ولاية ” اراق ستان ” الجديدة .. !!

يروى ان امرأة حملت في احشاءها طفلا من رجل غير شرعي وقبل ان يفتضح امرها عند قومها هربت الى ديار اخرى وتوارت عن الانظار ، وبعد عدة شهور وضعت طفلها هناك فتركته عند شجرة على قارعة الطريق ثم عادت الى ديارها وقومها ، وحين سألها القوم عن غيابها اخبرتهم انها قد ذهبت الى حج بيت الله  !

اخذ الناس يتبركون بها واعتبروها ايقونة للزهد ، اما الطفل فقد تلقفته عائلة ميسورة حتى كبر وكبرت معه معاناته من اشارة الاخرين اليه بـ ( اللقيط ) فقرر ان يهاجر فسار بمحاذاة نهر بعيد جدا عن دياره حتى وجد ولاية كبيرة فيها قوم لايعرفونه ولايعرفهم لكنه اختار لنفسه اسم ( جهبذ ) واخبرهم بقصة زعم فيها انه تاجر سرقت منه الابل وراحت منه بضائعه وخسر كل شيء !

مقالات ذات صلة

استقر المقام بهذا اللقيط في تلك الولاية حتى ذاع صيته لانه كان مخادعا وبارعا في تدبر الحيل التي كان الناس يصدقها فاشتغل عند الوالي الذي تبناه كأبن له ، ومرت السنين ومات الوالي فصار (جهبذ ) هذا واليا على تلك الولاية واصبح الامر الناهي فيها .. !!

هذه الرواية التي اسوقها لكم اليوم لاتبتعد كثيرا عن القانون الجديد الذي سيتيح للاعاجم والغرباء الحصول على الجنسية العراقية ، وليس مهما ان يحصلوا على الجنسية العراقية والوثائق الاخرى فقد جرى تهريب الاف الجوازات واوراق الجنسية للايرانيين منذ عدة سنوات ، لكن المهم في الامر هو الاستقرار في الديار العراقية لالاف مؤلفة من الايرانيين والافغان والباكستانيين والبلوش وغيرهم ومن بعدها ترشحهم للانتخابات وفوزهم بالمناصب الحكومية ..

وغير ذلك والاكثر اهمية هو تغيير طبيعة المجتمع العراقي الذي تريد له ايران ان يكون مفصلا حسب خطتها وخريطتها التي ترسمها ، فبدلا من ان يكون العراق عربي الهوية والانتماء تعود اصوله التاريخية الى سلالة النبي الاكرم محمد بن عبد الله ( ص ) نصبح جزءا من الامة الفارسية وتكون بلادنا جزءا من امبراطورية فارس التي يحلمون بها ويصرحون بها علنا وعلى رؤوس الاشهاد..

وكما هو معلوم فأن وزارة الداخلية التي مازالوا يتصارعون على منصب وزيرها هي ملك صرف ومسجلة بأسم ايران منذ عام 2006 وحتى الان لم يتبوأ فيها احد ما منصبا الا بعد موافقة طهران ، بل ان من تبقى في هذه الوزارة من ضباط وطنيين وشرفاء تمت تصفيتهم بالاغتيال او استبعادهم او النيل منهم بشتى الطرق ، ولذلك فأن مديريات مهمة مثل الجنسية والجوازات والحدود والمطارات واقامة الاجانب وغيرها كلها بيد ضباط يرتبطون بالاطلاعات ( المخابرات الايرانية ) ليس الان وانما منذ سنوات ، ولايغرنكم هؤلاء القابضين على السلطة في بغداد ( المسيسين وليس السياسيين ) بتصريحاتهم الرنانة الجوفاء فجميعهم مسيرون من قبل ضباط اطلاعات الذين يديروهم ويملون عليهم التوجيهات .. واخر القول .. اذا كان اللقيط (جهبذ ) واحدا وصار واليا فما بالكم بالاف الالاف الذين سيأتون للعراق الجديد ؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى