استوقفني المشهد الذي اداه منسق السياسات الاستراتيجية في مجلس الامن القومي الامريكي ، السيد جون ديربي وهو يذرف دموع التماسيح على قتلى الكيان الصهيوني ، متجاهلا قتلى الشعب العربي
في فلسطين منذ عام ١٩٤٨ ولحد هذا اليوم .
وما مارسته عصابات الكيان الصهيونى وجيشها المجرم بحق الشعب الفلسطيني
والامعان بقتل اطفال ونساء وشيوخ فلسطين وزج الشباب في سجونهم المظلمة
ويمارسون معهم ابشع انواع التعذيب والتمييز العنصري ، وابشع انواع الاضطهاد .
تناسى السيد ( كيربي) الماسوني الانتماء مافعلوه في العراق عندما تم غزوه من قبل قوات بلاده واغتالت قيادته الوطنية وقائده
الشجاع ودمرت البلد وقتلت اكثر من مليوني عراقي بدم بارد ، وبررت غزوها بجملة من الاكاذيب والادعاءات ، وفعلت ذلك دون موافقة مجلس الامن متجاوزين كل القوانين والاعراف الدولية واعتراض شامل من قبل شعوب العالم ، و ماذا فعلت
امريكا في افغانستان وفي سوريا ولبنان واليمن وماذا فعلت اوربا بليبيا ، وادخلت المنطقة في صراعات راح ضحيتها ملايين من البشر ، وتفعل الشيء نفسه في اوكرانيا
ولن يذرف السيد ( كيربي ) الماسوني على كل هؤلاء الضحايا دمعة واحدة .
ان مثل هذه المسرحيات والاكاذيب وسياسة الكيل بمكيالين لن تنطلي بعد اليوم على احد
فاصبح كذبكم والاعيبكم وتمثيلياتكم لا احدا يصدقها .
لقد صدعتم رؤوسنا بشعاراتكم الديمقراطية
وحقوق الانسان ، واليوم اكتشفنا بما لا يقبل الشك ، اننا نعيش وسط كذبة كبيرة جدا اسمها ( الديمقراطية وحقوق الانسان ) ، والتي لا وجود لها في عقول هؤلاء القتلة ،
فهم لا يمارسونها على الاطلاق الا في حدود
ما يخدم مصالحهم الذاتية ، والا كيف نفسر
ضرب هيروشيما وناكازاكي بالقنابل الذرية
وكيف نفسر ملاحقة القادة الوطنيون في جميع انحاء العالم ، وكذلك غزو العراق ، واليوم يمارس الكيان الصهيوني وكعادته
ابشع صورة من صور الابادة الجماعية، من خلال القصف الجوي المستمر من اجل تدمير غزة وتهجير اهلها ، وقامت حكومة الصهاينة بفرض حصار شامل على غزة ومنعت عنها الماء والكهرباء والغذاء ، واطبقت على المدينة التي يسكنها اكثر من (٢،٢) مليون نسمة ، فأين الديمقراطية وحقوق الانسان ، اين ذلك واوربا العجوز التابعة للماسونية العالمية تمنع التظاهر
نصرة لفلسطين وتعلن دون خجل ستعاقب بالسجن كل من يتظاهر او يحمل ما يشير الى فلسطين ، اين ( ديمقراطيتكم وحقوق الانسان ) التي تتبجحون بها ؟ هذه اوربا الانتهازية والتابعة لسياسات امريكا والحكومة العميقة تصطف اليوم مع الكيان الصهيوني وتدعمه بكل قوة ، وسياتي اليوم الذي تدفع ثمن موقفها الانتهازي من القضية الفلسطينية .
إذن اين المنظمات الدولية ومنظمات حقوق الانسان من حصار غزة والمنافي لجميع القرارات والقوانين الدولية المعمول بها اثناء الحروب . ولكن كما معروف ، ان الكيان الصهيوني لا يخضع للقرارات والقوانين الدولية بسبب الدعم الامحدود
الذي يناله
من قبل امريكا واوربا والعملاء من العرب .
اليس نحن شعوب العالم ، نعيش وسط كذبة كبيرة اسمها ( ديمقراطية وحقوق الانسان ) ، اليس نحن شعوب العالم مخدوعين بهذه السياسات الميكيافيلية التي تمارسها الحكومة العميقة بقيادة الماسونية العالمية وادواتها .
نحن كنا ولا زلنا مخدوعين بهذه الشعارات الزائفة التي تتشدق بها امريكا واوربا ، والتي تروج لها وسائل الاعلام التي تقودها شركة ( بلاك روك ) الماسونية والتي تتدخل في التفاصيل الدقيقة للاخبار كما يفعلون الان مع المقاومين من ابطال غزة وتشويه سمعتهم والصاق التهم الباطلة بهم والذين هم يمارسونها ضد شعبنا في غزة .
اين الديمقراطية وحقوق الانسان والكيان الصهيوني وقادته يصرحون ويدعون اهالي غزة الى ترك بلدهم والتوجه الى مصر العروبة ، واجبارهم على ذلك من خلال القصف المستمر والغير مسبوق وكذلك من خلال فرض حصارهم الخبيث
ومنع عنهم الماء والكهرباء والغذاء بحيث اصبحت غزة تواجه كارثة انسانية وصحية
قل مثيلها .
اين انت يا ( سيد كيربي ) من هذه المجزرة الانسانية والتي لا مثيل لها ، وانصحك ان تحتفظ بدموعك للزمن القادم .