اللقاء المرتقب بين الرئيس بايدن وثمانية ملوك وامراء ورؤساء عرب في الرياض بين ١٥ و ١٦ تموز القادم سيكون تاريخياً وبداية لنهاية الغطرسة الملاوية الايرانية في المنطقة. اللقاء الذي سيشمل على اقل تقدير السعودية وقطر والامارات وعمان والكويت والعراق والاردن ومصر ويمكن توسيعها لتشمل دولاً اخرى من العالم الاسلامي ما عدى ايران. هناك محورين اساسين سيتم نقاشهم اقتصادي وهو امكانية زيادة انتاج النفط للسيطرة على سعره وأمن المنطقة واستمرارية تتدفق النفط منها بدون انقطاع بسبب إيران الملالي واعوانها ومليشياتها في المنطقة. دول الخليج سيعرضون تصورهم في كيفية الربط بين استقرار اسعار النفط في حدود ال مئة دولار للبرميل الواحد وأمن الخليج العربي وعلاقة ذلك بإيران الملالي ومليشياتها في المنطقة. دول الخليج ستقدم بالادلة عدد الاعتداءات وحجم التدمير الذي شمل قطاع النفط من قبل دولةً ايران ومليشياتها في المنطقة. الخليج سيقدم مشروع كامل حول كيفية الدفاع والرد المركز على هذه الهجمات واستمرار تدفق النفط للعالم في نفس الوقت، وما دور كل دولة بضمنها الولايات المتحدة الامريكية ومصر والاردن والعراق في هذا المشروع. تم الاتفاق على المسودة السعودية/ الخليجية وستنشئ هيئة الدفاع الاقليمي المتكونة من الدول التسعة على اقل تقدير وممكن انضمام بريطانيا والباكستان وافغانستان وبعض الدول الاخرى المجاورة لحدود إيران.
العراق وبعد انسحاب الصدر واستقالة نوابه اصبح عاجزاً بالكامل من تشكيل حكومة وانتخاب رئيس جديد للبلاد. الانشقاقات بين قيادات الاحزاب المدعية الدين السياسي ازدادت والمشكلة الاساسية هو وصولهم الى درجة متقدمة من الفساد لا يستطيعون فيها التخلي او التراجع عن ان يكونوا جزء من الحكومة ليتسنى لهم “تقاسم الكعكة” كما يدعوها هم. سرقة المال العام اصبح مشرع، والقضاء يحمي الفاسدين ومستفاد من هذه الاوضاع بقدر فاسدي الحكومة والبرلمان، والمرجعية المستفيد الاكبر من هذه الفوضى وعدم تطبيق القانون وانعدام الامن باعطاء الفتاوي والتبريرات القصغونية للعراقيين والمجرمين وتشريع افعالهم ما داموا يدفعون (يشاركون) المقسوم مع مجرمي السلطة.
المعلومات المسربة تؤكد ان مشادة كلامية حادة بين الكاظمي والمالكي وقيس الخزعلي ادت الى مغادرة الكاظمي الاجتماع الذي حضره الاسبوع الماضي مع الاطار التنسيقي، المشادة الاولى حدثت مع الخزعلي بسبب طلبه من الكاظمي عدم حضور مؤتمر الطاقة والامن المزمع عقده في الرياض والذي يخص الطاقة والامن في المنطقة والتي سيكون العراق احد اركانه لتوفير الطاقة ومايحتاجه العراق منها وقد رفض الكاظمي طلب قيس الخزعلي واجابه ان هذا المؤتمر سيوفر للعراق مايحتاجه من الطاقة بدون الاعتماد على دولة محددة والقصد هنا ايران. المالكي تتدخل للدفاع عن الخزعلي وليؤكد للكاظمي ان كل القرارات والاتفاقيات التي صدرت وعقدت اثناء ولايته سيتم الغائها وايقافها وعدم المضي بها بمجرد انتهاء رئاسته لمجلس الوزراء وهنا بادر الكاظمي الى مغادرة الاجتماع وقال الموضوع اكبر من ان يكون بيد اي شخص.
