العراق في محنة كبرى ولا يمكن تجاوزها الا بتغير النظام السياسي او باستبدال العناصر التي تقود النظام أو بظهور قائد منهم (بقدرة قادر) ويبدء بتغير حاله أولًا ومن ثم يغير الاخرين او ينهيهم عن قيادة الدولة والمجتمع. العراق اليوم تابع اقتصادياً وسياسياً الى ايران وهذا ما لم يحدث مثله في تاريخ الاستعمار الحديث لأي دولة. المستعمرين الجدد منذوا بدايات القرن الماضي لمعظم دول العالم لم يتدخلوا ( بصيغة أمر) في قرارات الحكومات المستعمرة وفي كيفية وضع ميزانيتها وكيفية بناء البنى التحتية الا بصيغة الاستشارة، أما حكوماتنا (٢٠٠٥-٢٠٢٣) فما شاء الله لا يسمح لهم ببناء بنى تحتية وصناعات تتضارب مع الجارة العزيزة مطلقاً، ولا يختلفون معها سياسياً بالمطلق( الجماعة تابعين بكل شيء). العراق في هذه المحنة لعشرين سنة ومن سيء الى اسوء ولا يمكن ان يتحسنوا مطلقاً، والحالة الدولية المالية تسوء وسيطرة الدولار تتعاظم والدول الغنية والفقيرة في تراجع اقتصادي لا نهاية له. نحن لا نستطيع ان نطلب من الواوي ان يكون ذئباً ولا من الحمار أن يكون أسداً ولا من العتاك ان يكون عالماً أو مثقفاً، ولكن فقط نوجه اسئلتنا المتواضع وبكل ادب الى الرئاسات الثلاثة المتلاحقة كلها في حكم العراق: ألا تسألوا أنفسكم ولو مرة واحدة في كل هذه العشرين سنة من الاجتماعات المستمرة والمكلفة، كيف ان دول اخرى في العالم فقيرة اكثر منا ومتناحرة اجتماعياً وسياسياً مثلنا او اكثر، مع تدخل دول كبرى او جارة وباستمرار في حياتهم وتسكب الزيد على النار في صراعهم (مثل حظنا)، ولكنهم تحدوا كل ذلك ونهضوا لينجحوا في بناء اوطانهم، فقط لانهم اعتمدوا الاخلاق والمهنية والصدق في العمل. ألم تتكلم مثلاً هذه الرئاسات على التجربه الصومالية والتي يتندر بها سياسي العراقي على انها دولة واق واق وكل شيء فيها خربان؟ التجربة الصومالية ياسادة للعلم: اعتمدت على رجال حكم شجعان وطنيين ومخلصين لوطنهم وليس عملاء والذين استطاعوا ان يخلقوا من الفقر المستحيل. الصومال يا حثالة “الخضراء” حققوا أول فائض في ميزانيتهم السنوية لعام ٢٠٢٢، ومقداره ١٧ مليار دولار، وتقدمت على ٤٣ دولة من العالم الثالث بعد ان كانت في المؤخرة مع العراق الغني (العميل لقم وللمرجعية الدينية الاجنبية).
سُئل الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ماذا فعلت وما هو سر نجاحك فقال ” عملنا بنظام العدل والمطابقة وقد بدأت بنفسي”، جماعتنا بالعكس عينوا اولادهم واخوانهم وخواتهم وعاهراتهم قناصل وسفراء ووزراء ومدراء في كل مؤسسات الدولة. اضاف الرئيس الصومالي انه “لم أعين فرداً واحداً من عائلتي بجواري، رغم أني كنت أحتاجهم في كثير من الأحيان وادفع لهم من راتبي الخاص وليس من اموال الدولة، لكي أساعدهم على معاناتهم المعيشية”. واضاف الرئيس أيضاً وقال “اننا اهتممنا بالتعليم وأضفنا مواد منهجية لم تكن معروفة كالثقافة الاجتماعية وطرق الحوار والتعامل وطرق الحياة المتحضرة والثقة بالذات وجميع المهارات الناعمة والفنية”، ما أحوج ما نحتاج مثل هذا الرجل في عراق اليوم. وعندما سئل عما فعله للميليشيات التي تناحرت لمدة ٢٧ عاماً؟ قال: “كونا جيشاً بالقانون وليس بالمحاباة أو بالقبائل التي تناحرت والتي لم تتناحر وذلك من توفرت فيهم الشروط في ابنائهم الذين تقدموا للانخراط في قواتنا النظامية ومن لم تتوفر فيهم الشروط استبعدوا من العمل النظامي المسلح، وتكون لنا نسيج اجتماعي جديد لم يسبق له المواجهة ولا التناحر او الالتقاء في الخصومة، حتى انهم لا يعرفون بعضهم البعض.طلبنا تسليم الاسلحة واعطينا اعفاء لمدة سنة كاملة بعدها يطبق الحكم بالسجن عشرة سنوات لمن لم يمتثل، سلم الجميع سلاحهم. وبالنسبة للاقتصاد، اهتممنا بتطوير الاتصالات والخدمات المصرفية والبنية التحتية إلى حد بعيد وبنينا الثقة مع المصارف العالمية. وبفضل الله وجهود الخيرين نتوقع عودة 2 مليون لاجىء صومالي الي الصومال للأستقرار الدائم خلال 5 سنوات القادمة”. متى يتعلم العتاك الجائع (لا تعاشر نفساً شبعت بعد جوع فإن الخير فيها دخيل) ان يكون رجل حكم ودولة ويحكم بالعدل والصدق العراق الغالي.
