واشنطن ورغم قبولها بالرجوع للمفاوضات مع ايران ولكن حتى رئيسها بايدن الذي يعتبر من الحمائم قد هدد بالرد على اي هجوم يقوم به ذيولها بالمنطقة ومن ضمنها ايران. الخارجية الامريكية تظهر اشد حماساً لضرب ايران من القصر الابيض رغم ان القرار النهائي يعود للرئيس اولاً واخيراً. موقف واشنطن من محاولة اغتيال الكاظمي الفاشلة كان قوياً عندما أوعز الرئيس بايدن لاجهزته الامنية بتقديم المساعدة للقوات العراقية بكشف الجاني ودعمهم بالرد عليه، فهل ينفذ الرئيس بايدن بما وعد الشعب الامريكي والعراقي بالرد على هجوم ذيول ايران الملالي الحالي؟.
اذا استطاع الكاظمي ان يستغل فرصة الدعم الدولي والداخلي الحالية له والتي فيها “استهداف رئيس دولة من قبل قوة تابعة له دستورياً” وأن يعلن حالة الطوارئ التي فيها يدخل الجيش بكل ثقله بقيادة الفريق عبدالوهاب الساعدي المدعوم شعبياً ودولياً لايجاد الجاني ومعاقبته ومن ورائه من قوى وشخصيات عميلة لدولة خارجية معروفة للقاصي والداني. امريكا والغرب والكاظمي وعبدالوهاب الساعدي والشعب العراقي كلهم يعلمون ان مجموعة تابعة للعصائب مدعومة من بدر من نفذ العمليه، ويعلمون انها انطلقت من معسكر تابع للحشد اللا شعبي واللا مقدس من جنوب العراق، وعليهم وعلى الكاظمي الرد السريع والقوي لتجنب البلاد من ما لا يحمد عقباه.
إيران الملالي من جانبها، تريد اللعب على الحبال والتنصل منها كما في اي قضية ارهابية دولية سابقة حيث ربط الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي “بمراكز خارجية داعمة للارهاب في العراق” ( يعني منو غير الايرانيين) ووصف شمخاني في تغريدة نشرها عبر “تويتر” محاولة اغتيال الكاظمي بأنها “فتنة جديدة” ( سبحان الله كيف جعل عتاك مثل شمخاني يحكم شعب عريق مثل شعب ايران ) يجب البحث عن خلفياتها في “مراكز الفكر الأجنبية” التي أنشأت ودعمت الجماعات الإرهابية واحتلت العراق ولم تجلب للشعب العراقي سوى انعدام الأمن والخلافات وعدم الاستقرار، على حد قوله ( ما شاء الله – تصريح يعبره على اغبياء العراق وعملاءه).
حكام ايران مستمرين باستخفاف اتباعهم في العراق ويعتقدون ان شعب العراق سيقتنع بقصغونياتهم في السياسة كما في الدين، انهم مجرمين بالفطرة وحاقدين منذوا الازل على العراق ولا يهمهم الدم العراقي مطلقاً، فهم الذين دمروا مأذنة على الهادي في سامراء “السنية” لخلق الفتنة التي احرقت الاخضر واليابس، وهم الذين خلقوا ودعموا القاعدة وداعش ليدمروا نصف العراق ويفتكوا بشعبه، وهم الذين يدعمون من ٢٠٠٥ سياسي اليوم الفاسدين للنخاع، وهم الذين خربوا خطة الغرب في بناء عراق ديمقراطي لا طائفي ولا ديني ولا قومي، بالاضافة لكل ذلك ارسلوا قاأني هذا الاسبوع حاملاً “رزالة” أو رسالة من خامنئي الشيطان الاكبر مفادها “توحدوا يا اولاد الزنى وخدام قندرة خامنئي، لان ايران المنبوذه دولياً محتاجة لحد الان الاستمرار في حلب العراق، والا سنغيركم بعبيد غيركم” وسيصطفون جميعاً لاخذ التحية والطاعة والولاء ( وينك أبو عداي اليوم يومك حقاً).
الصدر تعهد لكل اصدقائه والعراقيين ولمرات عديدة ان الحكومة المقبلة عابرة للطائفية وغير توافقية وهذا بحد ذاته ثورة على العملية السياسية التي عرفنها منذ ٢٠٠٥ لحد الان. التغير يشمل حكومة اغلبية للفائزين ومعارضة حقيقية للاقلية الفاشلة بالانتخابات الاخيرة وهذا بحد ذاته مطلب وطني حتى ولو اختلفنا مع نوعية الفائزين والخاسرين لان معظمهم من الولائين الموالين لايران الملالي ( اصل البلاء والدمار للعراق)، وحتى اذا اتفقنا جميعاً على التزوير في الانتخابات وعدم مشاركة الشعب فيها بشكل جدي. هذا ما تعهد به الصدر، ولكن كل المعلومات والتوقعات تؤكد ان الكاظمي باقي على رأس حكومة سميها ما شئت ( طوارئ او تصريف اعمال) حتى الانتخابات القادمة مع كل الصلاحيات التي تمكنه ان ينظف العراق ويعيد سيادته ومركزه وقوته، فهل سيقوم بهذه المهمة التاريخية ام انهم سيشتروه/يهددوه كما في المرات السابقة؟. امريكا والغرب والعرب سيدفعون باتجاه اعادة العراق القوي وتصفية كل اعدائه الداخليين والخارجيين، وهذا ما سيحصل ان شاء الله، مع الكاظمي او بدونه.
الجيش العراقي ورغم ان الاغلبية الساحقة منه مع الاسف يعود للمكون الشيعي بدل ان يكون من كل ابناء الوطن، والاختيار لضباطه يجب يكون معتمداً فقط على الاخلاص للوطن والكفائة العسكرية. الوطنية ليس لها مكون او دين او طائفة بل هي شعور وعمل وانتماء ولهذا ورغم الاوامر الصارمة من القيادات العليا للجيش على عدم استخدام السلاح وعدم الاشتباك مع ذيول ايران (الحشد المليشياوي) عند تقدمهم باتجاه المنطقة الخضراء ومركز رئاسة الوزارة، ولكنهم لقنوهم درساً بالوطنية عندما ردوهم بقوة وبهتافات تحي العراق وشعبة وتهين خامنئي وكل اتباعه في عراق اليوم. كان واضحاً الرد الراقي والمسيطر عليه لاسقاط الفتنه لهؤلاء الاوباش والجواسيس لايران الملالي رغم ان الجيش خسروا شهيدًا على الاقل في هذا اليوم رحمه الله.
الايام المقبلة ايام حسم، لان الكاظمي عليه ان يعلم ان هناك احتمالين فقط لاوضاع العراق في الايام والاسابيع القادمة: الاولى استيلاء المالكي على السلطة بتفويض من ما يسمى الإطار التنسيقي لقيادة الخاسرين بالانتخابات وبدعم من الميليشيات الايرانية المسلحة ( الذيول) وايران الملالي على رأسهم طبعاً، او الثاني أن يعلن الكاظمي حالة الطوارىء (لعدم وجود برلمان يعارض هذه الخطوة لأنه منحل) وسيساند الكاظمي في هذه الخطوة عبد الوهاب الساعدي قائد جهاز مكافحة الإرهاب والشعب والعالم الحر ودول المنطقة كلها ما عدى ايران الملالي.
حان وقت اخذ القرارات الصعبة وعلى الكاظمي ان يكون شجاعاً واميناً ومخلصاً والشعب والعالم سيقف معه، حان الوقت للسير نحو الامام لبناء العراق الحر العادل القوي المستقل والله دائماً معنا.