سلط موقع “ديبكا” الإسرائيلي، الضوء على الزيارة الأخيرة للرئيس الإيراني حسن روحاني، إلى العراق، مبينا أن الغرض الرئيسي منها هو تسخير البنوك العراقية كآلية رئيسية لطهران لتجاوز العقوبات الأميركية على مبيعاتها النفطية.
وأوضح الموقع في تقرير له نشر الأسبوع الماضي، ان الرئيس الإيراني حسن روحاني، حاول خلال زيارته إلى بغداد إضفاء الطابع الرسمي على صفقة تجاوز العقوبات الأميركية والتي كانت قيد المناقشة منذ أكثر من شهر بين طهران ورئيس الوزراء عادل عبد المهدي.
واضاف ان “الجانبين اتفقا من حيث المبدأ على إنشاء آلية لتمكين عملاء إيران الأجانب من شراء النفط والغاز، في تحد لعقوبات الرئيس الأميركي دونالد ترمب، من خلال تسجيل المعاملات كمشتريات للنفط العراقي، حيث يتم إيداع المبلغ في البنوك العراقية في بغداد والبصرة، ثم يتم تحويله بهدوء باليورو إلى البنوك في طهران”.
وأشار إلى ان “رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، لا يتوقع من إدارة ترمب، أن تنزعج من هذه الحيل، وذلك لكونه يتعرض لضغط هائل من إيران والميليشيات الشيعية العراقية تحت قيادة قائد القدس الجنرال قاسم سليماني، وذلك بخصوص حسم تواجد القوات الأميركية وانسحابها من العراق”.
وكشف التقرير ان “عبد المهدي يعتقد أنه يضغط على واشنطن ويهددها لإخضاعها لضغوط إيران، وذلك حين يطلب من الجنود الأميركيين البالغ عددهم 5200 جندي أن يحزموا ويتركوا قواعدهم في العراق، في حال قامت الولايات المتحدة باتخاذ إجراءات ضد البنوك العراقية التي تتواطأ في خرق العقوبات الأميركية الموجهة ضد ايران”.
وتابع ان هذا الأمر من شأنه أن يقوض إستراتيجية إدارة ترمب، في الشرق الأوسط والخليج، وعليه فان على الولايات المتحدة ان تمنح دعما ماليا وعسكريا كبيرا لبغداد لتحجيم دور طهران من فرض نفوذ يهيمن على العراق.
وبين الموقع الاسرائيلي، ان “الصفقة اعدت في 6 شباط الماضي، حين توصل محافظ البنك المركزي العراقي علي محسن العلاق ونظيره الإيراني عبد الناصر همت إلى اتفاق من حيث المبدأ ، واتمت الصفقة خلال زيارة روحاني، إلى بغداد برفقة وزير الخارجية محمد جواد ظريف ووزير النفط بيجان زنكنة، والتي استغرقت ثلاثة أيام.
كما أكد التقرير ان “واشنطن نبهت حكومة عبدالمهدي من التواطؤ مع طهران للتغلب على العقوبات الأميركية ضد إيران، وتمثل ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه وزير الخارجية مايك بومبيو برئيس الوزراء العراقي في الثامن من آذار الجاري، حذر فيه من استمرار البنوك العراقية بخرق العقوبات على طهران، مؤكدا ان الولايات المتحدة سوف تمنع وصول إيران إلى الأسواق المالية الدولية التي يحكمها الدولار الأميركي”.
وخلص التقرير إلى القول إنه “ووفقا لمصادر عسكرية فانه بسبب فعاليات البنوك العراقية الوشيكة لكسر الحصار الأميركي على مبيعات النفط الإيراني، وتهديد بغداد بالمطالبة بإخراج القوات الأميركية، فقد قامت واشنطن خلال الفترة الأخيرة بإرسال قوات إضافية لتحصين قواعدها في العراق، وتم سحب هذه الوحدات الإضافية من القواعد الأميركية المنتشرة في إسرائيل والأردن”.