معلومات لها كثير من المصداقية عن مقتل اسماعيل قاأني رئيس الحرس اللا ثوري الايراني و ابو فدك (عبد العزيز المحمداوي) رئيس اركان الحشد الصفوي الايراني التابع للحرس الثوري اثناء قصفهم وهم مجتمعون في مقر المخابرات السورية في كفر سوسة الاسبوع الماضي. المعلومات المخابراتية القادمة من واشنطن واسرائيل تؤكد ان الاسرائليين استطاعوا ان يعملوهم كباب مثل ما عمل الرئيس ترامب قبلهم سليماني وعبده الصغير المهندس كباب. يبدو ان كباب اصبح مصطلح امريكي عسكري ودخل القاموس العسكري الدولي بصاية العتاكة الاغبياء الذين يصطادون يومياً وفي مكانات مختلفة في العالم.
صدور قرارات من المحكمة العراقية التابعة للاطار بقرارات انتقامية وسياسية من المقربين للكاظمي فقط لا غيره، منهم وزير المالية السابق علي علاوي الذي استقال قبل انهاء دورة الكاظمي وهاجم الفساد والفاسدين بالوثائق، والقرارات القضائية الجديدة يبدوا انها الرد على تهجمه الغير مقبول من قبل المرجعية الرشيدة واعوانها من الاطارين. على كل حال وليس دفاعاً عن علاوي لانه لا اعتقد يحتاج الى دفاعي ولكنه بالتأكيد اشرف منهم الف مرة ولا مقارنة بينهم كعتاكة وبينه كعالم في الشؤون المالية. خطأه وهو يدرك ذلك الان انه وافق على العمل مع الكاظمي. المحاكم العراقية التي تدار من قبل رئيسها القاضي فائق زيدان الذي اتهمه الكونجرس الامريكي مؤخراً بالفساد والعمالة للحرس اللا ثوري الايراني ستبقى احكمها بها كثير من الشكوك لانها تستهدف فقط على الذين هم ليس اتباع ايران والاطار.
الحرب الكونية الروسية الاوكرانية تقترب من نهايتها بعد تهديد بوتن من الانسحاب من معاهدة ستارت التي تحدد عدد ونوعية الصواريخ النووية الموجهة على بعضهم كدول كبرى وهذا ما جعل بلينكن وزير خارجية امريكا يسرع لمقابلة لافروف الروسي في الهند الاسبوع الماضي والذي طلب منه رسمياً بعدم الاستعجال والانسحاب لما تعنيه من تهديد للامن الدولي. هذه مؤشرات ان امريكا بدأت تقتنع بحل المشكلة دبلوماسياً وليس عسكرياً لأنها تتعامل مع دولة كبرى ممكن ان تأذيها في حالة نشوب حرب كونيه معها، بالاضافة إلى انقسام الشعب الامريكي الواضح بين مؤيد ومعارض لهذه الحرب. هذا معناه ان الادارة غيرت خطتها من تدمير او اضعاف روسيا الى تصفية اعوانها الصغار الذي قاتلوا معها وخاصةً ايران الملالي. خطوات الادارة والجمهوريين المسيطرين على الكونجرس اتحدت على هذا التغير، وتنازل ايران الملالي على كثير من طلبتها مؤخراً لانقاذ نفسها، سوف لن ينفع كثيراً لا بل سيسرع التغير المنشود. الاوضاع تسير في خطى جيدة وواضحة لنا نحن الحراك العراقي في امريكا، ولكن على شعب العراق نفض حالة الجمود والخنوع للامر الواقع والاصطفاف مع الثوار التشرينين والغربية وتعجيل تغير النظام في بغداد مادام الرأس في قم اصابه الشلل هذه الايام، وعليكم ان تتذكروا دائماً ان الله معنا.
د.أيهم السامرائي
الحراك العراقي