هذه المرة “خرج المارد من القمقم” ولا يمكن اعادته بعد اليوم، الداخل العراقي في مأزق كبير وتشرذم للقوى الحاكمة والفاسدة والعاجزة عن السيطرة على الاوضاع، والحل الداخلي اصبح ابعد من الخيال والخارج مستعد لتغير الواقع العراقي الذي وصل الى نهايته. امريكا تعرف انها قادرة على ان تفعل ما تشاء في العراق وخاصةً أنه لا زال تحت البند السابع، وتعمل على هذا الاساس وفي عدة جبهات دولية واقليمية لانهاء هذه الاوضاع التي وصل بها العراق بسبب عتاكة بغداد وعمالتهم الكاملة لايران ولفقدانهم لوطنيتهم ولعدم فهمهم لمعنى الدولة ومتطلباتها الداخلية والدولية. امريكا وحلفائها قد ملوا التعامل مع اغبياء بغداد وحان الوقت لتغييرهم واحلال اخرين من هم اكثر استعداداً للتعلم والتأقلم لحكم البلاد ودفعه للامام.
احدى الاختيارات المهمة التي يتم نقاشها في الاروقة الدولية هي عودة البعث للعراق مثل ما سمحوا بعودة طالبان لافغانستان، وهذا اختيار لا يختلف عليه إثنان من وطني العراق. البعثيون اليوم عليهم مسؤولية تاريخية وعليهم ان يرتفعوا لمستوها. الوحدة بينهم مهمة جداً، جداً رغم ان اعدائهم ومن داخلهم كثر، انتخاب قيادة وامين سر قطر قوي وحازم وذكي ومتحضر (ليس قروي رجاءً) ويعي ان العراق جزء من عالم كبير غير متجانس، والحل الداخلي اصبح ابعد من الخيال عنا، وعلينا التعايش معه بالسياسة والذكاء وليس بالطريقة “الكرخية” التي أنتها وقتها ومفعولها وسمعتها. قائد وطني يختزل حزب البعث بالعراق، ويجعل البعث خادم للدستور والعدل والقانون، قائد للشعب كله وليس لاعضاء البعث وحده، قائد له كل الصلاحيات للقاء من يشاء وفي أي مكان من اجل العراق ومصالحه وقوته وسيادته على الارض. الامريكان والسعودين والاتراك والاسرائيلين والايرانيين مستعدين لتسليم السلطة للبعث اليوم عندما يروا ان البعث في الشارع والبيت وكل مكان في العراق.مسؤول بالخارجية الامريكية صرح الاسبوع الماضي: “نحن مستعدون للعمل مع أي حكومة تضع سيادة العراق ومصالح الشعب العراقي في صلب جدول أعمالها” والبعث وثوار الغربية وتشرين معكم قادرين على صنع مثل هكذا حكومة.
وطني الداخل لهم وعليهم المسؤولية الاولى والاخيرة لتحرير البلاد واعادة السيادة وطرد المليشيات الايرانية والانطلاق نحوا وطن التمدن والعدل والديمقراطية، وعليهم ان يحزموا امرهم ويتحدوا حول الاهداف الوطنية التي اتفقنا عليها جميعاً وكررناها مرراً واعطينا ضحيا من اجلها مئات الالوف بين ٢٠١٣ و٢٠١٩ ودمرت مدن عظيمة بالكامل مثل الموصل والرمادي والفلوجة وغيرهم ويتحركوا باغلاق الشارع واسقاط حكومة الرعيان واعلان حكومة انقاذ يرأسها جنرالات الجيش من القديم والجديد يقودهم قائد لا يساوم الاعداء الا من اجل مصلحة العراق واهله. الانتظار الطويل “للمنقذ الفذ” هي رأس البلاء.
الثورة اليوم واختيار القائد الضرورة اثنائها هو حلاً مقبول وممكن في وقت الضياع والتشتت. سيروا وحطموا الاغلال والتبعية وتذكروا ان الله دائماً معنا.