
انه نهر ثالث بين نهري دجلة والفرات هكذا اطلق على شاعر العراق الراحل عبد الرزاق عبد الواحد من فرط الاعتزازبهذا الشاعر الذي ارتقى الى مستوى النهرين لغزارة شعره الذي ينساب مثل عذوبة مياه النهرين الخالدين/دجلة والفرات /
نعم انه النهر الثالث كما يصفه الشاعر العراقي غدير الشمري الذي وثق علاقته ورحلته ومحطاته مع الشاعر عبد الرزاق عبد والواحد في كتاب صدر في العاصمة الأردنية/ عمان / الموسوم/ رحلتي مع النهر الثالث / يروي فيها ابرز المحطات والذكريات في حياته حتى وفاته في احد مستشفيات باريس
ويشير الشاعر غدير الشمري في مطلع كتابه/ لقد كتبته بشكل عفوي وبكل صدق وامانة ومجمل مافيه موثق بالصورة ومقاطع من شعره بخط يد الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد لرصد مسيرة شاعر بحجم نهر ثالث وما قدمه للشعر العربي من قيمة واضافة إبداعية لمن سبقوه من شعراء العراق والعرب
والمحطات التي توقف عندها مؤلف الكتاب جديرة بالفخر والاعتزاز لشاعر ملء الدنيا وشغل شعراء جيله وجمهوره
ورحلة الشاعر غدير الشمري مع الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد كرسها لكشف عطاءه و ثراءه ولتلك الروح و جمالها والعفوية في ايراز لحظاتها بعفوية ملفته للنظر
لقد نجح الشمري في ترجمة هذه الروح بكل براعة الشاعر والانسان المحب لانه نهل منها هو الاخر وينتمي هو الاخر الى روح العراق العظيم ونهريهما الخالدين/ دجلة والفرات/
وابا خالد الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد واحدا من جيل استثنائي اجتمع في مكان واحد وزمان واحد فخطا بالشعر خطوة نقلته الى افق جديد استحضر فيه بدر شاكر السياب وعبد الوهاب البياتي وحميد سعيد وسعدي يوسف فكان شمسا بين شموس وعبقريا بين عباقرة كما وصفه سامر حيد المجالي في معرض تقديمه لكتاب الشمري
ويحتوي كتاب رحلتي مع النهر الثالث على ستة فصول عرض فيها الشمري شهادات وذكريات ومحطات مضيئة في رحلة أبا خالد وهي محاولة تتسم بالوفاء من شاعر يرى في مسار الشاعر عبد الواحد نافذة للعراقيين والعرب على حياة انسان وشاعر استوجب التوقف عندها كظاهرة إبداعية وشعرية كرسها أبا خالد بحب العراق
وبرع مؤلف الكتاب الذي رافق الشاعر أبا خالد من بغداد وبعدها دمشق وأخيرا في عمان ليسرد في كتابه ذكريات مفعمة بالمحبة وفي رعايته وما قصائد الشاعر عبد الرزاق التي احتواه الكتاب بخط يده وشهادة اقرانه من العراقيين والعرب الا التعبير الحقيقي للعلاقة الحميمية بين الشاعرين والثقة في حفظ تراث وقيمة شاعر بحجم أبا خالد
ويتوقف الشمري عند الاحتفالية التكريمة التي نظمها البيت الثقافي العراقي في عمان لشاعر العراق وبحضور محبي شعره من العراقيين والعرب بعد ان راجت اخبار عن وفاته فكانت بحق ملحمة وفاء بين شاعر وجمهوه المحب لشعره
ويروي الشمري عن ابي خالد انه كان في احد مستشفيات باريس وسمع بوفاة المغفور له الشيخ حارث الضاري رئيس هيئة علماء المسلمين ومن فرط حبه للضاري كتب قصيدة رثاء بحقه وهو على فراش المرض مطلعها/
عزيزأن تروح أبا مثنى
وتصبح كالغريب اليوم عنا
لأنا نحن منك وأنت منا
أعز سلامنا يأتيك منا
أما للموت غيرك من عزيز
الى ارواحنا وجها وسنا
فيأخذه وتبقى فجر ضوء
تشع بنا الحياة أبا المثنى
ومايعزز شهادة الشاعر غدير الشمري عن رحلته مع النهر الثالث محاولته في تجميع تراث شعره ودووانيه ومقتنياتة الشخصية وآخر رسائله وأسماء رواد ديوانه العامر في عمان وينتظر الشمري الفرصة للبدء بتنفيذ هذه الفكرة حفاظا على مسيرة رجل وشاعر وهب حياته للعراق ووحدته وسيادته