مقتدى الصدر شخصية جدلية وبراغماتية طفولية حائرة ومتقلبة يبحث لنفسه عن موقع مميز بين مجموعة الفك المفترس المتوغلة عمالة بين فارس والعم سام ,وكما أرى فان شخصيته لم تكتمل أو تتمحور على شكل ثابت لحد الآن رغم أنها بدأت تتبلور باتجاه سيحير من يعرفه!, وهو أمام مفترق طرق في أما أن يميز نفسه كعراقي وطني أو يبقى مجرد رقم بين كل عملاء ايران في العراق فيفقد اتباعه شيئا فشيئا ..لقد حاولت أمريكا أن تستميله لها حين سحبت السلاح الصدأ من اتباعه بعدما عاثوا في الأرض الفساد من قتل على الهوية وسرقة مؤسسات الدولة وعوضتهم ماليا لكنه لم يحسن استغلال تلك الفرصة وبقي مذبذبا بين هؤلاء وأولئك.
و يُتهم مقتدى أو ميليشياته لا فرق كما يصفها الكثير فهي يفترض أن تكون مؤتمرة بإمرته بالقيام بجرائم حرب وإرهاب وإبادة على الهوية في العراق وبعد أن انتهى دورها الفارسي , لم يستطيع أن يقدم شخصيات موالية له ضد ايران فكل من قدمهم على اعتبار انهم قادة بتياره (في زمن الفرهود وانعدام الأخلاق) انشقوا عنه و كونوا لأنفسهم كيان و قوة تأخذ أوامرها مباشرة من ايران حتى زادت ثرواتهم عليه! ..و قد سجلت عليه أيضا مسؤولية كل الجرائم التي قامت بها ما تسمى سرايا السلام في سامراء و جرف الصخر و امرلي بالأخص وبقية المحافظات ..( والله غفور رحيم )!
لقد أخطأ الصدر بمعاداته العلنية للقوات الأمريكية ( وهي أوامر فارسية ) رغم انه لم يقم بعمليات عسكرية تذكر ضدها فخسر الدعم الامريكي وكان في مستطاعه في بداية سنين الاحتلال ان يهادن الامريكان فتجعل منه القوة الوحيدة أو القوية على الساحة العراقية لا سيما وان شيعة مدينة الثورة والجنوب العراقي كانت تميل بولائها اليه أكثر من بقية الرموز الايرانية الاصل وكان يمكن ان يكون قائدا كبيرا للعراق العربي ويبقى ومن معه في قيادة السلطة في العراق بدلا عن مجموعة السراق والحرامية الذين دمروا العراق ولكان العراق في غنى عن كل المؤامرات الفارسية من انتاج داعش وقتال وابادة الى ايقاض الفتنة الطائفية التي أقبرت الان والحمد لله .
لكنه بسبب شخصيته لم يستوعب وربما لم يصدق ان له دورا كبيرا ممكن ان يحدث في العراق و كان يمكن ان يكون أكبر من دور أبيه الذي تفيد مصادر سرية بأن من قتل الصدر الثاني هم أفراد تابعين لفيلق بدر وبأوامر خامنئي وأن مقتدى علم بذلك ولذلك فهو لا يستطيع أن يخفي كراهيته للحشد الشعبي ولمنظمة بدر وفروعها.
لكن أخطاء الصدر كانت تتوالى الواحدة تلو الأخرى واخرها في الوقت الذي نبذه الكثير من اتباعه و بدلا من أن يتوجه للوطن ليكون حاضنا له ولاتباعه راح وحاول أن يتحالف مع العامري الذي لا يوجد من يحبه في العراق بسبب عمالته وإجرامه بحق العراقيين أكثر من الفرس انفسهم و مع ذلك فقد جاءت أوامر الفرس لتقف ضد محاولة الصدر العمل على تحقيق رغبات المنتفضين بإسقاط الحكومة وعمل التغيير اللازم فعمد العامري على خيانة اتفاقه مع الصدر وصرح بضرورة ابقاء عادل زوية !!.حسب أوامر من المجرم سليماني .
ماذا الان ؟؟
يجمع معظم المحللين والكتاب على أن الصدر قد استنفذ كل محاولات إصلاح الوضع وإبقاء ولو نفوذ قليل للفرس بالحكم لكن الفرس المجوس المتكبرين ابعدوه فهم لا يتقبلون أن يكون العربي مقتدرا على اتخاذ القرارات المصيرية التي ستؤثر على ايران باعتبار العراق المصرف المركزي لايران وبدونه فانها ستنهار وتنهار قبلها كل ذيولها في لبنان واليمن والبحرين..
ونتيجة لكل ذلك وبسبب ضغط جماهيره التي تريد منه موقفا وطنيا خالي من تأثيرات المجوس وبسبب حب الصدر على أن يخلد اسمه بالتاريخ فأنا شخصيا أستطيع عن قناعة أن أؤكد للصدر من أن ايران قد أصبحت منبوذة من قبل معظم أطياف الشعب العراقي واعتقد أن الوقت قد حان للصدر لاتخاذ موقفا وطنيا عراقيا خالصاً وسيقف ضد كل محاولات الميليشيات التابعة للفرس وأولهم الحشد الشعبي وسيطلب من اتباعه الانضمام إلى التظاهرات السلمية واتخاذ أوامر ديمومة التظاهرات ويكفي حاليا أن يبارك التظاهرات ويعلن استعداده على سحب سلاح ميليشياته لو صدر قرار حكوميا ثم يشد على ايدي المنتفضين ويدعمهم وينفذ وعده بعدم التحالف مع اتباع الفرس بالعملية السياسية.. أما المرحلة الثانية فسنقترحها له لاحقا رغم انه يعلمها !.. و يا ساحة ترابج كافوري ..
1٬608