واقع السياسة الأمريكية في العراق والمنطقة والسيناريوهات المحتملة القادمة

(المبحث الثاني)

1• اصبح من المعلوم لعامة العراقيين والمتابعين للساحة العراقية ان الولايات المتحدة الأمريكيه هي السبب في دمار الدولة العراقيه بكل مؤسساتها واشاعة القتل والخراب وإفراغ البلد من كفاءاته وكوادره ونخبه ورموزه واعادة العراق الى ما قبل الثورة الصناعية . وبالرغم من السنيين العجاف منذ احتلال العراق لحد اليوم لا تزال اميركا ليس لها استراتيجية واضحة وشاملة في العراق وعموم المنطقة اما من ينادي بأن هناك حوار استراتيجي واتفاقية الإطار الأستراتيجي بين الولايات المتحدة والعراق فهذه كذبه وضحك على الذقون وتدليس على الشعب العراقي وذلك لأن الأتفاقيات والحوارات الأستراتيجية تتم بين الدول المتكافئة وذات السيادة وتكون الند للند بين الدول المتوازنة وجدول المقارنة بينهما متكامل ومتوازن وبذلك ينبغي ان نطلق على هكذا حالة بين اميركا والعراق بأنها مجرد تفاهمات وأملاءات والتزامات على العراق من قبل اميركا وعلى العراق ان يلتزم بها وليس للعراق بالمقابل اي إملاءات والتزامات على اميركا لأن العراق اليوم فاقد الكثير من العوامل والمقومات والسيادة والاستقلال وينبغي ان لا ننسى او نتناسى بأن العراق لا يزال يخضع تحت البند السادس من مقررات مجلس الامن الدولي ولاتزال أموال العراق ومبيعات نفطة تحت حماية ووصاية اميركا وتوضع كأمانات في البنك الفدرالي الأمريكي كولي أمر وراعي القاصرين .وعليه العراق لحد اليوم لا يرتقي في علاقاته مع اميركا كحليف او صديق وذلك بسبب الأختلاف الشاسع في كفة الميزان والتوازن بين العراق واميركا اليوم . لا بل اميركا تنظر للعراق مجرد بلد محتل من قبلها وراعي للعملية السياسية فيه وكالقاصر وتملي عليه إملاءات والتزامات ما انزل الله بها من سلطان يدفع ثمنها الشعب العراقي عاجلاً او آجلاً
2• ليس لأميركا سياسة واضحة في العراق والمنطقة لذلك تجاهلت وأغمظت عينها عن التمدد والنفوذ السلبي الخطير لأيران في العراق وسوريا واليمن ولبنان والمصيبة اليوم ادارة بايدن متشوقه الى عودة ايران الى الأتفاق النووي ورفع العقوبات عنها .ماذا يعني هذا التخبط والتناقض في السياسة الأمريكية لذلك تحت هذه الفوضى والتخبط لا نفاجيء من حدوث تداعيات وتحديات خطيره وجديده في العراق والمنطقة لسببين أولاً التحديات الجديدة من قبل الصين وروسيا في شرق اسيا وامتداداً الى اسيا الوسطى وصولاً الى منطقة الشرق الأوسط وثانياً قيام اميركا بأعادة توزيع المهام السياسية والعسكريه والأنشغال للتهيوء لمواجهة التهديدات والتحديات الجديدة حيث ذهبت اميركا الى تحسين وتفعيل علاقاتها مع الاتحاد الأوربي وكذلك ترميم وترصين حلف شمال الاطلسي (الناتو) لمواجهة كل الاحتمالات والمهام في المرحلة الجديدة القادمة.
3• ذهبت اميركا الى تكليف بريطانيا المخظرمه لأدارة الملف السياسي في الشرق الأوسط وتكليف اسرائيل بأدارة الملف العسكري لذلك تم تخويل وتكليف اسرائيل من قبل اميركا بقيادة القيادة العسكرية الأمريكية المركزية الوسطى في الشرق الأوسط لذلك تم تفكيك ونقل ثلاث قواعد عسكرية امريكيه من السيليه في قطر الى غرب الأردن كما تم نقل كافة منظومات بطريات صواريخ الباترويت ومنظومة صواريخ (ثاد) من دول الخليج والأردن واعادة انتشارها في دول اوربا الشرقيه وذلك لغرض مواجهة التهديدات المحتملة الجديدة
