حذر وزير الخارجية الأمريكي إيران من أنها سوف تدفع الثمن إذا تعرضت المواقع الأمريكية للخطر، وبالتزامن مع هذه التحذيرات، قامت واشنطن بارسال حاملة الطائرات الأمريكية ” لينكولن ” إلى المنطقة، وهي خطوة من الممكن تفسيرها بأنها ناتجة عن تهديدات وتحذيرات الإدارة الأميركية ، لكن ما هو مدى جدية التهديدات الأميركية ؟ما مغزى ارسال حاملة الطائرات التي حركتها أمريكا باتجاه الشرق الأوسط؟ وما هي مهام هذه الفرقاطة؟ وبإرسالها إلى المنطقة أي رسالة يراد إرسالها لإيران؟ .
المعلومات الاعلامية تتحدث أن حاملة الطائرات “لينكولن” ترافقها المجموعة القتالية الضاربة 12 المشتملة على فرقاطة قاذفة للصواريخ ومدمرتين وغواصة نووية. وهي حاملة الطائرات الوحيدة في الأسطول الأمريكي التي تستطيع الاستفادة من الطائرات الشبح “35 سي” ويبدو أن عددا من هذه الطائرات سوف يتم إرسالها إلى المنطقة ، وهذا النوع من الطائرات يستطيع التخفي عن الرادار ومهاجمة الأهداف الحصينة والمحمية جيدا ، ويبدو أنها تخطط لدخول الخليج عند نقطة معينة لحماية مضيق هرمز على وجه الدقة ، وفي هذه الحالة سيكون هناك احتمال لرفع وتيرة التوتر، وهذا سيجعله على احتكاك مباشر مع قوات الحرس الثوري المتواجدة في الخليج العربي ، وعلى مقربة من مضيق هرمز ، في الوقت الذي وقعت فيه واشنطن مع سلطنة عمان تستطيع بموجبها السفن الحربية الأميركية بموجبها الرسو هناك. وهذا الأمر يمكن أن يكون رسالة جدية .
لا شك بأن إرسال هذه المدمرة الأميركية هو بمثابة رسالة تحذير لإيران بسبب ممارساتها الاستفزازية سيما بعد إدراج الحرس الثوري على لائحة الجماعات الإرهابية من جانب أمريكا،ولكن هل لمسنا تغييرا في النهج الإستراتيجي لفيلق القدس أو المليشيات المؤيدة لإيران في المنطقة؟ من المؤكد أن إيران ما زالت تمارس سياسة التحدي ، والنقطة المثيرة للقلق سلسلة التسريبات الاعلامية الإيرانية التي تتحدث عن أن العراق سيكون بمثابة البركان لاقتلاع الأمريكيين من العراق مع تسريبات تتحدث عن نقل صواريخ أرض – أرض قصيرة المدى إلى غرب العراق، لتطوير قدرات المليشيات هناك بعد أن أخذوا دورات تدريبية على اطلاقها ، بهدف ردع الهجمات المحتملة على مصالح طهران في الاقليم ، ولامتلاك الوسيلة التي تمكنها من ضرب خصومها في المنطقة على حد تعبير قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال” حسين سلامي” الذي تعهد باقامة حفلات حرب جديدة هدفها تلقين الأميركيين درساً لن ينسوه .
وإذا ما تأكد نقل هذه الصواريخ التابعة للحرس الثوري الإيراني إلى غرب العراق عندها يمكن لنقل هذه الصواريخ أن يحدث مزيداً من التوتر بالنسبة لأميركا و إسرائيل ودول المنطقة ، خاصة أن تل ابيب التي لن تقبل بوجود مثل هذه الصواريخ التابعة للحرس الثوري الإيراني في غرب العراق والتي ستشكل تهديداً مباشراً لأمن إسرائيل ، وسيسهم في التمهيد لشن إسرائيل هجوما عسكريا لتدميرها هذا ما أعلنه رئيس الوزراء الاسرائيلي “بنيامين نتنياهو”، وبالتالي جر العراق إلى حرب بالنيابة عن إيران ، في الوقت الذي تمهد فيه إسرائيل وتستعد لمواجهة حزب الله اللبناني .
في الوقت نفسه أعلنت وسائل الاعلام الإيرانية أن الرئيس الإيراني “حسن روحاني”، سيعلن يوم الأربعاء عن إجراءات مماثلة من قبل طهران في ردة فعل منها على الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي. وقال هذا المصدر المقرب من هيئة الرقابة على الاتفاق النووي ، أن هناك احتمالية في أن يقوم الرئيس الإيراني بالإعلان عن هذه الإجراءات في حديث مباشر متلفز له ستبثه مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية. كما أكّد المصدر أن هذه الإجراءات ستتوافق والبنود 26 و36 من بنود الاتفاق النووي، وفي حال عدم التزام الطرف المقابل بما قطعه على نفسه من التزامات، فمن حق إيران التوقف عن تنفيذ ما التزمت به في الاتفاق النووي سواء بشكل كلي أو جزئي.