منذ بدء تراجع بيع النفط الإيراني و انكماش دخل النظام من العملة الصعبة إثر سياسة ضغط الرئيس الأمريكي المستمرة و تتوسع يوم بعد يوم، تأثر الإقتصاد الإيراني و هبط حتى ضعفت قدرته على المناورة، ليس اقتصادياً فقط، بل وسياساً واجتماعياً و حتى عسكرياً وأمنياً بنسبة كبيرة على كل الساحات الداخلية والخارجية، و هذا الأمر بالإضافة الى وسع استشراء الفساد و تنافس الأجنحة على السيطرة على قوت الناس في رأس السلطة و هذا سيؤدي بالنهاية قريباً الى نهاية النظام ان شاء الله.
و يمكننا متابعة الوضع الإقتصادي الإيراني بالنظرلتأثيره على التحرك للنظام داخلياً و خارجياً،
أولاً؛
التأثير الداخلي
تفاقم الوضع الاقتصادي الداخلي اتضح كثيرا عندما رفع النظام سعر البنزين في ديسمبر ٢٠١٩ والذي نتجت عنه اضطرابات بينت ان الأوضاع الإقتصادية لم تُبقي أمام النظام حلول إلا القمع الممنهج مهما كانت نتائجه، و خلال اسبوع قتلت قوى الحرس الف وخمسمائة (١٥٠٠ ) من المتظاهرين دون رحمة و ذلك يبين حاجة النظام الملحة لهذه الزيادة في سعر البنزين، الأمر الذي رفع من مستوى التحديات لأبناء الشعوب الذين أعطوا اكبر التضحيات و خصوصا الأحوازيين حيث تضحياتهم وصلت الى ما يقارب من ثلاثمئة شهيد، اكثر من نصفهم استشهدوا في المجزرة التي ارتكبها النظام في مدينة معشور.
وفي كرمانشاه المدينة الكردية ايضا، التي كانت تتهيئ لتشكيل جيش تحرير قوامه ثلاثة آلاف مقاتل بالإضافة الى احزاب أخرى مسلحة يتجاوز عدد مقاتليها مجتمعين الى عشرة آلاف مقاتل كردي.
الى جانب ذلك، قوة الحراك الشعبي و المقاومة في الأحواز وبلوشستان و أيضاً التحرك الجماهيري في طهران و شيراز و اصفهان و الأحواز و ١٢٠ مدينة أخرى بعد ارتفاع سعر المحروقات و قتل اكثر من ١٥٠٠ من ابناء الشعب خلال اسبوع، و حاجة النظام الفاشي لقوى اكبر وقمع أوسع لمواجهة هذا الكم و الحجم من الحراك الذي كان هو الأوسع في ٤١ عام عمر النظام الجمهوري.
ميزانية التسلح و توسيع و تطوير السلاح الصاروخي و حاجة المصانع و المؤسسات المختلفة للعملة الصعبة لاستيراد التقنية و المواد الأولية التي اصبح النظام غير قادر على تأمينها بسببت توقف حدود٧٠٪ من صادرات النفط،
ثانياً:
التأثير الخارجي:
تراجع نفوذ ايران في العراق و سورية و لبنان واليمن،
بسبب الحصار الأمريكي على النظام:
اولاً : مليشيات النظام التابعة لفيلق القدس في العراق و تحمله ميزانية ضخمة لتأمين رواتب هذه المليشيات وأسلحتهم و خدماتهم التدريبية والصحية و الاجتماعية و الثقافية و التعليمية، اضطرت النظام للتقشف الكبير حتى أوقف ميزانيات بعض المليشيات التي تقبلت التراجع و العمل تحت أمرت رئيس الوزراء، و البعض اغلقوا مكاتبهم في المحافظات وبغداد.
كما وحماقات النظام في سورية الأن شبه متوقفة و لم يمر أسبوع عليهم دون قتلى من الفاطميون و الزينبيون و حتى من العراقيين و من قادة الحرس بسلاح الكيان الصهيوني دون رد،
أما رواتب هذه المليشيات فتدفع جزئياً لعائلاتهم بالريال الإيراني.
في لبنان أيضاً هناك توقف شبه كامل لنشاط حزب الله الذي اصبح مطارَد في كل العالم و في هذه المرحلة بالذات عقوبات أمريكا شملت حتى حلفاء الحزب في الحكم اللبناني مثل نبيه بري رئيس البرلمان وحتى الجيش و بعض البنوك و الحزب بقي يؤمن مصاريفه من الإتجار بالمخدرات على مستوى العالم وبيع المخدرات التي يزرعها في البقاع اللبناني ومن سيطرته على بعض المنافذ الحدودية و الإتجار من خلالها و بيع المازوت اللبناني الرخيص على الشاحنات السورية .
أما الوضع في اليمن فاصبح واضح، توقف أو قلّ وصول الصواريخ لقصف المملكة العربية السعودية بسبب مراقبة تحرك السفن الإيرانية في بحر العرب و البحر الأحمر من قبل امريكا من جهة و من جهة أخرى سلطان عمان المتعاون أو المتساهل مع الحوثيين توفى! و الحوثيين في تراجع كبير ومعظم أسلحتهم هي الروسية القديمة التي كان يمتلكها الجيش اليمني في زمن الرئيس صالح و انحسرت على ساحل البحر الأحمر .
و في ما يخص البروبگاندا الاعلامية الخارجية للنظام،
فميزانية الإعلام الخارجي و بعد توقف عمل قناة الكوثر و الإذاعة بلغة (الأردو) الأفغانية التي عمرها ٤٠ عام، و قناة سحر بالأردو أيضاً للهند، تحدث پیمان جبلي مدير الإعلام الخارجي لمؤسسة الإذاعة و التلفزيون الإيرانية هذا اليوم الأربعاء ١٠ يونيو لوكالة پارس التابعة للحرس و أشار الى أن قناتي “العالم” العربية و press TV الإنجليزية سيغلقان خلال الأيام أو الأسابيع القادمة بعد مواجهة المشاكل المالية وعدم وصول دولار واحداً لنا خلال خمسة أشهر الماضية وهاتين القناتين هما أهم قنوات البث الخارجي للمشروع التوسعي الإيراني مع أن مازال لإيران قنوات ايرانية وأخرى ممولة إيرانياً مثل قنوات حزب الله و المسيرة الحوثية، و يتبين انها ستتوقف هي الأخرى مادامت ايران تعاني من شح بالعملة الصعبة و مستمرة بالقمع الداخلي عدم الاعتراف بحقوق الشعوب و الحقوق الإنسانية لكل الفئات في الداخل واستمرار سياسة التوسع في الخارج و العدوان لجيرانها العرب و للمجتمع الدولي في كل القارات، ولو لم يتبين، أن هناك فرصة باقية للنظام لتحوير نفسه بعد هذه المرحلة التي اغرق نظامه في مستنقع أمورها المعقدة التي هو صانعها.