمحافظة السليمانية والتون كوبري في كركوك
فيما اتخذت القوات الأمريكية قاعدتي “عين الأسد” في قضاء البغدادي و”الحبانية” في الأنبار كقاعدتين عسكريتين

وفي محافظة صلاح الدين، تتخذ واشنطن قاعدة بلد الجوية مقرا لها للتحكم بطلعات طائرات “إف 16 أما في معسكر التاجي شمال بغداد، فتوجد قوة أمريكية قتالية
واستنادا الى ماتقدم فان الوجود العسكري الأمريكي ومصيره في العراق هو الشغل الشاغل للطبقة السياسية وكيفية التعاطي مع تداعياته المستقبلية خصوصا ان هذه القضية أصبحت قضية سياسية تقدمت على سواها من قضايا وارتبطت بشكل مباشر بمسار الصراع بين أمريكا وايران
ومايعزز هذا الاعتقاد تهديد قيادات في الحشد الشعبي بمقاومة الوجود الأمريكي حتى بالسلاح لاجباره على الرحيل في وقت بدت حكومة عادل عبد المهدي عاجزة عن اتخاذ أي موقف واضح وصريح من تفاعلات هذه القضية اللهم الا من تصريحات تتحدث عن سيادة العراق وقراره المستقل والنأي من دخول العراق بأتون صراعات خارجية

ان الأيام المقبلة مع تصاعد حدة الخلاف الأمريكي الإيراني قد تحمل معها مفاجئات قد تعيد رسم خارطة التحالفات السياسية من جديد واتضاح مواقف اطراف الطبقة السياسية من هذه القضية على ضوء مستجدات الموقف الامريكي من ايران وانعكاسه على ميزان القوى في داخل العراق

احمد صبري

a_ahmed213@yahoo.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى