هل انتهت مهمة إيران في المنطقة مما أوجب تحجيمها؟

ظل العرب والمسلمون يعتبرون الكيان الصهيوني”اسرائيل” العدو الاول؛ نتيجة لإحتلال أرضهم “فلسطين” وأول القبلتين وثالث الحرمين” المسجد الأقصى”، وعلى الرغم من كل محاولات العالم الغربي المدعوم يهودياً مالياً وإعلامياً بالضغط على العرب والمسلمين بكل الوسائل السياسية والإقتصادية والعسكرية، وكل القوة المفرطة التي استخدمها الكيان الغاصب ضد أهلنا في “فلسطين” الحبيبة، مساندة باعتقالات طالت كل شرائح ابناء شعبنا الفلسطيني، وبحصار يتكرر كل فترة زمنية من أجل قطع الخدمات الأساسية للحياة؛ لكن ذلك لم يثني الأمتين العربية والأسلامية من تغيير موقفها من الكيان الصهيوني.

                جميع المراقبين يعرفون أن ” الشاه” كان رجل “أمريكا” المدلل وإيران تسمى شرطي الخليج العربي، لكن ضحى الغرب وفي طليعته”أمريكا” به وأتو بصنيعتهم “آية المخابرات الخميني”؛ ليدخل الأمة في صراع جانبي طائفي، دفعت نتيجته الامة من الشهداء أكثر مما دفعته بصراعها مع العدو الصهيوني، ناهيك عن مافعله التشيع الصفوي من تشويه للإسلام والطعن بكل مقداسته وثوابته ابتداءً بالقرآن وسب الصحابة رضوان الله عليهم وصولاً لنسف كل تاريخ الإسلام وإبداله بأساطير وخرافات لا تنطلي إلا على من أعمى الله بصره وبصيرته.هذا السلوك من قبل معممي إيران ضيع جهد الأمة وأضعفه في مواجهة المحتل الصهيوني،وهذا ما كانت تفعله إيران دائماً كلما تقدت الدولة الإسلامية بفتوحاتها غربا طعنتها إيران الصفوية بظهرها مما جعل الغرب ينتبه أن أفضل من يعيق تقدم أمة الإسلام لنشر دين ربها هم الصفوييون، وهذا هو مطلب أمريكا والصهاينة ومن يتبعهم والغرض من دعم النظام الإيراني وكل مليشياته في المنطقة واطلاق يدهم في القتل والتنكيل وتجاوز كل المحرمات والخطوط الحمراء، هو إنهاء دور الأمة على الصعيد الدولي.

                أجادت إيران لعب دور الشقي الذي لا يرقب في مسلم “إلاً ولا ذمة”؛ مما أدى إلى تغيير في موقف المسلمين لاسيما العرب منهم؛ لإعادة ترتيب أولويات الأعداء، بعد مقارنة أن ماتحتله إيران من أرض العرب”الأحواز” هو أكبر من مساحة “فلسطين” عشرين مرة، وأن الشهداء الذين قتلتهم في العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين هو أضعاف ما عمله العدو الصهيوني، وأن الصهاينة لم يشوهوا صورة الأسلام بالقدر الذي عمله نظام الملالي في “طهران”؛ هنا أصبح لدينا العدو الاول هو النظام الإيراني والمرتبة الثانية العدو الصهيوني، إلا عند البعض الذين لم يفهموا نواقض الاسلام جيداً ولا زالوا يبررون لإيران بأنها دولة إسلامية.

                بعد أن وصل العرب والمسلمون للنتيجة أعلاه، انتهى الدور الإيراني من وجهة نظر أمريكا والغرب إلا أم الخبائث”بريطانيا” التي لا زالت الداعم الأول لإيران ومليشياتها، وعليه يجب أن تعود إيران لحجمها الطبيعي من أجل استقرار ما يسمى ” الشرق الأوسط” وأنا اسميه” الوطن العربي” الحبيب. مشكلة ايران أنها توهمت بأنها شريك للغرب والغرب يعاملها على أنها أداة تخريب بيده وأنها تابع.

                الموضوع الآخر أضحى التنافس بين ” الصين وروسيا وكوريا الشمالية”  من جهة و”امريكا” من جهة اخرى،على اشده، وإيران تعتبر نفسها على المحور الاول المناوئ لامريكا، وعليه لن تسمح أمريكا – ليس من أجل العرب -لإيران أن تكون قوة مضافة لمحور يناوؤها ولا تستطيع دخول حربا عسكرية معه؛ هذا مؤداه أن تستعيد أمريكا نفوذها في منطقتنا وستجرد إيران من كل أدوات “البلطجة”.

                وبناءً على كل ماتقدم فأما ان تستجيب إيران للشروط الامريكية الأثنا عشر أو أن الصدام قادم لا محالة.

الدكتور طه اللهيبي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى