وزراء بدون وزارات !!!

نزار العوصجي

نزار العوصجي – كاتب

فيما مضى كنا ننظر الى ان منصب وزير الدولة على انه شرفي ، بدون وزارة فعلية ، يمنح الى عدد قليل جداً من السادة المسؤولين تكريماً لهم ولخدماتهم التي قدموها للوطن ، اما اليوم فان اغلب الوزراء قد اصبحوا وزراء دولة ليس لهم وزارات فعلية ، اي انهم وزراء بالاسم فقط …

بحثت عن وزارة الصناعة فوجدت وزيراً بلا وزارة ، حيث ان المصانع قد اصبحت في خبر كان ، ولم تعود تنتج شيئ ، فكل ما نحتاجه يستورد من قبل اشخاص معينين وفق اختصاصاتهم وعلاقاتهم ، من الابرة الى الصاروخ كما يقال …
بحثت عن وزارة الزراعة ايضاً فوجدت وزيراً بلا وزارة ، فلم يعد للزراعة ذكر في ارض السواد كما كانت تسمى ، فكل ما نأكله يستورد من قبل اشخاص متخصين في استيراد الفواكه والخضروات بمختلف اصنافها وانواعها واشكالها من دول الجوار طبعاً …
 ذهبت ابحث عن وزارة الموارد المائية ، لكي اسأل عن نهري دجلة والفرات بعد ان افتقدتها ولم اعد الاحظهما ،  فوجدت وزيراً بدون وزارة يشتري الماء المعلب ، الذي يستورد من دول الخليج العربي بقناني صحية ليشرب منها فيروي عطشه في بلاد النهرين كما كانت تكنى …
ذهبت ابحث عن وزارة الصحة بعد ان اصابني الاعياء من شدة الحسرة والالم لكي استشفي ، فوجدت نفسي في مسلخ يطلق عليه اسم مستشفى مملوء بالامراض والاوبئة والاوساخ ، يفتقد الى ابسط الشروط الصحية الواجب توفرها ، عندها ايقنت ان هنالك وزير ولا توجد وزارة …
الحال هو الحال عندما بحثت عن الكهرباء لدى منتجي الكهرباء ، وعن الخدمات لدى البلدية ، عن الامن لدى الداخلية ، وعن السيادة لدى الدفاع ، وعن المكانة لدى الخارجية ، وعن التربية في التعليم ، وعن الارتقاء في التعليم العالي ، وعن الذوق في الثقافة ، وعن الصدق في الاعلام ، وعن النظرة المستقبلية في التخطيط ، الخ من الوزرات …
الحق يقال اني لاحظت وجوداً حقيقاً في وزارتين فقط  : الاولى وزارة التجارة من خلال عظمة توفير مفردات البطاقة التموينية من حيث النوعية والكمية ، فما يحصل عليه الفرد في الشهر يكفي لفترة اطول ، وعند الاستخدام يلقى به الى مكبات النفايات اجلكم الله لعدم الصلاحية للاستهلاك البشري …
والثانية وزارة الهجرة والمهجرين حيث بلغت اعداد الذين هاجروا الى خارج الوطن عدة ملايين ، كما بلغت اعداد المهجرين من مناطقهم قسراً ارقاماً لا يمكن ان تعقل ، لتمتلئ بهم مخيمات النازحين في اغلب المحافظات …
يبقى السؤال الاهم : هل العراق فعلياً بحاجة الى مجلس للوزراء ؟؟؟
لله درك ياعراق الشرفاء …

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى