هل يفضي الحراك السياسي الى التغيير المنشود في العراق؟

مع استمرار المأزق السياسي الذي يعيشه العراق وفشل واخفاق الطبقة السياسية التي تدير شؤونه أصبحت الحاجة ملحة وضرورية الى معالجة جذرية  لواقع العراق بعد ان استعصت ازماته واشتدت وطأتها على العراقيين الامر الذي يتطلب رافعة وطنية عابره للطائفة والعرق تزيح من تسبب في تدمير العراق والسطو على ثروته ورهن ارادته بالخارج
من هذا الإحساس  بخطورة الأوضاع بالعراق ومحاولة التصدي لتداعياتها  تصاعدت وتيرة الحراك السياسي لقوى وطنية مؤثرة في المشهد السياسي للبحث عن مخرجات واقعية  وحقيقية لانتشال العراق من المأزق السياسي الذي يتخبط به منذ غزوه واحتلاله  وحتى الان
وبسبب الانسداد السياسي تتداول نخبا وقوى عراقية افكارا ومقترحات  لمعالجة ازمات العراق التي باتت مستعصية جراء فشل القائمين على ادارة العراق على حلها
لاجل ذلك  عقدت اجتماعات ولقاءات لقوى عراقية في عدة عواصم عربية واجنبية لبلورة رؤى لخارطة طريق تقرب  الجميع من الحل المنشود الذي قد  يعالج الكوارث التي حلت بالعراقيين بغياب مشروع وطني عابر للطائفة والعرق
وما يشجع القائمين على هذه المبادرات رغبة الجمهور لتجاوز مخلفات المرحلة التي اعقبت الاحتلال برؤية جديدة تعيد الامل للساعين الى عراق آمن وموحد ومستقر
مايعزز فرص  نجاح جهد القائمين على هذا المسعى  هو المزاج الشعبي الذي يتطلع للتغيير المنشود والموقف العربي والدولي لتصحيح اخطاء المرحلة الماضية التي افرزت طبقة سياسية فشلت في شتى الميادين وادخلت العراق في ازمات باتت تحتاج الى عملية انقاذية تستند  الى رافعة  حقيقية مدعومة من الخارج لاخراج العراق من محنته التي باتت تهدد الجميع
وباكورة هذا الحراك السياسي المعلن الاجتماعات التي شهدته مدن أمريكية لقوى عراقية كان حزب البعث العربي الاشتراكي  في طليعتها للبحث عن مخرجات سياسية فيما ستعقد نفس القوى اجتماعا واسعا في الثالث عشر من الجاري اجتماعات موسعة لنفس الغرض لفتح الطريق لبلورة رؤية واضحة لحل المازق العراقي وفك ارتباطه بالخارج
وفي إسطنبول اعلنت قبل أيام  مبادرة للحل عنوانها الميثاق الوطني العراقي أطرافها قوى عراقية في طليعتها هيئة علماء المسلمين في العراق قدمت رؤية واضحة للحل تستند الى إعادة النظر بالدستور ومناهضة ماترتب على العملية السياسية وافرازاتها والعمل على اقامىة دولة المواطنة التي يسودها العدل ويحكما القانون ورفض التدخلات الخارجية وصولا الى إقامة نظام وطني يلبي حاجات وتطلعات العراقيين بوطن آمن وموحد ومستقر
الراصد لمسار المبادرات والمساعي والافكار المتداولة  يلاحظ انها تلتقي بمعظم أهدافها المعلنة لمعالجة أوضاع العراق ما يتطلب جهدا لتوحيدها  رغم انها تصطدم بجدار القائمين على الحكم بالعراق والسبب انهم اول المتضررين من التغيير المطلوب
ان تصحيح المسار والتغيير المطلوب ينبغي ان يستند الى خارطة طريق واضحة المعالم مدعوة بتعبئة واصطفاف وطني واسع عابرة للاستقطاب الطائفي والعرقي  هو الذي يقرب المسافات و يوصل الجميع الى الهدف المنشود
ومايعزز فرص النجاح للحراك السياسي ان بات  يستقطب اهتمام الرأي العام العراقي والعربي وحتى الدولي لانه يصب في مصلحة الجميع ويبعد عنهم شرور الطائفية المقيته والكراهية التي باتت تهدد الجميع

مقالات ذات صلة

احمد صبري

a_ahmed213@yahoo.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى