أوجه التشابه والاختلاف بين قضية الكويت واوكرانيا

هناك تشابه من الناحية التاريخية لمشكلة الكويت مع العراق، ومشكلة اوكرانيا مع روسيا .. والتشابه يكمن في اعتبار اوكرانيا جزء من الارث السوفيتي الذي لابد وان تعود لروسيا، كما هو الحال الارث التاريخي بأحقية الكويت للعراق .. مما يعني ان روسيا لا يمكن ان تنسى اهمية اوكرانيا التي انسلخت بعد تفكك الاتحاد السوفيتي ولابد من عودتها الى روسيا بعدما بات وضعها الحالي يشكل خطراً على الامن القومي للاتحاد الروسي، وكما هو الحال العراق الذي لا يمكن ان ينسى الاستعمار البريطاني الذي سلخ الكويت من العراق لتكون مركز للتآمر على امنه القومي، ولكن بالرغم من صعوبة عودة التاريخ الى الوراء في ضوء المعطيات الدولية الا ان الرئيس بوتين المغرم بروح الحقبة السوفيتية يعتقد دخول اوكرانيا في منظومة الاتحاد الاوربي او قبولها في حلف الناتو يعتبر تهديد لروسيا لهذا هيئ الوسائل اللوجستية للوصول الى الهدف المطلوب لتحقيق مشروع اعادة روسيا لايام مجد الحقبة السوفيتية .. أي بعد 14 عام من ضم (ابخازيا واسيتيا ) ومن ثم ضم شبة جزيرة القرم، وجاءت الخطوة التالية الاعتراف بانفصال (دونيتسك ولوغانسك) كمقدمة لخطوة انضمامهما الى الاتحاد الروسي باعتبار ان غالبية سكان تلك المنطقتين من الروس، مما يعني بمجرد الاعتراف بهما كدولتين فقد اصبحتا ضمن محور الاتحاد الروسي ولكن تبقى العين على اوكرانيا لما يشكل وجودها ضمن الاتحاد الاوربي او قبولها في حلف الناتو خطراً على الامن القومي الروسي كما اشرنا .. لهذا اقدم بوتين على اجتياح اراضيها بعد استفزازات مريرة لها غايات مشبوهة لايقاع روسيا في الشباك مثلما حصل مع العراق الذي احتل الكويت وتعرض لعقوبات لا مثيل لها في العالم وبالتالي تم احتلاله بعدما تكالبت علية 32 دولة وتم ضربه بشتى انواع الاسلحة المحرمة دولياً .. ولكن الاختلاف ان روسيا ليست العراق حتى يبلغ تأثير العقوبات على نخر الدولة ليتم في النهاية احتلالها وانما الرهان الغربي على العقوبات ضد روسيا لتحقيق احتمالين اما ان ينقلب الشعب والجيش على بوتين او يتم تراجعه عن مواقفة والتخلي عن الطموحات الاستراتيجية وبذلك تتحقق اهداف الغرب في تحجيم روسيا وشيطنتها لتبقى دولة مارقة معتدية في نظر الاخرين الا ان لروسيا خيارات متعددة ومنها الضغط على اورباً او تهديدها عسكرياً نظراً لامكاناتها العسكرية واللوجستية التي تفوق امكانات اوربا وايضاً لديها القدرة على ضرب محطات فضائية واقمار صناعية تشل حركة الحياة والتواصل بين العالم يعني لو ضرب او عطل قمر صناعي واحد لم يبقى هناك اتصالات ولا ارشادات للسفن ولا للملاحة الجوية اي يغرق العالم في بحور الظلام في وضح النهار هذة الامكانات لم تكن موجودة لدى العراق للضغط على العقوبات مثل امكانية روسيا للمساومة على العقوبات الاقتصادية لان ساحة الفضاء الخارجي لا تخضع للقوانين المحلية لاي دولة .. بمعنى أن امريكا والغرب لن يجرؤ ممارسة ذات الأدوار التي مارسوها على العراق لانهم امام دولة تمتلك أكبر ترسانة عسكرية ممكن ان تغيير قوانين اللعبة لذلك الرئيس بايدن وحلفائه الغربيين كرروا اكثر من مرة لن نتدخل عسكريا في الحرب الدائرة بين روسيا واوكرانيا لهذا سوف تنتهي الحرب وسوف يتم تجاوز روسيا للعقوبات بما لديها من خيارات العرقلة والتهديد بالوسائل التي تتناسب مع قدراتها العسكرية والمادية ومكانتها الدولية وبعدها سوف يدرك الاوكرانيون ان الغرب كان يكذب عليهم وقد تم توريطهم في لعبة كانوا وقوداً لها .. لهذا الاجدر بالعرب ان يكون موقفهم حيادي دون الانجرار وراء اي من طرفي النزاع لان اللعب مع الكبار كارثة لانه عند فك الاشتباك سيكون هناك فرز من كان معي ومن كان ضدي والضعيف لا يسلم لذلك اتقوا ناراً وقودها الضعفاء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى