في الاونة الاخيرة، زادت ايران بشكل ملحوظ من تقاربها مع روسيا، واعتقد بعض اصحاب القرار انه بامكان ايران استثمار فرصة العداوة بين روسيا والقوى الغربية لصالحها، ونادى البعض بضرورة استقطاب الاستثمارات الروسية، وتم التوقيع على عدة اتفاقيات اقتصادية وتجارية بين البلدين، كان اهمها استثمار روسيا بمليارات الدولارات في قطاع الطاقة والغاز الايراني.
ومنذ فترة وبعض المسؤولين خاصة التابعين للحرس الثوري والتيار المتشدد يتغنون بهاظ التعاون ويعولون عليه كثيرا، ويرون في ذلك حلا لازمة ايران الاقتصادية.
لكن هل فعلا يمكن ان يكون هناك استثمارات روسية واقعية تحقق الآمال الايرانية وتخفف من حدة ازمتها المالية؟ ام ان هذا الطموح ناتج عن قصر نظر اصحاب القرار في طهران والتي تستغله روسيا بشكل واضح.
الكل يدرك ان الروس متورطين الان في تكاليف الحرب والعقوبات، ومواردهم المالية اصبحت محدودة للغاية، وأنظمتهم الاستثمارية شبه مدمرة، وليس لديهم استثمارات تذكر في الخارج، بل ويفتقدون للخبرة فيها.
لذا فإن مجال التعاون الاقتصادي ليس جاهزا على النحو المطلوب خاصة في الوقت الراهن، كما أن روسيا وإيران منتجان للنفط والغاز، والمشكلة الاكبر هي أن كلا البلدين محظوران والتحويلات المالية والمبيعات في الأسواق غير متوفرة لهما.
الامر الاهم من ذلك، والذي سيكون عائقا كبيرا امام الاستثمارات الروسية في قطاع الطاقة الايراني هو إن نظام الآبار والمصافي الإيرانية مصمم على أساس المعايير الأمريكية والغربية، والتحويل إلى النظام الروسي سيستغرق وقتا طويلاً ومكلفا للغاية، وهي مهمة صعبة للغاية وتكاد تكون مستحيلة، ولانعلم كيف اان لايرانيين مقتنعين بجدوى علاقاتهم الاقتصادية مع روسيا واستثماراتها في إيران، وهم يعلمون استحالة هذا الموضوع.فوقفا لخبراء الاقتصاد الايرانيين، فانه لا يمكن للروس تحديث آبار النفط الايرانية، أو تنفيذ خطط لزيادة الإنتاج، لأنهم لا يملكون هذه التكنولوجيا، وحتى لو كانت لديهم، فهي ليست كاملة وكافية.
صحيح انه يمكن للبلدين التعاون في الالتفاف على العقوبات، وتبادل الخبرات للالتفاف على العقوبات وكيفية إدارة الصادرات وتنظيم السوق عبر مصادر جديدة ، حيث قد يرغب الروس أيضا في تصدير بعض الطاقة عبر قنوات غير رسمية أو غير قانونية أو وسيطة، وبالطبع اذا كانت ايران فان المستفيد الاول هو روسيا، وربما تكون هناك إمكانية للمساعدة الثنائية في مجال الخبرات الفنية وتوفير جزء من الاحتياجات التقنية والهندسية، ولكن على أي حال، فإن الاتفاق الرئيسي مع الروس هو التبادل والتعاون الثنائي من أجل الالتفاف على العقوبات والعقوبات.
اذا فقد اصبح من الواضح ان روسيا تريد جر ايران الى ساحتها عبر توريطها في صراعات مع الدول الغربية، وقد استدل ذلك من قول احد المسؤولين الروس الذي عبر عن فرحته بفرض مزيد من العقوبات على إيران لان ذلك سيجعل ايران ومواردها تحت الهيمنة الروسية.
928