
عراق ما بعد ٢٠٠٣ قد فقد شرعيته كدولة لها قرارها السيادي وفرض الامن والقانون على عموم الوطن وفقد قضائها النزيه، وسيطرة المليشيات والمافيات والعصابات المنفلته والخارجين على القانون على مقدرات البلاد وقراره السياسي والوطني، وقسم البلاد الى اقطاعيات تحكم من قبل عوائل ناقصة دين وجاه وسلطة ومال، جياع وقطاع طرق ومهربين ومرضى، واصبح البلاد في ليلة وضحها بايدي الجهلة والعملاء والمرتزقة.
مشكلة الكهرباء كبيرة جداً كأي مشكلة اخرى في العراق، باقي البنى التحتية كلها قد دمر أيضاً بسبب الصراع بين هذه الاقطاعيات الجائعة، فلا يمكن حل مشكلة الكهرباء فنياً ولا يمكن حلها مالياً مادام هناك فوضى بتخاذ القرار او تنفيذه. قلنا سابقاً ومراراً اسقاط النظام واعلان حكومة انقاذ وطنية عسكرية هو الحل الامثل لعراق اليوم، لا يمكن التأخير ولا يمكن الاعتماد على الحظ او الدعاء فقط لله عز وجل، الله يريدك ان تتحرك نحو الخير ليساعدك، لا يريد ان يغير شيء من سيء الى اسوء، اذا كان هناك رجالاً عازمين من الجيش ووطنيين وقادرين، عليهم التحرك والله سيهيء الظروف والحال لتحقيق النصر وانهاء الصعوبات والعقبات ضدهم.
بعض من عناصر الحكومة او من سياسي العهد الاغبر يتهمون امريكا على انها هي التي خططت ومن البداية على ان لا يكون كهرباء في العراق وهي تهمة باطلة يريدون فيها تخديركم وتوجيه حقدكم وغضبكم منهم ومن إيرانهم الى امريكا. اذا كانوا يدعون انهم سمعوها من فلان او ادعاه فلان فهم كاذبين او يقولونها لاسباب سياسية تخدمهم. انا خدمت كوزير للكهرباء بين ٢٠٠٣ و ٢٠٠٥ ولم المس من الجانب الامريكي غير التعاون والتفاني لاعادة المنظومة وحسب الضوابط الدولية، الجيش الامريكي اعاد بناء مئات من الكيلومترات من خطوط الضغط العالي ٤٠٠كفي بعد ان دمرتها الحروب والمافيات الايرانية وغيرها من دول الجوار على اساس المقاومة في ذلك الوقت، وبنوا لنا محطة القدس الغازية ٢٥٠ ميكاواط بدون مقابل وافتتحها اياد علاوي في ٢٠٠٤ وبنوا عشرات من المحطات الثانوية الكبيرة التي يحتاجها القطاع لتحويل الكهرباء وتبرعوا بالكثير في اعادة الخطوط الثانوية بين المدن واعادو سد حديثة للعمل بالاضافة الى العشرات من الخبراء الذين يقيمون الدراسات لنا بدون مقابل وعلى حساب الحكومة الامريكية. هذه هي الحقيقة وليس دفاعاً عنهم ولهذا كفى كذباً وارجعوا الامن والسيادة والقانون للوطن وعليه لا امريكا ولا ايران ولا دول الجوار ولا حتى المريخ يستطيعون منعكم من التمتع بكهرباء في كل العراق وفي كل اوقات السنة.
تحركات كثيرة في واشنطن هذه الايام بخصوص العراق حتى انهم يتكلمون بقوة لاخذ السلطة من عتاكة بغداد بعد ان عجزوا عن تربيتهم وانضاجهم كرجال حكم ودولة. اكتشفوا وتأكدوا الان ان الذين يحكمون العراق هم لا يصلحون الا توابع للغير وقطاع طرق ومجرمين لان ليس لهم احترام لوطنهم او للقانون او للمال العام او لمواطنيهم بل يؤمرون وينفذون ما يطلب منهم، تربيتهم ونشأتهم وعقلهم بني هكذا ولا يمكن تغيره الا بعد اجيال وامريكا والمنطقة ليس لها الوقت للانتظار بعد الان.
السفير الامريكي السابق في العراق دوغلاس سيليمان رئيس معهد دراسات دول الخليج العربية والسفير الامريكي السابق في العراق وضع استراتيجية قدمت لبايدن للحفاظ على المصالح الامريكية في العراق مبنية على انهاء دور الدين وخصوصا أنهاء دوره الذي يصفه بانه مساند للارهاب مع القضاء على الحشد الشعبي الذي يشكل تهديدا خطيرا على الامن والنظام في العراق والمنطقة وحليفاً لايران اكثر من وطنه الام العراق، وأستمر بقوله ان الاحزاب السياسية في العراق وخاصة القيادات والاحزاب الشيعية تفتقر الى القوة الحقيقية والشاملة وهم لاعبون غير مهمين ويجب أن تكون معاقبة هؤلاء القادة هي الاستراتيجية الأمريكية الرئيسية. وأضاف علينا الاعتماد على الاكراد ورجالات عهد صدام او قبله والذي سيكون هو الحل الامثل الذي يجب ان تتخذه امريكا في المستقبل القريب جداً لاعادة العراق الفاعل القوي والصديق الذي يمكن الاعتماد عليه في بناء شرق اوسط قوي ومتماسك وناجح.
الحراك العراقي وكما وعدناكم، بدء بإرسال الدعوات للمشاركة في مؤتمرنا المنعقد تحت شعار ” متحدون من اجل انقاذ العراق”، الى كل اعضاء المعارضة الوطنية التي تود المشاركة والحوار مع الجانب الامريكي والدولي لحل مشاكل العراق الكبرى وكيفية الوصول للحلول الناجعة القادرة على تجاوز المشاكل الحالية بأقل الخسائر. سنسمع من الجانب الامريكي رأيه بكل شفافية ونترك للمشاركين الحرية في سؤالهم، وسنستمع لشخصيات عراقية ذات اختصاص رأيها بكيفية الحل ونخرج ببيان سياسي مهم في نهاية المؤتمر يلخص اوضاع العراق ومشاكله والحلول المرجوه. المؤتمر سيعقد ان شاء الله يوم السابع والعشرين من هذا الشهر ٢٧ / ٧ بين الساعة الخامسة عصرًا والتاسعة مساءً بتوقيت بغداد ومن الله التوفيق.
أهلنا في العراق اخوانكم في الحراك العراقي وكل اخواننا في المعارضة الوطنية العراقية يستمدون منكم القوة والنجاح، نحتاج دعمكم المعنوي وايمانكم بنا كممثلين وطنيين لشعبنا ووطننا العراق، ونحن ان شاء الله اهلها ونعمل ما استطعنا اليه سبيلا. بالمقابل نطالبكم جميعاً من شماله الى جنوبه الاستمرار بالثورة وتحطيم رموز الدين السياسي وعدم الالتفات الى توجيهات المعممين في شؤون الدولة والمجتمع لانهم رأس البلاء في تدمير العراق ما بعد ٢٠٠٣، لجهلهم حتى في دين الله ورسوله الداعي للمحبة والتعاون والسلام. ثورتكم واستمرارها وتحت شعار ” متحدون من اجل انقاذ العراق” سيكون الحل الاول والاخير لمشكل العراق كلها ولا تنسوا ان الله دائماً معنا.