4• الأنسحاب الامريكي السريع من أفغانستان وتركها لرحمة حركة طالبان وتكليف تركيا بأدارة الملف الأفغاني سياسياً وعسكرياً لأسباب تأريخية ودينية ولأسباب اخرى معروفه لا مجال لذكرها .
5• بناءاً على ما ذكر اعلاه نتوقع استقدام المزيد من القوات البريطانية الى الشرق الأوسط وتحقيق المبدء الأول من مباديء الحرب التعاون بين بريطانيا وإسرائيل في الشرق الاوسط خاصةً بعد التطبيع بين بعض الدول العربية وإسرائيل ولغرض ان تتفرغ اميركا لمهام جديدة محتملة من الصين وروسيا .
6• ان هذا لا يعني ان الولايات المتحدة الامريكية ستترك العراق والشرق الاوسط لأن ذلك يعني التخلي عن جزء مهم وحيوي من أمنها القومي لذلك ستبقي اميركا على قواتها في قاعدة عين الأسد غرب العراق مع العرض تم تعزيز هذه القاعدة ب لواء مهمات خاصة من قوات النخبه الامريكية وكذلك الاحتفاظ بقاعدة حرير شمال العراق مع العرض ايظاً لا تزال اميركا تحتفظ بقوات لها في قواعد عسكرية مهمه في دول المنطقة .
7• وعلى ضوء ما ورد اعلاه ان العراق خاصةً والمنطقة عامة مقبلة على هزات وخظات خطيرة تنذر بتداعيات وصعوبات جديدة لمرحلة جديدة خاصةً بعد توزيع المهام الجديدة بين بريطانيا وإسرائيل ومن المحتمل بداية هذه المرحلة ستبدء بقوة في معالجة واستنزاف وتفكيك المليشيات الولائية المدعومة والتابعه الى ايران من خلال استخدام الوسائل العسكرية الغير مباشرة الجويه والصاروخية كأسبقية أولى في العراق وسوريا واليمن وأسبقية ثانيه مليشيات حزب الله في لبنان ويتزامن مع هذا السيناريو المحتمل ضغوط من حركة طالبان على التواجد الإيراني في غرب أفغانستان وعلى الحدود الأفغانية الايرانيه وقد يتزامن معه حراك في اقليم الأحواز العربي وباقي الأقاليم المظطهده في ايران مما سيضطر ايران الى سحب جزء كبير من مليشياتها في دول المنطقة الى الداخل الإيراني لمواجهة المشاكل الجديدة .
8• ان هذه السيناريوهات المحتملة في المرحلة القادمة في المنطقة سيتزامن معها وخلالها حراك وتدافع شعبي كبير في العراق خاصة في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب وقد يؤدي هذا الحراك الى تدويل الوضع في العراق برعاية بريطانيا و قد يتمخض عنه اعلان حكومة طواريء لفترة محددة وبحماية جوية وحظر جوي مشدد يتم خلالها تنفيذ برنامج سياسي شامل لمعالجة كافة المشاكل والكوارث السابقه وهناك احتمال كبير الذهاب الى خيار الأقاليم كجزء من خيارات الحل وأسوة بأقليم كوردستان المستقر سياسياً وأقتصادياً وأمنياً ومجتمعياً ومن المحتمل ان يكون نظام الحكم في العراق رئاسي مع حكومة اتحادية مركزية وطنية مدنية ديمقراطية بمواصفات رجال دوله ومرحلة تتوسم فيهم الكفاءة والخبرة والحرص والأخلاص للنهوض بالعراق وانقاذه مما يعاني.
والله ولي النجاح والتوفيق

اللواء الركن فيصل الدليمي

رئيس منظمة عين للتوثيق والعدالة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى